طلال سلامة من برن (سويسرا): على بعد عشر سنوات من الاختبارات، نستطيع القول ان العلاج المعتمد على خلايا المنشأ، لاعادة النظر لكل من تضررت قرنية عينه، بات حقيقة طبية ثورية. هذا ما يفيدنا به الباحثون الايطاليون، من جامعات مودينا وريدجو ايميليا وميلانو، الذين نجحوا في علاج أكثر من مائة مريض، للآن. ويتمحور قلب التقنية الايطالية في استخراج خلايا المنشأ من اللم (Limbus) وهو الجزء الناتج عن التحام القرنية بالصلبه ويبلغ عرضه 2 مليمتر تقريباً. بواسطة البنج الموضعي، يتمكن الجراح من الوصول بسهولة الى هذه المنطقة التابعة للقرنية. بعد ذلك، يتم استخراج خلايا المنشأ من نسيج العين ثم زراعتها بالمختبر كي تتكاثر لغاية أن تشكل الطبقة السطحية السليمة للقرنية، المعروفة باسم ايبيثيليوم. هكذا، يتم زرع هذه الطبقة مجدداً في عين المريض.

ويستفيد من هذه التقنية كل من تعرض لأضرار جسيمة ناجمة عن حروق أصابت العين. بعد مراقبة دامت عشر سنوات، يستنتج الباحثون الايطاليون أن سطحية القرنية، لدى أكثر من 75 في المئة من المرضى المتطوعين، عادت الى حالتها الطبيعية الشفافة. وبغياب أمراض أخرى، استعاد المرضى بصرهم بصورة كاملة.

يذكر أن أوروبا وسويسرا تشهدان سنوياً آلاف العمليات الجراحية، المتعلقة بزرع قرنية العين. من جانبها، تعتبر التقنية الجديدة خالية من الأعراض الجانبية لكون خلايا المنشأ مستخرجة من عين المريض أي أن اعادة زرعها مجدداً، بعد تكاثرها لتكوين الطبقة السطحية للقرنية، لا يسبب رفضاً من قبل الجسم وبالتالي ضرورة اللجوء الى أدوية مثبطة لردود فعل نظام المناعة بالجسم. كما تستهدف التقنية الجديدة أولئك الذين لا يمكن معالجتهم بزرع القرنية الكلاسيكي، حصراً، من جراء عودة المشاكل البصرية اليهم، مراراً وتكراراً، حتى بعد عملية الزرع هذه.