&انتقدت صحيفة "ماركا" المدريدية الخيارات التكتيكية التي يتبعها مدربو برشلونة منذ عام 2008 خاصة ما يتعلق بالخط الهجومي بالاعتماد على عدد محدود لا يجاوز الأربعة لاعبين لتشكيل ثلاثي هجومي يتم اقحامهم في جل المباريات و في كافة المسابقات، مقابل تهميش بقية المهاجمين الذين وصفتهم الصحيفة بالضحايا مما يدفعهم إلى ترك برشلونة و الانتقال إلى أندية آخرى على الرغم من المؤهلات الفنية العالية التي يتمتعون بها وعلى الرغم من ان فريق مثل البارسا يفترض إلا يفرط في مثل هؤلاء نظرا لحاجته لدكة احتياط ثرية في ظل تعدد مشاركاته المحلية و الدولية.

ووفقا لتقرير "الماركا" فأن الاعتماد شكل أساسي على ثلاثي هجومي أصبح عرفا تكتيكيا منذ عهد المدرب الهولندي فرانك رايكارد غير انه تجسد أكثر وأصبح تقليدا واضحا منذ حقبة الإسباني بيب غوارديولا سار عليه خلفائه الثلاثة تيتو فيلانوفا و تاتا مارتينو و حاليا لويس انريكي.
&
و من عام 2008 و لغاية عام 2015 بقي الأرجنتيني ليونيل ميسي القاسم المشترك الوحيد و العنصر الثابت في الثلاثيات الهجومية التي عرفها برشلونة مما يؤكد بأن هذا الخيار هو لخدمة البرغوث و مساعدته على هز شباك المنافسين أما بقية العناصر فهي مطالبة بالتأقلم معه و تشكيل كيمياء إيجابية معه أو البقاء في الاحتياط قبل الرحيل عن النادي.
&
و على الرغم من أن الاعتماد على الثلاثي الهجومي الفعال اعطى ثماره للبلوغرانا بدليل الإنجازات الكثيرة التي حققها الفريق إلا انه جعل الفريق بأكمله تحت رحمته، فإذا تألق ميسي فأن البارسا يفوز و أن صام عن التسجيل فأن الفريق يخسر في ظل استحالة وجود من يعوض إخفاقه.
&
وفي موسم 2007-2008 و الموسم الذي تلاه راهن ريكارد و بعده غوارديولا على الثلاثي الهجومي الأرجنتيني ليونيل ميسي و الكاميروني صامويل إيتو و الفرنسي تيري هنري لقيادة القاطرة الأمامية للبارسا، و هو ما قلص من الدور الهجومي لبعض العناصر ذات التوجه الهجومي وأبقى على آخرى اسرى دكة البدلاء، فرحل عن "النيو كامب" ستة أسماء لامعة يتقدمهم النجم البرازيلي رونالدينيو و الفرنسي لودوفيك جيولي، فضلا عن الإيسلندي ايدور جوديونسن و الإسباني سانتياغو أزكويرو ومواطنه بويان كركيتش و جيفران نحو أندية آخرى على سبيل الإعارة أو انتقال نهائي.
&
و في موسم 2009-2010 استمر غوارديولا في الاعتماد على ميسي ثم الاختيار بين كل من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش- الذي عوض الكاميروني ايتو - و الفرنسي تيري هنري و الإسباني بيدرو رودريغيز، و بعد رحيل السلطان عوضه مهاجم اللاروخا دافيد فيا كأحد الخيارات للعب بجانب "البولغا "، ثم غادر الغزال الأسمر الفرنسي نحو الدوري الأمريكي ليحل محله المهاجم التشيلي الكسيس سانشيز القادم من اودينيزي الإيطالي، و دفع الثمن لهذه الثلاثيات كل من جوديونسون كوينكا و جيفران و إبراهيم أفيلاي و بويان كركيتش بتمديد فترة اعارتهم.
&
و في الموسم الحالي يراهن المدرب لويس انريكي على الثلاثي الهجومي القادم من أمريكا الجنوبية بقيادة الأرجنتيني ميسي و معه البرازيلي نيمار دا سيلفا و الاوروغوياني لويس سواريز، و تأخر إشراكهم معها في بداية المنافسات الرسمية بسبب إيقاف سواريز و عدم جاهزية نيمار مما اتاح الفرصة للمدرب انريكي لتجريب عناصر آخرى اثبتت جدارتها و احقيتها في اللعب بجانب ميسي غير ان انقضاء فترة إيقاف سواريز و تعافي نيمار جعلت اللوتشو يبعد كل منير الحدادي و جيرارد دولوفو و ساندرو و اداما و بيدرو عن التشكيل الأساسي، إضافة إلى كريستيان تيلو الذي تم إعارته إلى بورتو البرتغالي، بعدما أصبح الثلاثي الهجومي الامريكي الجنوبي القوة الضاربة للبارسا الحاضر بانتظام في جل الاستحقاقات مهما كان المنافس مما جعل فرصة حصول الخماسي المبعد على فرصة المشاركة و لو لدقائق في المباريات الرسمية أمرا اقرب إلى المستحيل منه إلى الممكن و بات الرحيل عن النيو كامب هو الخيار الوحيد المتاح أمامهم للتخلص من شبح الثلاثي الهجومي.
&
و يبدو ان الخاسر الاكبر هذا الموسم من تألق الثلاثي "ام اس ان" هو المهاجم بيدرو رودريغيز و معه سيخسر ايضا المنتخب الإسباني الذي لن يستفيد من تألق ميسي و سواريز و نيمار.
&
و الحقيقة انه يصعب على اي مهاجم مهما كانت قيمته الفنية و المالية ان يزعزع لاعبين بقيمة ميسي و زميليه في الثلاثي الكتالوني بالنظر الى الفعالية القوية التاي يحظى بها كل واحد و قدرتهم على تسجيل الاهداف من انصاف الفرص و اغلب الانتصارات التي حققها البارسا هذا الموسم كانت بفضلهم او بفضل احدهم.