انهى العين ثماني سنوات عجاف في طريقه لاحراز لقب الدوري الإماراتي لكرة القدم للمرة العاشرة في تاريخه، بعد فوزه على ضيفه حامل اللقب الجزيرة 2-صفر في ختام المرحلة التاسعة عشرة.

وتوج العين باللقب قبل ثلاث مراحل من ختام البطولة بعدما رفع رصيده الى 46 نقطة وبفارق عشر نقاط عن اقرب مطارديه الشباب، ليستعيد الصعود الى منصة التتويج في بطولته المحببة بعد ثماني سنوات كاملة، اذ توج لاخر مرة بها موسم 2003-2004.

وعزز العين رقمه القياسي بعدد الالقاب في الدوري برصيد 10 مرات، في موسم استثنائي بالنسبة له تحت قيادة مدربه الروماني كوزمين اولاريو الذي استطاع اعادة quot;زعيم الاندية الاماراتيةquot; الى السكة الصحيحة بعدما عانى في الموسم الماضي من خطر الهبوط الى الدرجة الثانية.

وكان العين مهددا بالهبوط فعليا الموسم الماضي عندما بقي يصارع للبقاء حتى المراحل الاخيرة، قبل ان يحتل المركز العاشر بفارق خمس نقاط عن الاتحاد كلباء الحادي عشر.

وادى هذا الوضع الى استشعار ادارة العين بالخطر فسارعت الى التعاقد مع كوزمين، الذي عمل على استنساخ تجربته الناجحة مع الهلال السعودي بعدما قاده الى عدة القاب بين عامي 2007 و2009.

وسارع كوزمين الملقب بquot; فيرغوسون العربquot; (تيمنا بالسير اليكس فيرغوسون مدرب مانشستر يوناتيد الانكليزي) الى بناء فريق قوي للعين عبر معالجة نقاط ضعفه التي كانت واضحة في خطي الوسط والهجوم، لذلك اوصى بالتعاقد مع لاعبين سبق له تدريبهما في الهلال وهما لاعب الارتكاز مواطنه ميريل رادوي والمهاجم السعودي ياسر القحطاني.

ولعب الحظ دوره مع كوزمين عندما نجحت ادارة العين في التعاقد مع الغاني الدولي اسامواه جيان بنظام الاعارة لمدة عام قادما من سندرلاند الانكليزي، ليشكل الاخير مع القحطاني والارجنتيني ايغناسيو سكوكو قوة هجومية ضاربة ساهمت بشكل فعال في احراز اللقب بعدما سجل الثلاثي 29 هدفا من اصل 46 سجلهم فريقهم.

ويعود الفضل لكوزمين في اعادة اكتشاف بعض اللاعبين مثل لاعب الوسط المخضرم هلال سعيد (33 عاما) الذي عاد الى العين بعد رحيله عنه الى الجزيرة عام 2008، والجناح الايمن الدولي علي الوهيبي حيث اجاد في توظيفهما ليقدم الثنائي افضل مواسمهما منذ سنوات طويلة.

واكثر ما نجح به رادوي هو الاعتماد على اللعب الجماعي دون الركون الى نظرية النجم الواحد، لذلك لم يتأثر العين مثلا بغياب جيان (هداف الفريق برصيد 16 هدفا) بسبب مشاركته مع منتخب بلاده في بطولة كأس الامم الافريقية الاخيرة، او بالاصابة التي تعرض لها القحطاني وابعدته عن الملاعب نحو شهر كامل.

وكان العين عانى في السنوات الماضية من سلبية الاعتماد على النجومية المطلقة لبعض الاسماء مثل التشيلي خورخي فالديفيا والبرازيلي مارسيو ايمرسون حيث كلفا خزائن النادي اكثر من 25 مليون يورو (17 لفالديفيا و8 لايمرسون) دون ان يكون لذلك اي اثر ايجابي في النتائج.

ويعتبر العين من اكثر الاندية الاماراتية دفعا للاموال منذ عام 2005 ضمن مساعيه لاستعادة لقب الدوري، حيث كان صاحب الحضور الاكبر في السوق المحلية عندما ضم سيف محمد من الشعب وعبدالله مال الله من الامارات والحارس يوسف عبد الرحمن من الاتحاد كلباء واحمد خميس وهلال سعيد واحمد معضد من الفجيرة ومهند العنزي من الظفرة مقابل مبالغ قياسية، لكن هذه الصفقات لم تأت الثمار المرجوة ايضا.

تحديات المستقبل

وبعد احراز لقب الدوري اثر غياب طويل عن منصة التتويج، سيكون امام العين ومدربه كوزمين تحديات كثيرة في الموسم المقبل، يأتي في مقدمتها الابقاء على خدمات جيان والقحطاني، حيث يلعبان حاليا مع الفريق بنظام الاعارة قادمين من سندرلاند والهلال على التوالي.

ويشكل الابقاء على جيان والقحطاني هاجسا عند ادارة العين، ولاسيما ان التعاقد معهما نهائيا او تجديد اعارتهما يتطلب فتح خزائن النادي امام ما قد يطلبه سندرلاند والهلال من اموال نظير الاستغناء عن نجميهما.

ودفع العين 5ر5 ملايين يورو مقابل استعارة جيان من سندرلاند لعام واحد و5ر2 مليون يورو للقحطاني لنفس المدة.

وفتحت ادارة العين بالفعل مفاوضات مع سندرلاند والهلال للابقاء على جيان والقحطاني، ويبدو ان الامور تسير لصالح استمرارهما مع بطل الامارات لمواسم مقبلة.

واشار كوزمين في المؤتمر الصحافي عقب مباراة الجزيرة الى امكانية بقاء جيان والقحطاني عندما قال: quot;اعتقد ان جيان يرغب بالبقاء مع العين لانه سعيد هنا، والامر عينه ينطبق على القحطاني ورادوي وسكوكوquot;.

من جهته، اعرب جيان عن امنيته quot;بالبقاء في العين لموسم ثان، لانه فريق كبير ويتعامل باحترافية عالية مع الجميع، كما ان الجماهير تحيطني بحب كبيرquot;.

والتحدي الثاني الذي سيواجه العين هو مشاركته في دوري ابطال اسيا، حيث يسعى للظهور القوي في النسخة المقبلة بعدما خرج من الدور الاول في اخر 3 مشاركات له.

ويريد العين بناء فريق قوي العام المقبل لاستعادة امجاده في البطولة التي كان اول من احرز لقبها بحلتها الجديدة عام 2003، ثم حل وصيفا خلف الاتحاد السعودي عام 2005.