أقدم ثلاث مدربون على رمي المنشفة قبيل انطلاقة منافسة الدوري الجزائري في موسمه الجديد 2011-2012 بساعات أو أيام قليلة دون الإعلان عن الدوافع و الأسباب التي تبقى غامضة في ظل محاولة كل طرف تحميل المسؤولية للطرف الثاني ، و رغم أن تغيير المدرب للإقالة أو الاستقالة و بغض النظر عن الأسباب قديمة إلا أن الجديد فيها هو التوقيت لان الشائع هو حدوث التغيير منتصف الموسم بعدما تعطى الفرصة الكافية للمدرب و للإدارة لإبداء حكم على نتائج الفريق و أدائه ، لكن حدوث التغيير قبيل انطلاق الموسم يبقى أمرا غير مفهوم و عواقبه سلبية بالتأكيد و هو ما حدث مع وداد تلمسان العام الماضي حيث غادره مدربه فؤاد بوعلي قبيل إجراء مباراة الجولة الأولى بساعات ليجد نفسه يصارع على البقاء الذي لم يضمنه سوى في الجولة الأخيرة.

و تدرك الأندية جيدا مدى خطورة التغيير في هذا التوقيت على مستقبلها فإيجاد الخليفة المناسب أمر يبقى شبه مستحيل لعدم وجود مدربين أكفاء بدون عمل كما انه حتى في حال وجدوا فإنهم في الغالب سيرفضون المغامرة بتاريخهم لأنهم قد يجدون الفريق في حالة يرثى لها يصعب معه إصلاح أحواله و بالمقابل فان التغيير في هذا التوقيت يجبر الأندية المعنية على انتداب مدربين إما مغمورين أو مستهلكين بطالين يتحولون إلى أبطال في حال نجاحهم و في حال إخفاقهم لا يتحملون المسؤولية لأنهم ببساطة لم يكن لهم أي ضلع لا في انتداب اللاعبين و لا في الإشراف على استعدادات الفريق و يرمون التهمة على أسلافهم.

السيناريو نفسه تكرر هذا الموسم مع ثلاث أندية وجدت نفسها مضطرة للبحث عن أطقم فنية جديدة تشرف عليها ، البداية كانت مع موسى صايب الذي اضطر لمغادرة دكة احتياط شبيبة القبائل و قيل بان النتائج السلبية التي سجلها الكناري في دور المجموعات من مسابقة كاس الكنفدرالية الإفريقية بعد انهزامه في خمس مباريات أثرت كثيرا على علاقة صايب بالإدارة و بالجمهور رغم أن الجميع في القبائل كان يدرك جيدا بان الشبيبة لم تكن مستعدة للمنافسة القارية لأسباب عدة منها التغييرات الكثيرة التي طرأت على تعداد الفريق بعد ذهاب جل ركائزه و استقالة المدرب رشيد بلحوث و عدم حصول اللاعبين على الراحة الكافية بسبب تأخر انتهاء الدوري و غيرها من العراقيل التي دفعت صايب و الرئيس شريف حناشي إلى الإعلان منذ البداية عن عدم وضع كاس الكنفدرالية الإفريقية ضمن أولويات و أهداف الكناري و التركيز على استعادة لقب الدوري المحلي مما يجعل المبرر الفني مستبعدا في التأثير على قرار و أسندت المهمة التقنية لمراد كاروف للإشراف على الفريق مؤقتا قبل التعاقد مع مزيان ايغيل .

و من جهته عاش بطل الدوري اولمبيك الشلف سيناريو سيئ قد يدفع ضريبته باهظة ، فعلى بعد اقل من أسبوع من المباراة التي جمعته بمولودية سعيدة لحساب الجولة الأولى قرر مدربه مزيان ايغيل تقديم استقالته رسميا للرئيس عبد الكريم مدوار الذي قبلها على مضض و اضطر للتعاقد مع نور الدين سعدي ، و رفض ايغيل و مدوار الكشف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الطلاق بينهما بعد أسابيع قليلة من اتفاقهما على الاستمرار معا لموسم واحد لإتمام العمل المنجز خاصة أن الفريق مقبل على المشاركة في دوري أبطال إفريقيا بصفته بطل الجزائر ، كما انه اشرف على تدريبات الفريق خاصة في معسكر المغرب و لم تكن هناك أي بوادر أزمة و تصريحات ايغيل كانت كلها تؤكد بأنه سيستمر مع ألاولمبيك على الأقل خلال الجولات الأولى لكنه لم يصبر على البقاء ، و ذهبت بعض المصادر تقول بأنه تلقى عرضا مغريا لتدريب شبيبة القبائل و لو أن العارفين بشخصية ايغيل يؤكدون استحالة إقدامه على مثل هذه الخطوة حبا في الأموال و يرون أن علاقته ببعض الأطراف في الإدارة لم تكن على ما يرام و عرقلت كثيرا عمله كما عملت على إبعاده بعدما فشلت في تقزيمه خاصة أن الجميع اعترف له بالدور الكبير الذي قام به للتتويج بالبطولة ، و دفع الشلف الثمن باهظا حيث دشن حملة الدفاع عن تاجه بهزيمة نكراء من سعيدة و ظهر جليا غياب الحضور الذهني عند زملاء سمير زاوي رغم جاهزيتهم البدنية و الفنية.

من جانبه قرر المدرب البرازيلي دوس سانتوس هو الآخر الانسحاب من تدريب الصاعد حديثا شباب قسنطينة قبيل انطلاق الموسم الجديد بيومين و برر قراره بأسباب صحية تجبره على العودة إلى بلده للعلاج غير أن محبي الفريق لم يتقبلوا هذا التبرير لان دوس سانتوس جاء إلى الجزائر و بقي مع الفريق لأكثر من شهرين و اشرف خلالهما على تدريباته دون أن تعترضه أي مشاكل صحية تحول دون بقائه معه مما جعل ذهابه يتحول إلى لغز يصعب فكم طلاسمه ، مما يجعل المرض مجرد ذريعة اصطنعها المدرب البرازيلي لإعلان الطلاق بالتراضي بدلا من اللجوء إلى المحاكم بعدما وقف على واقع النادي و صعوبة العمل معه بسبب الضغوط التي سوف تمارس عليه طوال فترة تدريبه له من قبل الإدارة و اللاعبين و الجمهور ضغوط يعرف جيدا عواقبها التي قد تصل إلى إصابته بمرض القلب ففضل الرحيل في هدوء ليحل محله الفرنسي ألبير كارتي .