حسمت الجزائر موقعة المجموعة الثالثة في كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم المقامة في مصر، بفوزها الخميس بهدف نظيف على المنتخب السنغالي في الجولة الثانية، منحها التأهل الى الدور ثمن النهائي.

وفي بقية المباريات، أبقت كينيا ومدغشقر على آمالهما ببلوغ ثمن النهائي، بتحقيق كل منهما فوزا تاريخيا، الأولى على تنزانيا 3-2 ضمن المجموعة الثانية، والثانية على بوروندي بهدف نظيف ضمن الثالثة.

ومنح يوسف البلايلي الجزائر التأهل بتسجيله هدف الفوز على السنغال على ملعب 30 يونيو (الدفاع الجوي) في القاهرة، وقدم فيها منتخب المدرب جمال بلماضي عرضا هجوميا قويا وأداء دفاعيا صلبا احتوى أفضل منتخب إفريقي في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، رغم استعادة السنغال نجمها ساديو مانيه الذي غاب عن الجولة الأولى للإيقاف.

وانفردت الجزائر بصدارة المجموعة بست نقاط، محققة فوزها الثاني بعد أول على كينيا 2-صفر، بينما تلقت السنغال الخسارة الأولى (فازت على تنزانيا 2-صفر أيضا في الجولة الأولى).

وطوى المنتخب الجزائري في هذه النسخة تجربته المريرة مع البدايات المتواضعة. وهي المرة الأولى يتمكن فيها ثعالب الصحراء من تحقيق فوزين تواليا في المباراتين الأوليين لدور مجموعات أمم إفريقيا منذ نسخة 1990 على أرضهم، عندما أنهوا البطولة بإحراز لقبهم الوحيد.

على رغم ذلك، جدد بلماضي سعيه الى التقليل من شأن الترجيحات التي تضع فريقه في مصاف المنتخبات المحتمل أن ترفع كأس النسخة الثانية والثلاثين من البطولة في 19 تموز/يوليو المقبل.

وقال "للحصول على نتيجة جيدة، كان يجب أن نكون مستعدين على كل المستويات، تكتيكيا قبل أي أمر آخر (...) كان يجب أن نكون في يوم جيد جدا، لأننا كنا سندفع ثمن أدنى خطأ في مواجهة منتخب كبير جدا".

أضاف "التفوق على السنغال ليس أمرا سهرا. لن تحظى منتخبات عديدة بفرصة القيام بذلك، لكن هذا لا يعني أن الأمور محسومة. هذه ليست سوى المباراة الثانية. هذه ليست سوى مباراة في المجموعة".

- "تحذير للسنغال" -

في المقابل، رأى مدرب السنغال آليو سيسيه أن المباراة "لعبت على التفاصيل. الشوط الأول كان الأمر متوازنا، وتلقينا هدفا بعد كرة ضائعة (...) عندما تخسر مباراتك الثانية في دور المجموعات، هذا يكون بمثابة تحذير"، معتبرا أن فريقه "كان يستحق نقطة اليوم".

ولم يجر بلماضي أي تغيير على تشكيلة المباراة الأولى، بينما استعان سيسيه بشيخو كوياتيه في مركز الظهير الأيسر بدلا من ساليف سانيه الذي ستبعده الإصابة عن الدور الأول، وألفريد نداي بدلا من إدريسيا غوي، بينما كان الأبرز عودة نجم ليفربول الإنكليزي مانيه.

وتبادل المنتخبان الهجمات مع أفضلية جزائرية لاسيما عبر الرباعي رياض محرز-سفيان فغولي-البلايلي-بغداد بونجاح، والذي أثبت تجانسه وسرعة حركته بدءا من المباراة الأولى.

ونفذ البلايلي في الدقيقة 15 ركلة حرة قوية تمكن الحارس إدوار مندي إيقافها بنجاح، بينما ضغط المنتخب السنغالي وحصل على أكثر من ركلة حرة متتالية خارج حدود المنطقة الجزائرية، دون أن تثمر.

ومن ركلة حرة نفذت مباغتة من نصف الملعب الجزائري، انفرد بونجاح على مشارف المنطقة السنغالية، وتمكن ببراعة من تجاوز مندي عبر رفع الكرة من فوقه، لكنه فقد توازنه، ما أتاح لقلب الدفاع كاليدو كوليبالي التدخل وإبعاد الكرة قبل انفراد مهاجم السد القطري بالمرمى الخالي (27).

واقترب بونجاح من هز الشباك مرتين في أواخر الشوط الأول، قبل أن يعود المنتخب الأخضر في الثاني عازما على تسجيل الأهداف، لاسيما في ظل قدرة الدفاع الجزائري على الحد من خطورة مانيه وكيتا بالدي.

وكان النشاط مطلع الشوط الثاني من نصيب فغولي الذي سدد بداية في الدقيقة 46 بالقدم اليسرى من خارج المنطقة بجانب المرمى، قبل أن يمنح لاعب غلطة سراي التركي التمريرة الحاسمة للهدف عندما اخترق المنطقة السنغالية عن الجهة اليمنى اثر تمريرة محنكة من محرز، فرد الكرة عكسية الى البلايلي المنفلت من الرقابة، فهيأها بهدوء من على مشارف المنطقة وأطلقها صاروخية على يمين مندي الذي لم يحرك ساكنا (49).

وشهد ربع الساعة الأخير ضغطا هائلا من المنتخب السنغالي امتحن قدرات الحارس رايس مبولحي أكثر من مرة، لكنه أبقى منتخب بلاده فائزا في المباراة التي اختير زميله اسماعيل بن ناصر أفضل لاعب فيها.

ملخص مباراة الجزائر والسنغال:

- كينيا تنتزع الفوز -

وضمن المجموعة ذاتها، حقق المنتخب الكيني فوزه الثاني فقط في تاريخ مشاركاته في البطولة، والأول منذ عام 2004 (على بوركينا فاسو بثلاثية نظيفة في الدور الأول).

وتبادل المنتخبان السيطرة على المجريات والنتيجة، بدءا بتقدم تنزانيا عبر سايمون مسوفا في الدقيقة السادسة، ليعادل ميكايل أولونغا لكينيا في الدقيقة 39، قبل دقيقة فقط من تقدم تنزانيا مجددا عبر مبوانا ساماتا.

وقلب المنتخب الكيني الأمور في الشوط الثاني، عبر هدفي يوهانا أومولو (62)، قبل أن يحسم أولونغا النتيجة لصالح منتخب بلاده في الدقيقة 80 بكرة بعيدة المدى لامست القائم الأيسر واستقرت في الشباك.

ملخص مباراة كينيا وتنزانيا:

- مدغقشر على أبواب التأهل -

وباتت مدغشقر على مشارف ثمن النهائي بفوزها التاريخي على بوروندي في الإسكندرية في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية.

وتدين مدغشقر بفوزها الأول في مشاركتها الأولى للاعب وسط شارلروا البلجيكي ماركو إيلايماهاريترا الذي سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 76.

وأكدت مدغشقر عرضها الرائع في المباراة الأولى أمام غينيا عندما أرغمت الأخيرة على التعادل 2-2، فرفعت رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثاني بفارق نقطتين خلف نيجيريا التي كانت تغلبت على غينيا 1-صفر الأربعاء في افتتاح الجولة الثانية للمجموعة وباتت أول المتأهلين إلى الدور ثمن النهائي بتصدرها برصيد 6 نقاط.

وتخوض مدغشقر مباراتها الثالثة الأخيرة في المجموعة ضد نيجيريا الأحد، ويكفيها التعادل لمرافقة الأخيرة إلى ثمن النهائي باعتبارها وصيفة للمجموعة، كما أن النقاط الأربع التي تملكها الآن، قد تخول لها التأهل كأحد أفضل أربع منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الست.

واستحق المنتخب الملغاشي الفوز لأنه كان الطرف الأفضل أغلب فترات المباراة، وخلق مهاجموه العديد من الفرص التي تفننوا في إهدارها خاصة شارل أندريا وفانيفا أندرياتسيما، كما أن تألق حارس بوروندي جوناثان ناهيمانا حال دون افتتاح مدغشقر التسجيل في وقت أبكر.

وأتى الهدف من ركلة حرة مباشرة من حافة المنطقة سددها إيلايماهاريترا قوية رائعة بيمناه وأسكنها الزاوية اليمنى البعيدة للحارس ناهيمانا (76).

ملخص مباراة مدغشقر وبوروندي: