بدأ طلاب السنة العاشرة في مدرسة أهلية بارزة بلندن بأخذ دروس تستغرق 40 دقيقة كل أسبوع في التأمل الاسترخائي والتخلص من التوتر، ضمن نقلة نوعية في منهاج المدرسة الدراسي.

ويشمل هذا البرنامج الذكور الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و15 سنة في مدرسة تونبريدج، بمنطقة كينت جنوب لندن، حيث أخذوا أمس أول حصة تأملية كجزء من دورة جرى تصميمها على يد quot;سيكولوجيينquot; من جامعتي quot;أكسفوردquot; وquot;كمبردجquot;.

وتم تصميم البرنامج - الذي هو الأول من نوعه في تعليم مهارات التأمل الاسترخائي ضمن المنهاج الدراسي- بشكل خاص للمراهقين وطرح للتطبيق بعد نجاح دورة اختبارية جرت في العام الماضي.

وستستمر هذه الدورة لتلاميذ السنة العاشرة لمدة 8 اسابيع وهو مصمم لتطوير مهارات التركيز ومحاربة القلق وتدريبهم على اكتشاف فوائد الصمت، مما يساعدهم على تشخيص حالات التفكير الهروبي التي يمكن أن تؤول إلى مشاكل عقلية مثل الكآبة واختلالات الشهية والإدمان.

كذلك تطور هذه الدورة تمارين أخرى للمساعدة على تحسين التركيز، بدلا من السماح للعقل بأن يتم اختطافه بواسطة قضايا عاطفية أو مشاعر ندم أو مشاعر القلق من الماضي أو المستقبل أو أي إلهاءات أخرى. ويمكن تحقيق ذلك بطرق مختلفة مثل التركيز على التنفس، أوعلى أجزاء من الجسد، أو على حركته.

وتنتمي تقاليد التأمل الاسترخائي إلى الهند والشرق الأقصى وهي ذات طبيعة دينية في الاصل لكنها الآن طورت لتأخذ شكلا علمانيا. وهناك عدد كبير من الخبراء والاختصاصيين يدعمون هذه المقاربة التي تهدف إلى معالجة حالات التوتر القصيرة والمشاكل العقلية العميقة وجاءت التوصية بها من منظمات صحية بارزة في بريطانيا مثل quot;المعهد الوطني للتفوق السريريquot; كي يقدم كعلاج للمرضى الذين يعانون من الكآبة على نفقة quot;مؤسسة الصحة الوطنيةquot;.

وقال ريتشارد برنيت، مدرس اللاهوت في مدرسة quot;تونبريدجquot;، الذي يقود هذه الدورة لمراسل صحيفة quot;التايمزquot; اللندنية الصادرة اليوم، إن الدورة تتطلب تغييرا ثقافية في إدراك معنى الصمت للمدرسين والطلبة.

وأضاف أن quot;واحدا من الأمور المتعلقة بالمدارس هو ربط الصمت بالقوة، فالمدرس يقول لتلامذته أن يسكتوا، لكن ما تحتاج إليه هو تحويل فكرة الصمت بجعلها نشاطا إيجابيا قابلا للتذوق والاستمتاع بهquot;.

من جانبه قال مارك ويليامز، مدير quot;مركز التأمل الاسترخائي Mindfulnessquot; في أكسفورد، إن quot;تونبريدجquot; كانت المدرسة الاولى التي قدم فيها هذه البرنامج بصيغة تطبيقية لا أكاديمية. وفي آذار/مارس المقبل ستستضيف هذه المدرسة مؤتمرا بحضور البروفسور ويليامز، يهدف إلى تشجيع المدارس الأخرى لتبني برنامج التأمل الاسترخائي.