الشهرستاني: القوات العراقية تحركت للرد على التجاوزات الإيرانيّة |
يؤكد الوزير حسين الشهرستاني أنه تلقى عروضًا مالية وإغراءات كبيرة من الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، موضحًا أن برزان التكريتي جاءه إلى السجن وقدم له قصرًا وشيكًا مفتوحًا مقابل عودته إلى العمل مع النظام السابق في مجال الطاقة الذرية. وفي حديثه عن النفط يؤكد الشهرستاني لـquot;إيلافquot;أن ما حققه العراق كان أمرًا غير مسبوق في الصناعة النفطية.
بغداد: في الجزء الثاني من حوار إيلاف مع وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني، سنتوفق عن عدد من المسائل المهمة التي تتعلق بعمل الوزارة التي تجري من بين ايديها مليارات الدولارات ولكنها لم تمس منها دولارًا واحدًا، بل انها تمد يدها كي تستجدي من وزارة المالية شيئًا من التخصيصات، وهو ما ترد به الوزارة على من يتهمها ان تختزن الاموال وتتصرف بها، كما كشف لنا الوزير الشهرستاني عن ايرادات النفط العراقي مثلما كشف لنا عن الطاقة الانتاجية لحقول النفط، مثلما تطرقنا الى الاصابع التي تشير بالاتهام للوزير بالفساد وغاياتها، وكان لا بد ان نضع امامه سؤالنا الصريح حول اذا ما كان المال يمثل نقطة ضعف له !!، فكان الوزير الشهرستاني يرد بحرص وثقة ومحبة ايضا، فلم يعترض على اي سؤال ولم يتوقف كثيرا امام اي جواب، ولكنني شعرت انه يأسف حين يسمع تلك الاتهامات بالفساد.
* كلما يأتي ذكر ايرادات النفط ويسمع المواطن بالمليارات يفتح عينيه واذنيه دهشة، ولكنه يتساءل : اين تذهب هذه الاموال؟
- الوزارة تنتج النفط وتصدره وتسعره بأسعاره الدولية في يوم التحميل، ولكن الايرادات تذهب الى صندوق التنمية العراقية الذي تشرف عليه وزارة المالية، ولا تستلم وزارة النفط من المبيعات دولارًا واحدًا بشكل مباشر، بل ما تحصل عليه وزارة النفط من تخصيصات الموازنة الاتحادية، وغالبًا ما نستجدي من وزارة المالية هذه التخصيصات، وما نحصل عليه لا يكفي لتطوير طاقاتنا الانتاجية، وما خصص للوزارة عامي 2009 و2010 أقل بكثير من حاجة الوزارة، وليس المواطن يقول ذلك بل كنت سمعت شخصًا مسؤولاً يتحدث عن ذلك وكأنه لا يعرف ان وزارة النفط ليست لها علاقة بالايرادات، او ربما يعرف ولكنه يريد ان يشير إلينا بالسوء ليس إلا.
* ما آخر رقم من ايرادات النفط العراقي؟
- اخر رقم الى نهاية سنة 2009 هو اكثر من (41) مليار دولار، مقارنة بـ (36) مليار دولار وهو ما كان مخصّصًا له بميزانية 2009.
* اي تأثير للازمة المالية العالمية على النفط العراقي والموازنة العامة؟
- نحن نبيع بالسعر العالمي، وعندما يحدث هبوط نتأثر به كما يتأثر به الاخرون، والعام 2009 هبطت فيه اسعار النفط من سعر اكثر من (140) دولار للبرميل الواحد، الى دون الـ (40) دولارًا وبذلك كانت اكثر من (100) دولار، وهي بالتأكيد تؤثر على العراق والدول الاخرى، ولكن اذا ما كانت سنة 2009 بأسعار دون الاربعين فهذه السنة فوق الـ (70) دولارًا.
* كثير هو الكلام الذي يقال عن وجود فساد في الوزارة، ولكن ما اريد ان اعرفه هو هل يمكن لعالم ذرة ان يكون المال نقطة ضعفه؟
- اذكر لك حادثة اخرى، بعدما تم اعتقالي وتعذيبي من قبل نظام الطاغية، كنت مشلولا في كل جسمي ومطروحا على الارض ولم يتحرك عندي اي اصبع، جاءني برزان التكريتي وانا مرمي على الارض، وقال لي : (السيد الرئيس يسلم عليك (يقصد صدام) وكلفني ان اتحدث معك) ثم بدأ يشتم الامن، ثم قال (نحن حضرنا لك قصرًا في المنطقة الخضراء التابعة لهم (القصر الجمهوري) ونريدك ان تجيء وترجع الى عملك في الطاقة الذرية، والرئيس قال اعطوه شيكًا مفتوحًا في سويسرا يسحب منه ما يريد، والقصر فيه امتيازات)، لكنني رفضت التعامل معهم، اترى ان نقطة ضعفي المال فيما قلته.
* ولكن لماذا تتعرض الى اتهامات مثل هذا النوع ؟
- من يزعم ذلك يعرف انه يكذب، ينقلون لي من اوساطهم انهم يكذبون، ولكنها مستنقعات السياسة التي هبط لها هؤلاء.
* رممتم مؤخرًا المصافي بمبالغ طائلة، لماذا لم لا تعملون على انشاء مصافٍ جديدة؟
- عندنا خطتان متوازيتان، الاولى تأهيل وتطوير، وهذا ما قمنا به وهو مطلوب في ان نقدم منتوجًا للناس، مقابل ذلك ابرمنا عقودًا لبناء مصافٍ جديدة عددها اربع في الناصرية وكربلاء وكركوك وميسان، هذه مصافٍ جديدة وأحدث انواع المصافي في العالم وقدمنا عقودًا لوضع التصاميم، وسوف تنجز هذا العام 2010 وسنباشر ببنائها، ولكن مصافي بهذه الاحجام والتقنيات الحديثة لا يمكن اكمال بنائها في العالم بأقل من 4 و 5 سنوات وتكلف مليارات الدولارات، فنحن ماضون في تأهيل المصافي مثلما نحن ماضون في انشاء مصافي حديثة، نحن استلمنا الوزارة منتصف العام 2006 وكان الوضع في قمة التأزم ولم تكن الشركات مستعدة للمجيء الى العراق، وما ان تحسن الوضع الامني بداية 2008 حتى ابرمنا العقود لمصافينا الجديدة.
* الى اي حد يمكن ان يصل انتاج النفط العراقي مستقبلا؟
- نحن الان في موجب العقود العشرة سنصل بالطاقة الانتاجية الى اكثر من (12) مليون برميل في اليوم، منها (11) مليون برميل من هذه الحقول العشرة ومليون اخر بالجهد الوطني من بقية الحقول، والايرادات من الممكن ان تتوفر للبلد تكون بحدود (200 ndash; 250) مليار دولار سنويا بالاسعار الحديثة التي هي الان (70) دولارًا للبرميل الواحد، وكلما ترتفع الاسعار في السنين الآتيات سيرتفع هذا المبلغ وهو بالتأكيد اكثر من حاجة العراق السنوية إلى اعادة الاعمار.
* نتحدث عن ارقام هائلة من صادرات النفط فيما الرواتب قليلة مع الغلاء، هل ترى ثمة جديد؟
- صادرات النفط تمثل ثلثي الدخل الوطني العراقي الذي هو 63 مليار دينار، ولو نعتبر نفوس العراق 31 مليون يعني معدل دخل الفرد ثلاثة الاف دولار سنويًا،وبالتأكيد ان الجديد هو في تحسن الخدمات في العديد من النواحي الصحية والخدمية وغيرها.
* العقود التي وقعتها الوزارة مع الشركات العالمية بالاحرف الاولى... هل ارسلت الى مجلس الوزراء؟
- نعم.. ارسلت، حقل الرميلة ارسل وأقرّ وان شاء الله خلال هذا الاسبوع ستقدم بعض العقود الاخرى لتطوير بعض الحقول، اما التوقيع بالاحرف الالوى فقد تم على الحقول العشرة، وسنقدم خلال هذا الاسبوع حقلين على الاقل.
* التعديلات التي جرت مؤخرًا على العقود، هل هي تعديلات جوهرية ام شكلية، وهل وافقت الشركات عليها؟
- كانت تعديلات بسيطة، وقد وافقت عليها الشركات، التعديلات الجوهرية كانت مأخوذة في الاعتبار عندما وضعت صيغة العقود المعيارية.
* ما الخير الذي جئت به للعراق من المشاركة في اجتماعات انغولا؟
- ان ما حققه العراق كان امرا غير مسبوق في الصناعة النفطية، لا من حيث طبيعة العقود ولا سقف الانتاج الذي تحقق للعراق والذي لا احد يتوقعه، ولا بالنسبة إلى الاسعار التي وافقت عليها الشركات وهي الادنى، وكان البعض يتحدث عن عصر النفط ما بعد العقود العراقية لان الدول صار لها العراق انموذجًا تحتذي به في تطوير صناعاتها النفطية تحت سيطرتها الوطنية وترفع هذا المستوى الذي هو من الانسب لها.
* سمعنا كلاما كثيرًا عن وجود فساد مالي كبير في عقود الشركات التي وافق وصادق عليها الوزير .. ماذا تقول؟
- لا يوجد مثل هذا الكلام ابدا ولن اوافق او اصادق على عقود فيها فساد كما تقول، واعطني امثلة عن ذلك.
* مددتم لشركة (رام) لحفر الابار النفطية على الرغم من ان المفتش العام قال انها كبدت العراق خسائر كبيرة ورغم اعترافكم انها متورطة بفساد مالي؟
- لم نوافق على شركة (رام) ابدا، وأحلناها الى المحاكم.
* لماذا وافقتم على عقد شركة (فجر الجزيرة) رغم انها معروفة بتهريب المشتقات النفطية ومدرجة على القائمة السوداء؟
- هذه الشركة اوقفنا العمل والتعاون معها وبأمري.
* سؤال اخير.. ماذا تفكر بعد الانتخابات المقبلة واين ستكون وبماذا ترغب؟
- انا شخصيًّا.. أديت ما عليّ للعراق سواء في مقارعة النظام الدكتاتوري، والحفاظ على ثروة العراق الوطنية التي هي النفط، واعتقد ان ما اديته للعراق وللشعب العراقي هو شرف كبير، وسوف اسعى مع اخواني في ائتلاف دولة القانون لبناء عراق موحد كريم عزيز يعيش ابناؤه في ظل قانون يساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات ونجنب ابناءنا واحفادنا المآسي التي تحملها هذا الجيل والذي قبله، وانا انظر الى العراق بعد عشر سنوات عراقا اخر بمستوى الاعمار والبناء والخدمات والمستوى المعاشي للمواطنين.
التعليقات