خرج برشلونة فائزاً أمام ريال مدريد في موقعة الكلاسيكو ضمن مباريات الدوري الإسباني بثلاثة أهداف لهدف. وسيطر الفريق الكاتالوني بشكل كبير على معظم مجريات المباراة التي أقيمت في ملعب سانتياغو برنابيو معقل الفريق الملكي، ليحافظ بيب غوارديولا على سجلّه خالياً من الهزائم على أرضيّة هذا الملعب.
برشلونة خرج فائزاً من سانتياغو برنابيو ويُحيي الصراع على الليغا |
تكرّست عقدة ريال مدريد أمام غريمه التاريخي برشلونة حامل اللقب، وسقط أمامه في عقر داره quot;سانتياغو برنابيوquot; 1-3 مساء السبت، في المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم، ما تسبب بتخليه عن الصدارة لمصلحة النادي الكاتالوني بفارق المواجهة المباشرة.
اعتقد الجميع أن ريال مدريد في طريقه إلى تحقيق الفوز الأول في الدوري على غريمه الأزلي منذ 7 أيار/مايو 2008 حين تغلّب عليه 4-1 في quot;سانتياغو برنابيوquot;، وإلى فكّ عقدته أمام quot;بلاوغراناquot;، لأنه لم يفز عليه سوى مرة واحدة منذ تلك المباراة، وكانت في نهائي مسابقة الكأس المحلية في الموسم الماضي بعد التمديد بهدف للبرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك بعدما افتتح صاحب الأرض التسجيل بعد مرور 22 ثانية فقط على بداية اللقاء عبر الفرنسي كريم بنزيمة.
لكن رجال المدرب جوسيب غوارديولا حافظوا على رباطة جأشهم، وعادوا إلى أجواء اللقاء، وخرجوا فائزين في نهاية المطاف، بفضل التشيلي أليكسيس سانشيز وتشافي هرنانديز وشيسك فابريغاس، واضعين حدًّا لمسلسل انتصارات الـquot;ميرينغيسquot; عند 15 على التوالي فيكل المسابقات، وملحقين به الهزيمة الأولى خلال هذا الموسم في ملعبه والثانية بالمجمل.
وكانت المباراة مصيرية لبرشلونة وآماله في الاحتفاظ باللقب، لأن ريال كان يتقدم عليه بثلاث نقاط مع مباراة في جعبته أيضًا، لكون النادي الكاتالوني خاض مباراة مقدمة من المرحلة السابعة عشرة لمشاركته في كأس العالم للأندية.
وقد نجح أبناء غوارديولا، الذي لم يذق طعم الهزيمة في quot;سانتياغو برنابيوquot; كمدرب، في الارتقاء إلى مستوى التحدي، وإسقاط فريق مورينيو في معقله.
بدت الفرصة سانحة أمام ريال من أجل استرداد اعتباره من فريق غوارديولا، إذ كان يمر بفترة رائعة جدًا، كما إن النادي الكاتالوني يعاني هذا الموسم خارج قواعده، إذ لم يخرج فائزًا سوى مرتين في ست مباريات، وبنتيجة هزيلة 1-صفر، إلا أن الرياح لم تجر كما يشتهي النادي الملكي، وذهبت في اتجاه غريمه، الذي استحق الفوز، لأنه كان الأفضل في معظم فترات اللقاء.
وفشل ريال مدريد في تحقيق ثأره من برشلونة بعدما ودّع في الموسم الماضي الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا على يد النادي الكاتالوني بالخسارة أمامه في مدريد صفر-2 ذهابًا، قبل أن يتعادلا إيابًا في quot;كامب نوquot; 1-1، ثم استهل الموسم الحالي بخسارة أخرى أمام غريمه، وكانت في مسابقة كأس السوبر المحلية (2-2 ذهابًا و2-3 إيابًا).
وبدأ ريال اللقاء بإشراك الألماني مسعود أوزيل منذ البداية، وبمهاجم صريح وحيد، هو الفرنسي كريم بنزيمة، وبمساندة من رونالدو، والأرجنتيني أنخيل دي ماريا، فيما جلس مواطن الأخير غونزالو هيغواين والبرازيلي كاكا على مقاعد الاحتياط.
أما بالنسبة إلى برشلونة ففضّل غوارديولا إشراك اليكسيس سانشيز أساسيًا على الجهة اليمنى، فيما بقي دافيد فيا على مقاعد الاحتياط، فاستلم أندريس أنييستا المساندة الهجومية من الجهة اليسرى، ومن خلفه فابريغاس وتشافي، الذي احتفل بمباراته الـ600 بقميص النادي الكاتالوني بأفضل طريقة ممكنة.
جاءت البداية صاروخية، إذ افتتح ريال التسجيل منذ الثانية 22 عبر بنزيمة إثر خطأ فادح من الحارس فيكتور فالديز، الذي أخفق في لعب الكرة، رغم غياب الضغط فأهداها إلى الأرجنتيني أنخيل دي ماريا، الذي مررها لأوزيل، فسددها الأخير، لكنها ارتدت من سيرجيو بوسكيتس، ووجدت طريقها إلى بنزيمة، الذي تابعها quot;طائرةquot; من مسافة قريبة جدًا في شباك النادي الكاتالوني، مسجلاً هدفه الثامن في quot;لا ليغاquot; هذا الموسم.
يذكر أن أسرع هدف في الدوري الإسباني مسجل باسم خوسيبا لورنتي، وكان سجله لفريقه بلد الوليد بعد مرور 8 ثوان فقط على بداية مباراته مع إسبانيول (2-1) في 20 كانون الثاني/يناير 2008.
وكان ميسي قريبًا من إدراك التعادل في الدقيقة 7 بهدية من سيرخيو راموس، الذي فقد الكرة أمام منطقته، فخطفها الأرجنتيني، وتلاعب بالدفاع، قبل أن يسدد، لكن أيكر كاسياس تدخل ببراعة لإنقاذ فريقه، ثم تدخل مجددًا ليصدّ ركلة حرّة نفذها تشافي (23).
وكاد أن يكون رد النادي الملكي مثمرًا عندما مرر بنزيمة الكرة لرونالدو، الذي حاول أن يضعها في الزاوية اليسرى العليا لمرمى كاسياس، لكنه سددها خارج الخشبات الثلاث (25)،إلا أنالهدف جاء من الجهة المقابلة عبر اليكسيس سانشيز، الذي وصلته الكرة من ميسي، فتوغل بها في الجهة اليمنى، قبل أن يتخلص من مضايقة ثنائي الدفاع البرتغالي بيبي وفابيو كوانتراو، ثم يسددها أرضية من حدود المنطقة تقريبًا إلى يمين كاسياس (30)، مسجلاً هدفه الخامس في هذا الموسم.
غابت بعدها الفرص الحقيقية ممّا تبقى من الشوط الأول، مع ارتفاع حدة التدخلات من دون أن يخرج الوضع عن سيطرة الحكم دافيد بورباليان.
وفي بداية الشوط الثاني، كان ريال قريبًا من استعادة التقدم من ركلة حرة لرونالدو، لكن فالديز أنقذ فريقه (49)، ثم جاء الرد الكاتالوني مثمرًا، حيث تمكن رجال غوارديولا من التقدم في الدقيقة 54 من كرة سددها تشافي quot;طائرةquot; من خارج المنطقة، فتحولت من المدافع البرازيلي مارسيلو، وخدعت حارسه كاسياس.
وحاول مورينيو تدارك الموقف، فزجّ بكاكا بدلاً من أوزيل (58)، لكن الهدف كان قريبًا من الجهة المقابلة، عندما مرر ميسي كرة بينية لسانشيز، المتوغل في الجهة اليسرى، فسددها من زاوية ضيقة، ما أجبر فالديز على التدخل ببراعة لإنقاذ فريقه (62).
اضطر بعدها مورينيو إلى الزجّ بالألماني سامي خضيرة بدلاً من الفرنسي لاسانا ديارا (62) على أمل تضييق المساحات على لاعبي برشلونة في وسط الملعب، الذي سيطر عليه رجال غوارديولا، وفرضوا طريقة لعبهم السلسلة على غريمهم الملكي، الذي حصل على فرصة ثمينة لإدراك التعادل عبر رونالدو، الذي وصلته الكرة إلى داخل المنطقة بتمريرة مميزة من كاكا، لكن رأسية النجم البرتغالي مرت بجانب القائم الأيمن (65).
ودفع ريال ثمن هذه الفرصة سريعًا، لأن برشلونة عزز تقدمه بهدف ثالث جاء عبر فابريغاس، الذي سبق كوانتراو إلى الكرة الآتية من عرضية للبرازيلي دانيال الفيش، وأودعها برأسه quot;سابحًاquot; في شباك كاسياس (66)، مسجلاً هدفه العاشر مع فريق بداياته منذ عودته إليه في الصيف الماضي من أرسنال الانكليزي.
وحاول ريال أن يعود إلى أجواء اللقاء، فضغط، وحصل على بعض الفرص، لكنه لم ينجح في ترجمتها، وكاد أن يدفع الثمن مجددًا، لولا تألق كاسياس في وجه أنييستا (86).
وعلى quot;ستاديو بينيتو فيامارينquot;، فرط فالنسيا الثالث بتحقيق فوزه السادس في آخر سبع مباريات، بعدما تقدم على مضيفه الجريح ريال بيتيس حتى الوقت بدل الضائع قبل أن يخسر أمامه 1-2.
كان فالنسيا في طريقه إلى أن يلحق بمضيفه بيتيس هزيمته العاشرة في آخر 11 مباراة (المباراة الاخرى انتهت بالتعادل) وذلك بعدما تقدم عليه حتى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، بفضل هدية قدمها له المدافع خوسيه أنتونيو دورادو، الذي خدع حارسه كاستو، عندما حاول اعتراض تمريرة عرضية من الفرنسي جيريمي ماتيو إلى روبرتو سولدادو (66).
لكن صاحب الأرض، الذي لم يذق طعم الفوز منذ 22 أيلول/سبتمبر الماضي، عندما حقق حينها انتصاره الرابع على التوالي في المباريات الأربع الأولى من الموسم، لم يستسلم، ونجح في إدراك التعادل في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، عبر رأسية من روبن كاسترو، الذي فرض نفسه بطل اللقاء، بعدما خطف الفوز لفريقه في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع إثر انفراده بالحارس دييغو الفيس، ملحقًا بفريق المدرب أوناي إيمري هزيمته الثالثة فقط في هذا الموسم، وحارمًا إياه من ثلاث نقاط ثمينة لصراعه مع العملاقين ريال مدريد وبرشلونة.
وتجمّد رصيد فالنسيا عند 30 نقطة في المركز الثالث بفارق نقطة فقط عن ليفانتي، الذي احتفظ بمركزه الرابع، وتناسى الهزيمة القاسية، التي مُني بها في الأسبوع الماضي أمام برشلونة (صفر-5)، وذلك بفوزه على ملاحقه وضيفه إشبيلية 1-صفر، ملحقًا بالنادي الأندلسي الهزيمة الثالثة خلال هذا الموسم، بفضل فيكتوريانو نانو، الذي سجل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 55، إثر ركلة ركنية أحدثت معمعة داخل المنطقة، فكان في المكان المناسب، ليتابع الكرة في شباك الحارس خافي فاراس.
وابتعد ليفانتي في المركز الرابع بفارق 5 نقاط عن إشبيلية الخامس.
- ترتيب فرق الصدارة:
1- برشلونة 37 نقطة من 16 مباراة
2- ريال مدريد 37 من 15
3- فالنسيا 30 من 15
4- ليفانتي 29 من 15
5- إشبيلية 24 من 15
التعليقات