شعر المدير الفني لمانشستر سيتي روبرتو مانشيني بالإحباط عندما علم استدعاء مهاجمه سيرجيو أغويرو إلى تشكيلة الأرجنتين لمباراتها الودية ضد المانيا في الشهر الماضي.

وأصبح الايطالي أكثر سخطاً عندما شارك أغويرو مع بلاده في تصفيات نهائيات كأس العالم المقبلة.

وأتت الزيارة إلى المانيا قبل بضعة أيام فقط من بدء السيتزن الدفاع عن لقب البريمير ليغ.

وتعني إصابة أغويرو أن فرصته للعب مع منتخب بلادهفي الشهر الحاليأصبحت محدودة إذ لم يتعافَ في الوقت المناسب. ومن المحتمل جداً أن الرحلة عبر الأطلسي ليست جزءاً من الانتعاش المثالي للاعب، وبالتالي فإن المراقبون يفهمون موقف مانشيني تماماً.

ولكن ينطبق ذلك على مدرب الأرجنتين أليخاندرو سابيلا أيضاً.

وشكواه هي مثل جميع القائمين على إدارة المنتخبات الوطنية المعاصرة ndash; ضيق قضاء وقت مع اللاعبين يعني أنه بالكاد يمكن أن يدير مهمته بنجاح كمدرب، حتى أن وظيفته أصبحت انتقاء اللاعبين فقط. فعند السعي لتشكيل فريق متماسك، فإنه لا بد من الاستفادة من أي وقت يقضيه المدرب مع لاعبيه.

وبالكاد ما يهم سابيلا هو أن أغويرو من غير المرجح أن يكون جاهزاً لمباراة الأرجنتين المقبلة، على أرضه، أمام باراغواي في 7 أيلول، بسبب ايقاف المهاجم. ولكن كل شيء سيكون مفيداً إذا أصبح أغويرو قادراً بعد أربعة أيام للظهور على أرض الملعب من على مقاعد البدلاء، ليكون له تأثيراً في مباراة صعبة خارج أرضه أمام بيرو.

وهذا هو بالضبط ما فعله أغويرو ضد كولومبيا في تشرين الثاني الماضي.

فالإصابة أبعدته عن المباريات الثلاث الأولى للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014، وكانت بداية الأرجنتين يائسة أثناء غيابه، فقد خسرت أمام فنزويلا وتعادلت على أرضها مع بوليفيا وكانت متأخرة بهدف أمام كولومبيا عندما تم اشتراك أغويرو في الشوط الثاني.

واستطاع مهاجم مانشستر سيتي من تحويل سير المباراة، إذ خلق مساحة لليونيل ميسي. وسجل الثنائي هدفين لتفوز الأرجنتين 2-1. ولم يتوقف ميسي من إحراز الأهداف منذ ذلك الحين. ففي المباراة التالية أثبت أهميته عندما سجل هاتريك لتفوز الأرجنتين 3-1 على سويسرا في مباراة ودية.

وأضاف نجم برشلونة ثلاثة أهداف أخرى في الانتصار 4-3 على البرازيل قبل أن يحرز هدفاً آخر (أهدر ركلة جزاء) في مباراة فوز الأرجنتين 3-1 على المانيا. وبالتالي فإن مشاركة أغويرو بعد ظهر ذلك اليوم الحار جداً في كولومبيا مكنت الأرجنتين من تسجيل 16 هدفاً في 4 مباريات ونصف مباراة مع إحراز ميسي تسعة منها. وبالتالي ليس بالغريب مطالبة سابيلا بوجود أغويرو مع الفريق.

ولم يكن من الصعب العثور على تفسير عندما فشل ميسي من الارتقاء إلى مستوى التوقعات مع منتخب بلاده، وذلك لعدم وجود زملائه في برشلونة حوله.

وليس هناك أي شك في ذلك. فلم تستطع الأرجنتين في الوقت الراهن من ايجاد لاعبين من أمثال البرازيلي دانييل ألفيس، الظهير الأيمن المهاجم الذي يضغط بقوة ويهدد في مساعدة لخلق مساحة لميسي عندما يلعبان معاً في برشلونة.

وعلى رغم أن لميسي مع الأرجنتين علاقة واعدة مع لاعب خط الوسط فرناندو جاجو، إلا أنه من المستبعد جداً أن يثبت تلك الانتاجية مع ارتباطه مع تشابي في برشلونة.

والروعة في المشاركة مع أغويرو هي أن لديه القدرة على التفوق على أي شيء قام به ميسي مع ناديه دائماً. وليس مع صامويل إيتو ولا زلاتان إبراهيموفيتش أو دافيد فيا، الذي اكتمل ميسي معهم بشكل طبيعي كما يفعل مع أغويرو.

ومنذ تقاسم الثنائي الغرفة في نهائيات كأس العالم للشباب التي اقيمت في هولندا عام 2005، فإنهما أصبحا صديقين، وإدراكهما بعضهما بعضاً تم ترجمته على أرض الملعب.

وضد سويسرا في شباط الماضي أو في الشوط الثاني في المانيا قبل أكثر من أسبوعين، تبادل ميسي وأغويرو تمريرات سريعة ومذهلة وبزوايا محيرة. وربما أخذت الأرجنتين وقتاً طويلاً لجعل هذه العلاقة المحور الرئيسي لخط هجومها.

ولكن لم يتم حل المسألة بالكامل حتى الآن.

بوجود الثنائي ميسي وأغويرو افتقرت منطقة الجزاء إلى رأس الحربة التقليدي، وبإمكان غونزالو هيغواين أن يملأ هذا الفراغ، ولكنه سيترك مشكلة وجود ثلاثة مهاجمين في أسلوب 4-4-2 الذي اختاره سابيلا ليكون قاعدة لتشكيلته. في حين أن وجود المهاجم المتألق انخيل دي ماريا في خط الوسط الرباعي يجعل من الصعب حل هذا اللغز.

وكان سابيلا سعيداً عندما بدأ اللعب بثلاثة مهاجمين على أرضه أمام الاكوادور، وإلا لكان إما على أغويرو أو هيغواين أن يلعبا من على مقاعد البدلاء. وفي آخر مباراة أمام المانيا دخل أغويرو أرض الملعب في الشوط الثاني، ولكن كان يمكن ألا يحدث ذلك لو لم يتم طرد لاعباً ألمانياً.

ولذلك، فإنه من الممكن تماماً أن خيار 4-4-2 سيكون الطريقة الآمنة للعب سابيلا خلال التصفيات بالغة الخطورة. وباعترافه، فهو براغماتي على استعداد لتغيير الأسلوب ليتناسب مع الظروف.

وإذا كانت موازنة خط هجومه تعطيه الصداع، فإن الأمر نفسه بالتأكيد ينطبق أكثر على خط دفاعه.

فقد اختار ثنائي جديد في مركز قلب الوسط، فيديريكو فرنانديز وايزيكيل غاراي، وكلاهما ليسا سريعين بشكل بارز، ويمكن استخلاص ترددهما في التقدم على جناحي الملعب بفتح ثغرات كبيرة بينهما وبين خط الدفاع، وهذا كلفهم هدفاً واحداً ضد المانيا ويمكن أن يكلفهم بسهولة أكثر في تصفيات كأس العالم.

وهناك استجابة واحدة ممكنة بلعب بثلاثة مدافعين مع استخدام خافيير ماسكيرانو خبراته في برشلونة بتراجعه إلى الخلف، وهذا يمكن حتى أن يفسر سبب استدعاء فابريسيو كولوتشيني. فقد لاحظ سابيلا في الآونة الأخيرة أنه يمكن استخدام مدافع نيوكاسل في إطار خط دفاع ثلاثي.
ومن الممكن تماماً أن يستقر أليخاندرو سابيلا على صيغة فريقه لنهائيات كأس العالم قبل بضعة أشهر من انطلاق البطولة التي ستستضيفها البرازيل.

قبل ذلك، فإن الأسف الشديد الذي يتعلق بروبرتو مانشيني، أنه قد خلص بوضوح أن الفرصة الجيدة جداً لقضاء جميع لاعبيه وقتاً معاً قد ضاعت.