إستشاط عشاق نادي برشلونة الإسباني -في الوطن العربي بشكل عام وفلسطين خاصة- غضباً من مشاركة المدير الفني للفريق الكاتالوني بيب غوارديولا في أول مؤتمر سلام إفتراضي على الشبكة العنكبوتيّة برفقة الرئيسيّن، لفلسطيني والإسرائيلي،محمود عباس وشمعون بيريز ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون.


FC Barcelona's coach Pep Guardiola,left, gestures besides Real Madrid's coach Jose Mourinho from Portugal, right, during their quarter finals, first leg, Copa del Rey soccer match at the Santiago Bernabeu stadium in Madrid, Spain, Wednesday, Jan. 18, 2012. (AP Photo/Andres Kudacki)

بيب غوارديولا في إحدى مباريات الكلاسيكو أمام ريال مدريد

أحدثت مشاركة المدير الفني لنادي برشلونة بيب غوارديولا في مؤتمر للسلام على الشبكة العنكبوتيّة إستياءً بالغاً لدى جماهير الفريق الكاتالوني في الوطن العربي، حيث أطلق شبان غاضبون حملة على موقع التواصل الإجتماعي quot;فايسبوكquot; للتنديد بمشاركة quot;معشوقهمquot; في هذا المؤتمر.

وصبّ كثير من محبّي البارسا في فلسطين، فور سماعهم الخبر، جام غضبهم على quot;معشوقهمquot; غوارديولا بسبب المشاركة في المؤتمر الإفتراضي الأول للسلام برفقة الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي، محمود عباس وشيمون بيرس، إضافة إلى وزيرة الخارجية الأميركيّة هيلاري كلينتون.

وأشار شبان غاضبون على موقع التواصل الإجتماعي quot;فايسبوكquot; إلى حجم الإستياء الكبير الذي ينتاب أنصار البلوغرانا العرب بعد مشاركة غوارديولا في المؤتمر، رغم معرفة المدرب الشاب بحجم المعاناة التي يعانيها الشعب الفلسطيني من جراء السياسات العنصرية الإسرائيليّة.

يدرك غوارديولا جيداً معاناة الشعب الفلسطيني، بعد إحترافه لمدة عامين مع الأهلي القطري، حيث تعرف عن قرب إلى الأمور الحياتيّة للشعوب العربيّة في تلك الفترة الزمنيّة.

وسارعت جماهير الغريم التقليدي، ريال مدريد، إلى التشفي من أنصار برشلونة عبر نشر صور أرشيفيّة لغوارديولا عندما قام بزيارة لإسرائيل من أجل حضور حفل غنائي تُحييه صديقته المطربة الإسرائيليّة quot;نينيquot; على مسرح يحمل اسم quot;القدسquot; في إطار إحتفالات الدولة العبريّة بذكرى قيامها.

تركت الزيارة السابقة مشاعر سلبية للغاية لدى محبّي الفريق الكاتالوني من مدربه الشاب، حيث أتت بعد فترة زمنية قليلة من زيارة نجم دفاع برشلونة والماتادور الإسباني جيرارد بيكيه برفقة عشيقته المطربة الكولومبية الشهيرة شاكيرا إلى مدينة القدس المحتلة، استجابة لدعوة من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، إلى حضور منتدى يدعو إلى تركيز الجهود على حماية وتعليم الأطفال في أنحاء العالم كافة.

ويملك غوارديولا quot;كاريزماquot; جذابة جعلته من المحبوبين حتى لدى عشاق الغريم الأزلي ريال مدريد، نظراً إلى تواضعه الشديد، حتى في لحظات الإنتصار، علاوة على إرجاعه الفضل إلى اللاعبين في الإنجازات الكثيرة التي يحققها الفريق الكاتالوني فيالسنوات الاخيرة.

ونجح غوارديولا في الفوز بـ13 لقباً من أصل 16 في أقل من 4 سنوات مع برشلونة منذ تعاقده مع جوان لابورتا رئيس برشلونة في صيف 2008، كان آخرها تتويج البلوغرانا بكأس العالم للأندية في اليابان على حساب سانتوس البرازيلي في كانون الأول/ديسمبر الماضي.

وتوّجأخيرًا بجائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2011 متفوقاً على البرتغالي جوزيه مورينيو والإسكتلندي السير أليكس فيرغسون في حفل الفيفا السنوي في مدينة زيوريخ السويسريّة.

المؤتمر الأول للسلام

وأعلن quot;أوري سافيرquot; مدير مركز بيرتس للسلام في وقت سابق أن عشرات الآلاف من الشباب العربي وquot;الإسرائيليينquot; من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط يستعدون لإطلاق quot;المؤتمر الأول للسلامquot; عبر صفحة موقع التواصل الاجتماعي quot;فايسبوكquot;.

وذكرت صحيفةquot; يديعوت أحرونوتquot; العبريّة أن المؤتمر الإفتراضي تنظمه مجموعة (يالا- ياقادة الشباب)الناشطة على موقع التواصل الاجتماعي (Facebook) بالتعاون مع مركز بيرتس للسلام، حيث إنطلق صباح الإثنين، ويستمر حتى مساء اليوم الثلاثاء.

جاء على صفحة المؤتمر عبر quot;فايسبوكquot; المسمّاة quot;يالا مؤتمر سلامquot; البيان الآتي: quot;نحن في (يلا- يا قادة الشباب)، الحركة الشرق أوسطية على الانترنت من أجل التغيير، والشراكة، والعدالة الاجتماعية، والسلام والأزدهار سنعقد أول مؤتمر على الانترنت للشباب في الشرق الأوسط بمشاركة 40.000 عضو من الحركة، (و) نحن نؤمن بأن (يالا) يجب أن تبدأ بالتحرك والإنطلاق الآنquot;.

يشارك في المؤتمر، بخلاف الرئيسين الفلسطيني والإسرائيلي ووزيرة الخارجيّة الأميركية ومدرب برشلونة بيب غوارديولا، كل من رئيس الرابطة الوطنيّة لكرة السلة في الولايات المتحدة الأميركية ديفيد سترين والممثلة الأميركية شارون ستون، حيث من المنتظر مشاركة بعضهم عبر الفيديو كونفرس، وآخرين من خلال رسائل مكتوبة.

يهدف المؤتمر، بحسب أوري سافير، في المقام الأول إلى وضع جدول أعمال للجيل المقبل في الشرق الأوسط في ما يتعلق بمستقبل المنطقة وإعتماد أربعة مشاريع ومبادرات مشتركة، من شأنها أن تكون نقطة إنطلاق لتأسيس برامج أكاديمية عبر الإنترنت لبناء وتدريب القادة الشباب، بالتعاون مع الجامعات الرئيسة في الولايات المتحدة الأميركيّة.

وأشارت الصحيفة إلى أن صفحة المبادرة (يالا يا قادة الشباب) تضم نحو 37000 عضواً، بينهم 9000 من مصر، و3500 إسرائيليين، و2500 فلسطيني، و1500 جزائري، و1400 مغاربة، و1050 عراقي، و700 سعودي، و500 ليبي، و190 من لبنان، وممثلين من دول أخرى.

يذكر أن المجموعة الشبابية الشرق أوسطية (يالا) انطلقت في العام الماضي بمبادرة من رئيس المركز سافير، حيث يقوم شباب من إسرائيل وفلسطين والعالم العربي بتبادل الآراء والأفكار عبر الصفحة.

كما تم تنظيم نشاطات عدة، أبرزها تنظيم رحلة لشباب من فلسطين وإسرائيل ومصر والجزائر إلى برشلونة، حيث تمت زيارة المدينة، والإطلاع على معالمها ومؤسساتها وحضور مباراة كرة قدم لفريق برشلونة، ومشاهدة تدريبات الفريق الكاتالوني، وذلك بالتنسيق مع مؤسسة برشلونة.