رغم نجاح أندية عديدة في إحراز الثلاثية وتتويجها بثلاثة ألقاب في موسم واحد من خلال الجمع بين بطولتي الدوري والكأس محليًا ودوري أبطال أوروبا قاريًا، إلا ان جميعها فشلت في الحفاظ على هذا الانجاز في الموسم الموالي.

ويعتبر برشلونة الإسباني أحد الأندية التي حققت إنجاز الثلاثية إلى جانب كونه النادي الوحيد في القارة العجوز الذي حققه مرتين، حيث كانت الأولى في موسم 2008-2009 مع المدرب بيب غوارديولا والثانية في الموسم المنصرم 2014-2015 مع المدرب لويس انريكي.
&
ويتطلع برشلونة خلال الموسم الحالي إلى الحفاظ على الثلاثية والتتويج مجدداً بالبطولات الثلاث، تحت أمرة نفس المدرب لويس انريكي، من خلال الرهان والاعتماد على القوة الهجومية للثلاثي ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار دا سيلفا الذين كان لهم دور فعال وقوي في إحراز الثلاثية الثانية، ويسعون لتحقيق الثلاثية الثالثة في تاريخ النادي.
&
و حتى الآن اقترب برشلونة من الحفاظ على لقب الدوري الإسباني بما انه يتصدر الترتيب العام للمسابقة بفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه اتلتيكو مدريد، مع اقترابه من الحفاظ على تاج كأس الملك بعدما بلغ المباراة النهائية التي ستجمعه بالعنيد إشبيلية في الـ 22 من شهر مايو على ملعب الفيسنتي كالديرون بمدريد، كما خطا البارسا في دوري أبطال أوروبا خطوة كبيرة نحو التأهل إلى الدور الربع النهائي بعدما فاز على أرسنال بثنائية نظيفة في لندن في ذهاب الدور الثمن النهائي.
&
وبغض النظر عن سعيه وراء الثلاثية الثانية على التوالي، فإن جل الخبراء يرون بأن برشلونة هذا الموسم في أفضل رواق لإحراز ألقاب البطولات الثلاثة بالنظر إلى قوته الهجومية والدفاعية ودهاء مدربه التكتيكي، فضلاً عن تراجع أداء منافسيه بل ويرون بان البارسا الحالي أقوى مما كان عليه في الموسم المنصرم.
&
وقبل برشلونة اتيحت الفرصة لكل من أياكس امستردام الهولندي وبايرن ميونيخ الألماني لتحقيق السبق التاريخي، غير انهما فشلا في الاحتفاظ بالثلاثية للموسم الثاني على التوالي بالنظر إلى صعوبة المهمة على صاحبها لدرجة وصفتها صحيفة "ماركا" الإسبانية بالصعود إلى قمة إفرست أعلى قمة في سلسلة جبال الهمالايا بين الصين والهند.
&
وكان أياكس امستردام قد حقق الثلاثية موسم 1971 -1972 بقيادة المدرب الروماني ستيفان كوفاكس والجناح الطائر يوهان كرويف، وفي الموسم الموالي نجح زملاء كرويف في الحفاظ على لقب الدوري الهولندي ولقب دوري أبطال أوروبا بفوزه على يوفنتوس الإيطالي بهدف دون رد، غير انه خسر لقب كأس هولندا بعدما خرج مبكرًا أمام منافس مغمور هو نادي بريدا بركلات الجزاء.
&
والواقع ان الأندية الكبيرة حينها على غرار أياكس لم تكن تولي اهتمامًا كبيرًا بلقب الكأس، مركزة جهودها على الدوري لان الفائز به هو الوحيد الذي يتأهل للمشاركة في دوري الأبطال الأوروبية وغالباً كان المدربون يقومون بإراحة الركائز لمباريات الدوري و مباريات المسابقة القارية، و يمنحون الفرصة للمتواجدين على دكة البدلاء لإقحامهم في مباريات الكأس.
&
كما اتيحت الفرصة أيضاً لبايرن ميونيخ للحفاظ على الثلاثية إلا أنه فشل في تحقيق هذا الإنجاز، وتوج البافاري بقيادة مدربه الألماني يوب هاينكس بالثلاثية موسم 2012-2013 ، حيث كانت الألقاب الثلاثة على حساب الغريم بروسيا دورتموند بعدما سبقه في البندسليغا، وتفوق عليه في نهائي كأس ألمانيا ونهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب ويمبلي، ليخرج هاينكس مرفوع الرأس ، ويحل محله الإسباني بيب غوارديولا ، والذي كانت مهمته الأولى هي التتويج مجدداً بالبطولات الثلاث في الموسم الموالي 2013-2014 خاصة انه استفاد من انتدابات وازنة على غرار ماريو غوتزه.
&
هذا و نجح البايرن مع غوارديولا في الظفر بدرع البندسليغا كما نجح في خطف كأس ألمانيا غير انه اكتفى بالثنائية، وضاع منه لقب صاحبة الاذنين بعدما اصطدم بريال مدريد في المربع الذهبي، بعدما سقط أمامه بهدف يتيم في السانتياغو برنابيو قبل ان يعاود العملاق المدريدي الإنتصار عليه مجدداً بفوز كاسح قوامه أربعة أهداف نظيفة في الاليانز ارينا بمينويخ في سيناريو مثير.
&