طلال سلامة من برن (سويسرا): يتم التعريف عن مرض التوحد، أو اضطراب الطيف التوحدي، اضطراباً نمائياً عاماً، يصيب الطفل قبل بلوغه العام الثالث من العمر. ويتضمن المرض عجزاً في قدرة الطفل على التواصل اللفظي وغير اللفظي مع الأشخاص عدا عن معاناته من استحالة تكوين علاقات اجتماعية مع المحيطين به، وأولهم الأهل. صحيح أن العلاجات السلوكية بامكانها الحد من بعض أعراض المرض وتحسين تفاعل الطفل مع المجتمع بيد أن العلاجات الفاعلة، القادرة على انقاذ الطفل من براثن التوحد، ما زالت بعيدة كل البعد!
في سياق متصل يفيدنا فريق من أطباء أميركيين، يقودون دراسات حديثة في عدة مستشفيات وجامعات بالولايات المتحدة الأميركية، أنهم توصلوا الى انتاج رذاذ واعد، قد يمثل حلاً مقبولاً، لو مؤقتاً، بالنسبة لمرضى التوحد. في الحقيقة، نحن أمام رذاذ هرموني مصنوع من هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يؤثر على وظائف الدماغ.
على صعيد فحص تعابير الوجه، لقياس مدى التعرف على الانفعالات، الذي شمل مجموعة من المتطوعين، لاحظ الأطباء أن استنشاق جرعة من هذا الرذاذ الهرموني كاف لتحسين الأداء الانفعالي لدى أطفال مرض التوحد. ما يعني أن العلاج بالأدوية طريقة جديدة وفاعلة لانتزاع مرضى التوحد بعض الشيء من شلل تعابيرهم العاطفية، من جهة، وابراز منافع هرمون الأوكسيتوسين، للمرة الأولى، في انتزاع الأطفال جزئياً من قبر هذا المرض، من جهة ثانية.
التعليقات