أطلق بعض العلماء تحذيرًا بان هناك انواعًا من البكتيريا اصبحت تقاوم المضادات الحيوية.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: أطلق علماء تحذيرات من أن السفر الدولي والسياحة الطبية قد أديا إلى الانتشار السريع والعالمي لنوع من أنواع البكتيريا المقاومة للعقاقير، التي ربما تنذر بقرب انتهاء حقبة المضادات الحيوية، وزيادة درجة الصعوبة أمام الأطباء عند معالجتهم
للمرضى المصابين.

وقد عُثِر على جين جديد يمنح مستويات مرتفعة من المقاومة لجميع المضادات الحيوية تقريبًا على نطاق واسع في أشكال بكتيريا الأمعاء الغليظة التي يمكنها أن تتسبب في الإصابة بالالتهاب الرئوي الذي يُحتمل أن يشكِّل تهديدًا على الحياة وكذلك التهابات المسالك البولية. وقال الأستاذ في جامعة كارديف البريطانية، تيم والش، الذي نجح في الكشف عن هذا الجين، إنه ( أي الجين ) قد نما خلال ثلاث سنوات فقط من ذلك الشيء الذي كان نادرا ً ما يُرصد على الإطلاق إلى ذلك الكيان الذي يتواجد بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى 3 % لدى المرضى المصابين بالالتهابات المعوية في الهند.

ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية في هذا السياق عن والش قوله :quot; هذا الجين مذهل تمامًا. فنتيجة للسفر الدولي، والعولمة، والسياحة الطبية، بات يحظى هذا الجين الآن بفرصة الذهاب إلى أي مكان في العالم بصورة سريعة للغايةquot;. وقد وجد والش رفقة معاونيه أن تلك البكتيريا المقاومة للعقاقير، والتي تُعرف اختصاراً بـ NDM-1 لا تتواجد فحسب في الهند وباكستان، وإنما في المملكة المتحدة أيضا ً. وأرجعت الصحيفة في سياق حديثها ذلك إلى أن بعض المرضى البريطانيين المصابين سبق لهم أن سافروا إلى الهند من أجل الخضوع لعمليات زرع كلى أو نخاع عظام، أو لإجراء عمليات غسيل كلى، أو للرعاية أثناء الحمل، أو لعلاج الحروق، في الوقت الذي كان يذهب فيه البعض الآخر إلى هناك من أجل الخضوع لجراحات تجميل.

وعاود والش ليقول إنه من غير الممكن معرفة مدى انتشار البكتيريا الآن في المملكة المتحدة. ورغم إصدار وكالة حماية الصحة تحذيرا ً في هذا الاتجاه، إلا أن الأطباء لا يبلغون إلا عن الحالات التي يعالجونها. وبصورة تدعو للانزعاج، تبين أن هناك مضادين حيويين فقط هما الذين مازالا قادرين على العمل ضد بكتيريا NDM-1. وقال والش هنا :quot; تلك هي النهاية في نواح كثيرة. ومن المحتمل أن تكون تلك هي النهاية. فلا توجد مضادات حيوية الآن تحظى بنشاط ضد بكتيريا NDM-1 المنتجة للالتهابات المعوية. وحتى إن بدأ العلماء على الفور العمل من أجل اكتشاف مضادات حيوية جديدة ضد ذلك التهديد، فلن تكون هناك من نتائج إيجابية عما قريبquot;.

ويُظهر أيضا ً البحث الذي أجراه والش صحبه زملاؤه من الباحثين أن بكتيريا NDM-1 المنتجة لا تنتشر فقط في المستشفيات، وإنما ربما إلى حد بعيد في المجتمع الأوسع في النطاق بالهند، حيث يسمح تلوث مياه الشرب بسهولة انتقال الحشرات التي تنقلها القناة الهضمية. وأضاف والش في هذا السياق بقوله إنه من المحتمل أيضا ً أن تنتقل البكتيريا المقاومة للعقاقير من شخص إلى شخص آخر في المملكة المتحدة.

وبينما كان يعتقد العلماء قبل عشرة أعوام أن التهديد الأكبر يكمن في الأمراض المقاومة للأدوية التي تتضمن على تلك التي تُعرف بالبكتيريا الموجبة لصبغة جرام والتي تشتمل على تلك الجرثومة التي يُطلق عليها quot;مارساquot;، فإن أخصائيي علم الأحياء المجهري السريري يتفقون بصورة متزايدة الآن على أن البكتيريا السالبة لصبغة جرام المقاومة للعديد من العقاقير، وتعيش في القناة الهضمية، تُشكِّل أكبر خطر على الصحة العامة. وقد اتضح كذلك أن مقاومة الجينات للمضادات الحيوية لا تنمو بصورة أكثر سرعة فحسب، بل إن هناك عددًا أقل من العقاقير الجديدة لمكافحتهم.

ولفتت الغارديان في ختام حديثها إلى أن والش نجح في اكتشاف جين NDM 1 بعد فحصه حالة أحد المرضى في السويد، بعد أن تم نقله إلى مستشفى في الهند مصابا ً بالكلبسيلة الرئوية وبكتيريا الإيكولاي. وقد قام الجين بجعل البكتيريا مقاومة لمجموعة من المضادات الحيوية التي يُطلق عليها quot; كاربابينيم carbapenemquot;، وهي المضادات التي يُحتَفظ بها عادة ً لتستخدم في حالات الطوارئ، وتُستَخدم حين يُكتَشف أن البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية التي توصف بشكل أكثر شيوعًا.