حذر عدد من العلماء من أنَّ ثورة البركان الأيسلندي التي شلَّت حركة الطيران في عموم أوروبا يمكن أن تكون نذير موجة من النشاط البركاني الذي سيترك آثاره في عموم أوروبا لعقود قادمة.

لندن:اعاد العلماء بناء جدول زمني يؤرخ 205 ثورات بركانية في ايسلندا على امتداد 1100 سنة وتوصلوا الى ان هذه الثورات تحدث في دورات منتظمة ، وان مرحلة الهدوء النسبي التي سادت خلال العقود الخمسة الماضية تقترب الآن من نهايتها.وقال تور توردارسن ، عالم البراكين في جامعة ادنبرة الاسكتلندية ، ان نشاط ثلاثة براكين ايسلندية على الأقل يتصاعد حاليًا باتجاه ثورة بركانية.

ونقلت صحيفة التايمز عن توردارسن قوله quot;يبدو ان تواتر الثورات البركانية في ايسلندا يرتفع ويهبط في دورة تستمر نحو 40 عامًاquot;.واشار الى ان تطور الهبوط في هذه الدورة مر في القرن العشرين quot;وهناك الآن أدلة على اننا ربما اخذنا نقترب من ذروة الهبوطquot;.

وتأتي النتائج التي توصل اليها توردارسن متطابقة مع تحذيرات جديدة من ان ثورة البركان الايسلندي التي عطلت حركة الطائرات في عموم اوروبا لمدة اسابيع يمكن ان تستمر عدة اشهر ـ وربما سنوات. كما حذر علماء جيولوجيون من ثورة بركان آخر يبعد 15 ميلاً عن البركان المسؤول عن سحابة الرماد البركاني الأخيرة. ويبدو ان اثنتين من ثوراته الثلاث الأخيرة فجرتها ثورات براكين اصغر بجواره.

ويرى العالم توردارسن ان نشاط البراكين يرتبط بحركات في قشرة الأرض تسبب ضغوطًا جوفية على امتداد مساحات واسعة. وعندما تتعاظم هذه الضغوط تثور براكين اكثر وحين تزول تخمد البراكين من جديد. ولكن جيليان فولغر بروفيسورة الفيزياء الجيولوجية في جامع درام البريطانية ترى ان الثورات البركانية المتزامنة ربما حدثت مصادفة، وقالت ان نظرية توردارسن تقتضي مزيدًا من الأسانيد الاحصائية الثابتة.

ولكن العالمين يتفقان على دعوة اوروبا الى التحسب لمزيد من الثورات البركانية في ايسلندا ، بما في ذلك تحسين طرق مراقبة البراكين النشيطة. وقالت فولغر ان هناك نحو 35 بركانًا كبيرًا في ايسلندا وان وضع اجهزة للمسح الزلزالي وبعض المعدات التي تستخدم تكنولوجيا تحديد المواقع يتيح في احيان كثيرة امكانية التنبؤ بثورة بركانية قبل حدوثها. واكدت ان كلفة مثل هذه الاحتياطات ضئيلة بالمقارنة مع الاضرار الاقتصادية التي يمكن ان تسببها الثورات البركانية المفاجئة.