يمكن أن يكون ارسنال أفضل حالاً من دون وجود سيسك فابريغاس، خصوصاً إذا استطاع ارسين فينغر من أن يفي بوعده كمدير فني quot;مفعم بالنشاطquot; هذا الصيف.

وبما أن كابتن ارسنال بقي في لندن خلال رحلة زملائه إلى آسيا مطلع هذا الأسبوع، فإن رحيله أصبح حتمياً.

ولكن على رغم تودد برشلونة للكتالوني ستحلق مزيداً من الاضطرابات في ارسنال الذي من المفترض أن يهبط مستواه، إلا أنه ينبغي أن يُنظر إلى ذهاب فابريغاس على أنها فرصة أكثر من شقاء. وحتى لو أنه لم يكن متلهفاً بالعودة إلى وطنه أو شفاءه من معاناته من الإصابات المتكررة في الركبة، فإن الوقت قد حان لرحيله.

والفائز بكأس العالم هو مَثل للاعب واحد في خط الوسط، كشراكة فرانك لامبارد مع ستيفن جيرارد في منتخب انكلترا، يقحم نفسه ويخلق الفرص ويهدد بتسجيل الأهداف من خط الوسط. لكن، شأنه شأن أقرانه، يكون أداءه ضعيفاً عندما يتعلق الأمر بأسلوب 4-4-2 التي تلعب بها الأندية الانكليزية. واتفاق فينغر مع الاسباني كان اللعب بطريقة 4-2-3-1 المستخدمة في الأندية الأوروبية مع إضافة القليل من الظلال الكتالونية حولها وتمرير الكرات عبر الخصوم أو رفعها خلف خط الدفاع ليتصدها قلب الهجوم.

ونجحت هذه الخطة إلى حد ما في الموسم الماضي، فقد كان ارسنال الفريق الوحيد الذي تمتع بما نسبته 60 في المئة على حيازته للكرة ndash; وبالتالي بذل ما متوسطه 50 في المئة من جهده للحيازة على الكرة أكثر من خصومه ndash; في حين أن تمريراته كانت أكثر من أي نادٍ آخر في الدوري الممتاز.

وتعني هذه الحيازة المريحة أن ارسنال كان في الموسم الماضي وحده قادراً على أن يكون نداً لبرشلونة في مباراة ذات مغزى. ومع ذلك فقد أثبت الوقت أن الأسلوب الذي يطالب بمهارات فابريغاس غير ملائم لكرة القدم الانكليزية. فعندما كانت تصل فرق أقل مستوى إلى quot;استاد الإماراتquot; فقد كانت لديها قناعة للعب بعمق في كل المناطق، وبذلك كانت منطقة الجزاء الخاصة بها مزدحمة.

وعلى رغم أن ارسنال يحظى بتقدير كبير من قبل احصائيي كرة القدم ndash; فهو النادي الرائد في الدوري الممتاز بالنسبة إلى التمريرات الناجحة في الثلث الأخير من الملعب التي كانت نسبتها 57 في المئة ndash; إلا أنه لم يتمكن من ترجمة ذلك إلى أهداف. فقد سجلت 6 فرق في الموسم الماضي أهدافاً على أرضها أكثر من ارسنال. فيما خسرت ست فرق أيضاً أقل مباريات على أرضها من ارسنال. علاوة على ذلك، نصف الأهداف التي سجلت ضد الفرق الزائرة لـquot;استاد الإماراتquot; جاءت من الكرات الثابتة، والتي عرفت أنها حتى من خلال اللعب المتحفظ جداً فإنها قد تخرج بنتائج جيدة.

ومع فابريغاس في الفريق، فقد كان فينغر يضطر إلى اللعب بالقالب التكتيكي نفسه، فلم تكن لديه خطة بديلة للانفتاح والهجوم بأسلوب 4-4-2. أما الآن، شرط أن يحصل على سعر مناسب للاعب الوحيد في العالم القادر على تحسين خط وسط برشلونة، فإن على فينغر أن يرّوض نفسه بعد احتمال فقدانه لكابتن فريقه، وألا يسعى لجب لاعباً يحل محله. بدلاً من ذلك عليه أن يظهر دلائل على أنه سيتجاهل التجربة القارية لصالح الأسلوب الانكليزي الرجعي 4-4-2.

ومن المحتمل أن يحصل ارسنال على 35 مليون جنيه استرليني من بيع فابريغاس. وإذا رحل سمير نصري على المضض أيضاً، على رغم أن المدير الفني لا يرغب في رحيل اللاعب الذي يعتبر الأفضل في الدوري الممتاز من ناحية دقة تمريراته، فإنه قد يضيف 22 مليوناً أخرى على الأقل. وفي حين أن كلفة وصول جيرفينهو بلغت 11 مليوناً، إلا أنه قابلها كسباً لـ7 ملايين استرليني من بيع غايل كليشي.
ويمكن استخدام الدخل الصافي البالغ 53 مليون استرليني في سوق الانتقالات لدعم صفوف الفريق الأول. وقد تكون التقارير التي تربط التحاق ستيوارت داونينغ بإستاد الإمارات بمبلغ 15 مليوناً معقولة تماماً، خصوصاً لقدرته على التمريرات العرضية الدقيقة التي لا يوجد ما يماثلها في ارسنال، إضافة أنه سيدعم في تسجيل أهدافاً رأسية أكثر بواسطة روبن فان بيرسي ومروان الشماخ اللذين لهما القدرة الجيدة للقيام بذلك والتي لم يستغلها ارسنال بشكل كبير.

وربما خسر ارسنال ليوفنتوس في سعيه للحصول على التشيلي الدولي ارتورو فيدال لاعب خط وسط باير ليفركوزن الذي قدر سعره بـ15 مليوناً. ومع ذلك، يظهر أن فينغر ينوي تعزيز خط وسط فريقه على رغم ثقته بايمانويل فريمبونج الذي يجب أن يتعافى من إصابته في أربطة الركبة التي تعرض لها في الموسم الماضي.

وإذا استطاع الفرنسي من حل معضلة وسط الملعب فماذا عن بقية المراكز؟

وبما أن حارس المرمى مانويل أمونيا لم يسافر مع ارسنال في جولته إلى آسيا استعداداً للموسم الجديد، فإن البديل المقترح هو كريغ غوردون من سندرلاند بسعر 6 ملايين استرليني. وقد يتم جلب الدنماركي توماس سورنسن (35 عاماً) بسعر رخيص من ستوك سيتي ليكون منافساً حقيقياً لفويتشخ سزسينسي، شرط ألا يجدد الدنماركي الدولي عقده مع ناديه الذي سينتهي بعد 12 شهراً.

وعلى رغم أن هناك حاجة ملحة في ارسنال لايجاد لاعبين موهوبين في مركز قلبي الدفاع، وقد يفضل غاري كاهيل وفيل جاجيلكا، لأنهما، مثل داونينغ، من شأنهما أن يلبيان متطلبات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والدوري الممتاز الانكليزي بزيادة عدد اللاعبين المحليين، إلا أن فينغر معجب كثيراً بالألماني بيير ميرتساكر (26 عاماً) الذي شارك في 75 مبارة دولية بسبب صفاته القيادية وسعره المناسب، مع ملاحظة أن فيردر بريمن مهتم كثيراً بجلب نيكولاس بندتنر - لاعب آخر ترك خارج تشكيلة جولة ارسنال إلى آسيا - إلى المانيا، لذا من الممكن استخدام ميرتساكر في صفقة تبادل.

ويبقى مركز قلب الهجوم، الذي لا يمكن صرف النظر عن 27 مليون جنيه استرليني سعراً لشراء كريم بنزيمة من ريال مدريد. فالمهاجم البالغ الـ23 عاماً كان قد عانى من معاملة غير طبيعية طوال الموسم الماضي، مع تسجيله هدفاً واحداً فقط في أول 18 مباراة له في لاليغا. ولكن مع 15 هدفاً في 17 مشاركة له فقد أثبتت أنه لاعب حاسم.

وبالتالي، إذا استطاع فينغر من الحصول على خدمات غوردون وداونينغ وفيدال وجيرفينهو وميرتساكر وبنزيمة بكلفة صافية تصل إلى 10 ملايين استرليني بعد رحيل فابريغاس ونصري وكليشي وبندتنر، وتحقيق ذلك ضمن هيكل الأجور القائمة في ارسنال، فإنه سيستطيع التحرك لشراء لاعبين ثانويين، وسيكون أيضاً صادقاً في كلمته كمدير فني quot;نشط جداًquot; هذا الصيف.

وعلى رغم أن العمود الفقري في فريق ارسنال سيكون أقوى وأكثر خطورة في تسجيل الأهداف، إلا أنه، مع كل هذه الفوائد وذهاب فابريغاس، فإن أكبر المدخرات التي سيضيفها فينغر إلى فريقه هي المرونة التكتيكية.