بتأهل المنتخب الجزائري للمربع الذهبي لنهائيات بطولة أمم إفريقيا الخاصة باللاعبين المحليين المقامة حاليا في السودان يكون مدربه عبد الحق بن شيخة قد حقق الهدف الذي سطره مع الاتحاد الجزائري قبل بداية الدورة و الذي أعلنه مباشرة دون لف و دوران حيث قال عشية انتقال بعثة الخضر إلى السودان أننا ذاهبون للعودة بالتاج أو على الأقل بلوغ الدور النصف النهائي معلنا تحديه لجميع الصعوبات التي اعترضت تحضيرات المنتخب خاصة في الأيام الأخيرة بعد إلغاء مباراته الودية ضد منتخب لوكسمبورغ بسبب الأوضاع الأمنية.

ورغم وقوعه في مجموعة صعبة ضمت البلد المنظم و أوغندا المتألق في دورة حوض النيل لكن الجنرال راهن على مجموعة من الشبان رأى فيهم مستقبل المنتخب الأول في حال لقوا رعاية و متابعة و زرعت فيهم الثقة من قبل كل الجهات المعنية.

وبالنظر إلى الأداء المتواضع الذي قدمه زملاء خالد لموشية في مبارياتهم الإعدادية فان بن شيخة لم يسلم من الانتقادات الإعلامية التي أعابت عليه إصراره على الجمع بين منصبين كمدرب للمنتخب الأول و الرديف و رأت في ذلك مغامرةمحفوفة المخاطر يقدم عليها بن شيخة قد تؤدي إلى حدوث نكسة جديدة للكرة الجزائرية بعدما ركز في عمله على المنتخب الأول و ترك الرديف لمساعديه محمد شعيب وعبد النور كاوة و ذهبت بعض الصحف حتى إلى التشكيك في مؤهلاته الفنية و انجازاته التي حققها مع النادي الإفريقي كما أعابت عليه التركيز على لاعبي وفاق سطيف حيث استنجد بسبعة عناصر من هذا الفريق غير انه و مثلما يقال رب ضارة نافعة فقد جاء قرار إلغاء المباراة الحبية بين الجزائر و تونس لمصلحة بن شيخة و منتخب المحليين حيث جعله يحضر معه البطولة منذ بدايتها بعدما كان يفترض ألا يحضر المبارتين الأوليين وهو ما منح شحنة معنوية كبيرة لأشبالهخاصة بعد الثناء الكبير الذي لقوه منه بعد الانتصار في جولة الافتتاح ضد أوغندا.

لكن الانتقادات عادت مرة أخرى بعد التعادل المخيب أمام الغابون حيث اتهمته الصحافة الجزائرية بسوء توظيف اللاعبين و اعتبرته المسئول الأول عن تلك النتيجة السلبية التي رهنت حظوظ الخضر في المرور إلى الدور الثاني قبل أنيتعادلوا مع صاحب الدار المنتخب السوداني و يمرا معا إلى دور الثمانية حيث تقابلت الجزائر مع منتخب جنوب إفريقيا القوي الذي فاز في مبارياته الثلاث و قدم عروضا قوية مما جعل منتقدي بن شيخة من إعلاميين و مدربين يراهنون على البفانا بفانا لإسقاط بن شيخة خاصة بعد تعرض بعض العناصر للإصابة أمثال فهام بوعزة و سعد بلكالام لكن الجنرال فاجأهم مرة أخرى و اثبت انهمدرب الأوقات الصعبة بغض النظر عن قوة المنافس خاصة بعدما اجمع اللاعبين على أن التغييرات التي قام بها بن شيخة و الخطة التي انتهجها كانت وراء الانتصار على جنوب إفريقيا بثنائية.

بالتأكيد فان الرابح الأكبر من تألق الخضر في السودان هو بن شيخة الذي رفع اسهمه لدى الشارع الرياضي الجزائري و بالتالي فان الجنرال سيسعى إلى استغلال هذا النجاح و توظيفه مع المنتخب الأول الذي تنتظره استحقاقات في غاية أهمية في مقدمتها المواجهة المرتقبة ضد المنتخب المغربي في الجولة الثالثة من تصفيات كاس أمم إفريقيا 2012 .