حالة من الترقب والهدوء الحذر المقترن بالحزن الشديد تهيمن حالياً على مختلف أنحاء مدينة بورسعيد بعد يوم دامٍ سقط خلاله 32 قتيلاً وما يقرب من 312 مصاباً جراء الاشتباكات العنيفة التي دارت بين أهالي وأصدقاء المتهمين بارتكاب مجزرة بورسعيد في الأول من شباط/ فبراير العام الماضي، والتي راح ضحيتها فوق السبعين من مشجعي النادي الأهلي، وبين قوات الشرطة أمام السجن العمومي للمدينة.


أشرف أبو جلالة - إيلاف :وبعد كل هذه الأحداث المأساوية الصعبة، قرر عدد كبير من سكان المدينة عدم الخروج من منازلهم اليوم، الأحد، خشية أن يتعرضوا لمكروه، خاصة وأن هناك اتجاهاً عاماً في المدينة من جانب أصحاب المحلات لعدم ممارسة أنشطتهم، بسبب ما يجري، في وضعية أشبه ما تكون بحظر التجوال الاختياري للأهالي هناك، حيث تولدت حالة من الهلع والخوف باتت تهيمن على كثير من المواطنين، خاصة بين الأطفال داخل البيوت، بسبب سماع أصوات الطلقات النارية في الشوارع على مدار يوم أمس.

وكانت محكمة جنايات بورسعيد قد أصدرت حكمها المنتظر صباح يوم أمس بخصوص قضية مجزرة بورسعيد، وقررت إحالة أوراق 21 متهماً إلى فضيلة المفتي، وتحديد يوم الـ 9 من آذار/ مارس المقبل للنطق بالحكم النهائي على جميع المتهمين.
وفي تلك الأثناء، رصدت quot;إيلافquot; حالة الفرح التي عاشها طوال يوم أمس جمهور ألتراس أهلاوي، عقب صدور الحكم، فقال فتحي السيد، وهو أحد أفراد الرابطة في محافظة الدقهلية، إنهم شعروا أمس فقط بطعم القصاص العادل لزملائهم الذين راحوا ضحية الغدر في بورسعيد. وشاركه ذلك الرأي محمود أحمد، عضو بالرابطة من القاهرة، حيث أكد أن الجميع سعداء بهذا الحكم الذي أرجع بعض الحق لزملائهم، ومشدداً على أنهم سيكملون طريقهم انتظاراً للحكم النهائي في آذار/ مارس القادم.
ومن جانبه، أشار محمود علام، مدير عام النادي الأهلي، إلى أنهم كإدارة لم يشكوا ولو لحظة واحدة في نزاهة القضاء المصري الشامخ، وأنهم لم يدخروا جهداً طوال مراحل القضية مع أسر الشهداء وظلوا مثابرين حتى الرمق الأخير من أجل إعادة الحق للشهداء، منوهاً إلى أنهم سيواصلون تقديم يد العون لأسر الشهداء خلال الفترة المقبلة.
محمد شبانه، الصحافي ومقدم أحد البرامج الرياضية في محطة القاهرة والناس التلفزيونية الفضائية، أكد على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، أن القصاص في القتل العمد هو العدل بعينه، داعياً أن يكون القاضي قد اقتص عن حق وبرضاء ضميره وبما تحصل عليه من أدلة وبراهين، لكنه عبّر عن حزنه من شماتة البعض لما يجري في بورسعيد، ولا ذنب لمدينة بورسعيد ولا لأهلها، إن كان هناك بلطجية مأجورون قد اندسوا في ملعبها وقتلوا شباباً دون ذنب اقترفوه.
أما الإعلامي أبو المعاطي ذكي فانتقد محاولة البعض الدفاع عن القتلة، مشيراً إلى أنهممسجلون خطر، وشاركوا في قتل 74 شخصاً، كما أن هذه الكارثة مختلفة عن كافة القضايا، والسبب تسجيل ما جرى من خلال المباراة وما بعدها من خلال 36 كاميرا.
كما عبر عن حزنه الصحافي أحمد جلال لما يحدث في مصر مع تصاعد حالات الوفاة والإصابات، مستنكراً في هذا الوقت غياب الدولة وعدم تعاملها مع تلك الأحداث.
وبخصوص عودة الدوري، كما تم الإعلان مسبقاً، في الثاني من الشهر المقبل، خرج يوم أمس محمود الشامي، عضو مجلس إدارة اتحاد كرة القدم المصري، ليؤكد على أن الدوري سيقام في موعده، رافضاً في نفس الوقت التعليق على أحكام القضاء.
ورغم هذا التأكيد الرسمي من جانب الدولة، متمثلاً في اتحاد الكرة، بعودة النشاط، إلا أن quot;إيلافquot; رصدت حالة من الغضب والرفض لدى كثيرين تجاه فكرة عودة نشاط الكرة في ظل هذه الأحداث التي تبعث على الكآبة، خاصة وأنه سيكون من دون جمهور. وهو ما جعل البعض يتساءل : ما الفكرة في إعادة الدوري دون وجود جمهور يثير البهجة والحركة والحيوية في الملاعب مثلما كان يحدث في السابق، أم أنها مجرد خطوة هدفها الحفاظ على مصالح أعضاء الاتحاد والعاملين في الفضائيات ؟
شاهد الحكم التاريخي في قضية أحداث بور سعيد وفور النطق بالحكم :