أجمع المتابعون وعشاق برشلونة بإن البلوغرانا هو من تنازل عن نقطتين خلال المباراة التي جمعته باشبيلية السبت المنصرم ضمن الجولة الثلاثين من الدوري الإسباني و التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لك منهما ، وذلك بعدما كان البارسا متقدما بثنائية وقعها كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي و البرازيلي نيمار دا سيلفا قبل أن يدرك أبناء الاندلس التعادل الذي سمح للملاحق المباشر ريال مدريد بتقليص الفارق الذي يفصله عن المتصدر برشلونة إلى نقطتين بدلا من أربع نقاط.

وبالعودة إلى مجريات و احداث المباراة يتضح أنها عرفت إنقلابا كبيراً في معطياتها فقد من خلالها البارسا السيطرة على الملعب تكتيكياً و بدنياً و حتى ذهنياً و معنوياً بين شوطي المباراة ، و تسبب في حدوث هذا التحول الدراماتيكي ثلاثة أفراد من البارسا ، كان لهم دوراً محوريا في النتائج الطيبة التي سجلها الفريق في المباريات الأخيرة ، إلا أنهم ارتكبوا " ثلاثة أخطاء " جعل البلوغرانا يتعثر و يبطئ وتيرته في سباق إستعادة عرش الكرة الإسبانية.

الخطأ الأول : ارتكبه الحارس التشيلي كلاوديو برافو ، بعدما كان قد تألق بشكل لافت هذا الموسم، حيث يعتبر أفضل حراس الليغا بلا منازع و كان له دوراً هاماً في الانتصارات التي قادت البارسا إلى إحتلال صدارة الدوري بتدخلاته الصحيحة ، غير انه في المواجهة ضد اشبيلية وقع في خطأ الحراس المبتدئين و سمح للنادي الاندلسي بتسجيل هدفه الأول و تقليص النتيجة ، و هو ما اعادهم إلى جو المباراة و بروحهم القتالية العالية المعتادة ، وراهنوا على إدراك التعادل و لو في آخر اللحظات خاصة بعدما ادركوا بإن زملاء ميسي تأثروا بالهدف لأنه جاء بخطأ حارسهم و ليس بجهودهم .

الخطأ الثاني : ارتكبه المدافع الإسباني الدولي جيرارد بيكي الذي قدم عطاءاً فنياً جيداً الفترة الأخيرة &خاصة في النصف الثاني من الموسم إلى جانب مباراة الكلاسيكو ضد ريال مدريد والتي تشهد له على ذلك ، غير ان بيكي ارتكب ضد اشبيلة &خطأ مزدوجا ، عندما حاول إيصال الكرة إلى احد زملائه بتمريرة قصيرة &وواضحة خطفها منه لاعب اشبيلةا في وقت كان أمامه خيارات متعددة لتفادي هذه الهفوة سواء بتشتيتها بعيداً من خلال تمريرة طويلة وعالية أو إعادتها للحارس أو حتى التقدم و الاحتفاظ بها حتى يمنح زملائه فرصة للتغطية عليه ، إضافة إلى أنه لم يم بالتغطية الصحيحة على المهاجم الذي سجل الهدف رغم انه كان غير بعيد عنه ، وسبب ذلك ان بيكي اعتقد بان اللاعب الذي مرر له كرة عرضية سيسدد في اتجاه مرمى برافو بعدما تجاوز المدافع الفرنسي جيريمي ماثيو و اقترب من العرين الكتالوني ، غير أن المهاجم الاندلسي خالف توقعات بيكي وفضل تقديم كرة عرضية لزميله غير المتسلل.

الخطأ الثالث : &وقع فيه المدرب لويس انريكي الذي قدم عملا جيداً هذا الموسم و بصمته كانت واضحة على أداء الفريق و على انتصاراته و بفضله بلغ الفريق نهائي كأس الملك وربع نهائي أبطال أوروبا كما أنه يتصدر ترتيب الدوري ، إلا انه في المباراة الأخيرة أمام اشبيلية لم يعرف كيف يسير المباراة بعدما تقدم فريقه بهدفي ميسي و نيمار ، خاصة بعدما اقدم على استبدال البرازيلي نيمار بمتوسط الميدان تشافي هرنانديز .

و الحقيقة ان نيمار لم يكن ليغادر الملعب بسبب جاهزيته البدنية بعدما قام بإراحته ضد ألميريا كما انه كان مقلقا للدفاع الاندلسي بفضل تلك التحركات والمرونة الهجومية ، و كان يفترض على إنريكي ان يخرج المهاجم الاوروغوياني لويس سواريز الذي لم يقدم العطاء الذي قدمه ضد ألميريا و سجل بفضله ثنائية ، إذ اهدر فرص حقيقية كان بإمكانها ان تعمق النتيجة إلى أكثر من هدفين و ظهر و كأنه منتشي بتلك الثنائية مما جعله يصاب بالغرور مما قلل من تركيزه الذهني &.

و حتى إقحام المخضرم تشافي لم يكن الخيار التكتيكي الأمثل و يبدو انه كان مجاملة أكثر منه حسابات تكتيكية ، ذلك ان انريكي أراد تكرار تجربته في الكلاسيكو ، غير انه تناسى بإن لاعبي اشبيلية يتفوقون على نظرائهم في ريال مدريد خاصة بما يتعلق بالروح القتالية و إصرارهم على تقديم نفس الأداء حتى صافرة النهاية ، إلى جانب تمتعهم بنفس أخير عال جداً يصعب على لاعب مثل تشافي مجاراة هذا الإيقاع البدني ، و كان على اللوتشو الإبقاء على التشكيل كما هو أو إخراج سواريز و إشراك بيدرو رودريغيز ليبقى الفريق يلعب بنفس التكتيك ، ذلك ان التغييرات التي قام بها المدرب انريكي جعلته يغير من التكتيك مما احدث خللا بين الخطوط الثلاثة و فراغات استغلها لاعبي اشبيلية لتسريع وصولهم إلى منطقة الحارس برافو.&

و الحقيقة ان الخطأ الذي وقع فيه انريكي مرده تفكيره في المباراة ضد باريس سان جيرمان الفرنسي في ذهاب ربع نهائي أبطال أوروبا قبل ان تبدأ و تهميشه لمواجهة اشبيلية قبل ان تنتهي.