فيما تعم التظاهرات والمصادمات الشوارع الايرانية، يرى مراقبون ان طهران باتت الان أكثر عرضة الآن للخطر رغم تحركات الغرب التي تهدف الى إبطاء البرنامج النووي الايراني كي تثبت فيها الدبلوماسية أنها ذات جدوى.
رات صحيفة quot;كريستيان ساينس مونيتورquot; الأميركية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني على شبكة الانترنت أن حالة الفوضى التي تشهدها ايران الآن على الساحة الداخلية في ظل تزايد نفوذ الحرس الثوري قد يجعلا الجمهورية الإسلامية أكثر عرضة للتأثر بأي عقوبات قادمة، في الوقت الذي تنظر فيه إدارة الرئيس الاميركي باراك أوباما الى فرض تدابير جديدة تَحُد من برنامج ايران النووي.
وتمضي الصحيفة لتنقل عن خبراء قولهم إنه في الوقت الذي أشار فيه البيت الأبيض إلى سعيه لفرض عقوبات محددة ضد ايران ndash; في تحول من quot;العقوبات المُعطَّلةquot; التي طرحتها من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومشاريع القوانين المنظورة أمام الكونغرس لتضييق الخناق على واردات البنزين إلى ايران - فإن العقوبات قد تحظى الآن بتأثير كبير، بعد أن كان يتفاخر كبار المسؤولين الإيرانيين بأنها تدفعهم نحو التفوق التقني والاكتفاء الذاتي.
وتنقل الصحيفة عن شاهرام تشوبين، الخبير المتخصص في الشأن الإيراني لدى مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قوله :quot; ايران أكثر عرضة الآن للخطر من ناحيتين؛ أولهما، أن التظاهرات ومصادمات الشوارع التي وقعت منذ انتخابات الرئاسة الأخيرة تعني أن جزءًا كبيرا ً من الإيرانيين سيلومون ربما النظام على العقوبات محدودة النطاق التي لن تلحق الضرر بالجميع - أما الأمر الثاني فهو أن بسط الحرس الثوري سيطرته على مساحات أكثر تنوعا ً من الاقتصاد الإيراني (بما في ذلك مليارات الدولارات الخاصة بصفقات الاستحواذ الجديدة والعقود التي أبرمت في الأشهر الستة الماضية ) يجعل البلاد quot;هدفا ً أكبر وهكذا يفترض أنها قد تستهدف بدقة على نحو نسبيquot;.
غير أنه يقول إن حتى المزج الدقيق لمثل هذه العقوبات ( التي تستهدف فقط قوات الحرس الثوري وشركاتها الوهمية ) ndash; على سبيل المثال - ليس من المرجح أن يجعل ايران quot;أكثر ضعفا ً بمعني أنه سيعمل بين عشية وضحاها على إيقاف برنامج إيران النوويquot;. بعدها، تنتقل الصحيفة لتشير إلى أنه وفي ضوء الاضطرابات السياسية التي تشهدها إيران وكذلك عجزها الواضح حتى وقت قريب عن تنسيق ردا ً على العرض النووي، لازالت تحجم الولايات المتحدة إلى الآن عن فرض عقوبات ضد إيران.
وتلفت الصحيفة في هذا السياق إلى أن إدارة أوباما سبق لها وأن وعدت بحدوث quot;عواقبquot; إذا لم تقبل ايران بحلول نهاية العام مبادلة اليورانيوم بالوقود النووي. لكن مفتشي الأمم المتحدة أشاروا إلى أن الجهود التي تبذلها إيران لتخصيب اليورانيوم قد تباطأت في الأشهر الأخيرة، بالتزامن مع حدوث انخفاض كبير في معدل أجهزة الطرد المركزي التي تم تركيبها في الفترة الأخيرة. وفي حديث له مع صحيفة النيويورك تايمز الأميركية، قال مسؤول بارز من داخل الإدارة الأميركية على مقربة من الإستراتيجية الإيرانية :quot; إلى الآن، لا يمتلك الإيرانيون خيارا ً ذا مصداقية للهروب، ولا نعتقد أنهم سيحصلون على واحد لمدة ثمانية عشر شهرا ً على الأقل، وربما لعامين أو ثلاثةquot;.
وبحسب تشوبين، فإنه وإضافة ً إلى ذلك، توجد في الخفاء تحركات من جانب الغرب هدفها إبطاء برنامج إيران النووي مع وجود مساحة من الوقت كي تثبت فيها الدبلوماسية أنها ذات جدوى. ويضيف بقوله :quot; هناك أشياء لا نراها، مثل التخريب وهلم جرا من الانشقاقات ndash; ويرجح أن هذا كله فعال للغاية في ما يتعلق بإبطاء برنامج إيران النووي. والأمر هنا متعلق بالموعد النهائي. فإن استمررت في تغيير تقديرك للوقت الذي ستتمكن فيه إيران من تحقيق بعضا ً من أهدافها، فإنك تغير كذلك الوقت الذي تحصلت عليه لتظهر الدبلوماسية جدواها. وتعمل سياسة الولايات المتحدة في الأساس على كسب الوقت. ولا يعتقد أحد أن الإيرانيين سيعكسون برنامجهم النووي. فقد يجمدوه لبعض الوقت، أو يبطؤوه، لكنهم لن يعكسوا مساره. لذا قد يكون بإمكانك أن تعيش مع المعادل الوظيفي لبرنامج يسير بشكل أعرجquot;.
التعليقات