&يقضي المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا موسمه الثاني في إسبانيا مع نادي برشلونة الذي انتقل إليه قادماً من نادي سانتوس البرازيلي صيف عام 2013.

وبعد موسم أول مخيب للآمال لم يقدم فيه نيمار ما كان منتظراً منه من قبل الجمهور الكتالوني و البرازيلي معاً، &بل و تحولت صفقته إلى أزمة كادت تعصف بمستقبل البارسا ليدفع برئيس النادي ساندرو روسيل الذي كان وراء قدومه إلى تقديم إستقالته ، غير أن الموسم الحالي 2014-2015 يعرف تألقاً لافتاً لنيمار مع البارسا ، حيث ساهم بشكل كبير في تحقيقه نتائج طيبة و قدم مردوداً بدنياً و فنياً عالياً ليصبح ثاني هداف في الفريق خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي و ثالث هداف في الدوري الإسباني خلف البرتغالي كريستيانو رونالدو و الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدما سجل (17) هدف رغم أن تسجيل الأهداف ليس من اختصاصه بل يقتصر دوره على صناعتها.
&
و دفع هذا التألق الكبير وسائل الإعلام إلى التنقيب عن السر ليتضح أن هناك خمسة أسباب ساهمت في تجاوزه مرحلة الفراغ التي مر بها في موسمه الأول في " النيو كامب " و الانتقال إلى مرحلة تقديم الأداء الذي يليق به كنجم في نادٍ عريق مثل برشلونة.
&
1- التأقلم :
&
السبب الأول يتعلق بتأقلم نيمار مع الأجواء السائدة في إسبانيا و برشلونة سواء في ما يتعلق بحياته الشخصية خارج الملعب أو ما يرتبط به كلاعب محترف في ما يتعلق بالتدريبات و بالمباريات و الجمهور و الصحافة و غيرها من الأمور التي تختلف كثيراً عن تلك التي كان يعيشها في البرازيل مع سانتوس ، و التي افتقدها في عامه الأول مع البلوغرانا .
&
والحقيقة أن هذا العامل كاد يعصف بآماله و تطلعاته في النجاح و كان من الممكن أن يعود ادراجه خائباً إلى البرازيل مثلما حدث لنجوم آخرين من البرازيل و من أمريكا الجنوبية بشكل عام مثل مواطنه روماريو الذي فشل في جل تجاربه الإحترافية في أوروبا بسبب عدم تأقلمه مع الأجواء الأوروبية .
&
و لعب المحيط الذي جاء مع نيمار من أفراد عائلته و من أصدقائه دوراً لا يستهان به في التخفيف عنه لغاية ما تعود على نمط الحياة الجديدة في إسبانيا و جعله يحقق ذلك بشكل تدريجي.
&
2- الوزن :
&
عندما جاء من سانتوس إلى برشونة و تم تقديمه إلى وسائل الإعلام ، شد نيمار انتباه الجميع ليس بمهاراته التقنية العالية فحسب بل أيضاً بنحافته التي لم يعتد عليها الجمهور و الإعلام عن اللاعبين المعروفين ببنيسة مورفولوجية قوية ، و الواقع ان نيمار كان يعاني من قلة وزنه لدرجة تشكل فيه خطراً على صحته ، خاصة أن الكرة الاوروبية تعتمد على الجانب البدني الذي تحتاجه الالتحامات و الاحتكاكات القوية بالمنافس و كثافة الروزنامة التي تحتاج لمخزون بدني عال و لجسم صلب يتحدي الإعياء و الإرهاق تفاديا للإصابات .
&
و فرض الجهاز الطبي للبارسا على نيما نظاماً نظاما غذائياً اسفر عن إرتفاع وزنه بنحو خمسة كيلوغرامات ، ليصل وزنه حالياً لحوالي 70 كلغ بعدما كان 65 كلغ فقط عند قدومه من البرازيل .
&
&و يقوم النظام الغذائي الذي وصف لنيمار بتناوله على &مكملات غذائية من البروتين و الكربوهيدرات تزيد من الوزن &وهو ما انعكس بالإيجاب على لياقته البدنية و أصبح قادراً معه على مزاحمة المدافعين بشراسة دون الخوف من التعرض للإصابة.
&
3- مونديال البرازيل:&
&
على الرغم من ان نيمار فشل في تقديم مردود جيد مع برشلونة في الموسم المنصرم و تعرض لإنتقادات شديدة فضلاً عن تعرضه لإصابة ابعدته عن الملاعب لعدة أسابيع ، إلا أن ذلك لم يؤثر على أداءه مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم و كان نجم السامبا بلا منازع حتى إصابته في العمود الفقري بعد التدخل العنيف من المدافع الكولومبي خوان كاميلو زونيغا في الدور الربع النهائي ليغيب عن زملائه في الدور النصف النهائي ضد ألمانيا ، ليتعرض السيليساو لهزيمة نكراء بسباعية أجمع خلالها النقاد على أن غياب نيمار عن تشكيلة المدرب لويس فيليبي سكولاري ترك فراغاً و كان له تأثير واضح على أداء الفريق .&
&
و رغم إخفاق نيمار في تحقيق حلمه و حلم الجمهور البرازيلي بالتتويج بالمونديال إلا أن تألقه في المباريات الخمسة التي لعبها رفع من معنوياته كثيراً و جعله يشعر بأنه انتقل إلى مرحلة اللاعب النجم الذي تزداد مكانته و دوره و مسؤوليته في الفريق و هو ما يفرض عليه تقديم أفضل ما لديه من عطاء ليرفع من أسهمه و من نجوميته في ناديه و مع منتخب بلاده خاصة انه يلعب في نادٍ يختلف عن بقية الأندية في العالم و في منتخب ليس كبقية المنتخبات ، فالمونديال جعل نيمار يتخلص من عباءة اللاعب العادي &ليرتدي عباءة اللاعب النجم.
&
4- زميله الأرجنتيني ميسي :&
&
ساهم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي بنسبة هامة في تألق زميله الجديد في البارسا الوافد الجديد نيمار بعدما احتضنه وأصبح على علاقة جيدة معه ، تمثلت &بصداقة داخل و خارج الملعب ، كما أنه شكل معه ثنائياً هجومياً انعكس إيجاباً على الفريق و عليهما بعدما أصبح الثنائي الهجومي الأقوى في إسبانيا و في أوروبا .
&
وعلى عكس علاقة ميسي بالمهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش التي لم تكن إيجابية بسبب الدور الذي انيط به كل مهاجم من قبل المدرب السابق بيب غوارديولا ، فأن علاقة ميسي بنيمار كانت واضحة وبدا و كأن البرغوث لا يريد أن يتحول إلى عائق أمام قدوم النجوم إلى برشلونة أو فشلهم لذلك ادى دوره على أفضل وجه واشاد بقدراته الفنية معتبراً إياه لاعبا كبيراً خاصة بعدما اقتنع بأن قدوم نيمار إلى الفريق لا يهدد مكانته في النادي بل بالعكس سيساعده على الاحتفاظ بها و تعزيزها.&
&
وربما يكون خير مثال على ذلك تكليف ميسي لنيمار بتسديد ركلة الجزاء التي حصل عليها برشلونة ضد فياريال في ذهاب نصف نهائي كأس الملك &ليشعره بقدرته على تحمل المسؤولية في الأوقات الحرجة.
&
5- المدرب لويس انريكي :
&
و بدوره أدى المدرب الجديد لبرشلونة لويس انريكي مارتينيز دوراً مؤثراً في تألق المهاجم البرازيلي نيمار الذي استفاد كثيراً من الأسلوب التكتيكي الذي يطبقه البارسا مع اللوشتو ، حيث وجد حرية و هامش أكبر للتحرك بإشراكه كجناح له كامل الحرية في التصرف بالكرة سواء بالتوغل أو تقديم تمريرات عرضية أو حتى التسديد من بعيد ز
&
و اثر انريكي عدم تقييد نيمار بأي قيود تكتيكية &من شأنها أن تحد من مردوده و تقلل من تناغمه مع زملائه و خاصة الأرجنتيني ميسي ، وأصبح نيمار يلعب مع انريكي مثلما كان يلعب في سانتوس ، إذ يتمتع بحرية التعامل مع الكرة حسب المنافس و حسب معطيات و ظروف كل لقطة و كل مباراة &، و بدا و كأن انريكي اتفق مع نيمار على ضرورة توظيف مهاراته &لإيجاد الحل المناسب لتجاوز المنافس دون الإخلال بتوليفة الفريق.