تلقي أزمة تشكيل الحكومة بظلالها على الشعب العراقي المشكك بالمرحلة المقبلة والمتخوف من أي صراع محتمل على كرسي رئاسة الوزراء.

لا يعرف العراقيون كيف يمكنهم النظر إلى المستقبل في ظل ما يحدث على الساحة السياسيّة من تقاطع وإختلاف فالكل يعلن عدم قناعته بالأخر مما خلق الخوف لديهم لاسيما مع الشكوك المثارة عن خروقات أمنية خطيرة ثد تحدث مشيرين إلى عدم اهتمامهم باسم الشخص الذي يترشح لمنصب رئاسة الوزراء بقدر ما يهمهم حكومة شراكة وطنية يحترمها الجميع وتحقق للناس ما يطمحون اليه من أمن وخدماتد.

من خلال إستطلاع أجرته quot;إيلافquot; في بغداد، شكك الكثير من العراقيين من المرحلة المقبلة التي يحتدم فيها الصراع، وعبروا عن مخاوفهم من أن تؤثر الصراعات على الشارع ومن خلال التفجيرات او كما قال البعض (الأحزاب المتناحرة) وأن تصل الامور الى حالة كسر العظم.

ويقول الصحافي عبد الواحد طعمة في هذا الإطار quot;الشارع العراقي لا يطلب من هو الافضل بقدر ما يطلب ان تنتهي هذه الازمة بأي شكل من الاشكال بغض النظر عن الشخص وبغض النظر عن الحزب الذي سيتسلم الكرسيquot;.

اما الدكتور عدي الشمري- استاذ جامعي، فقال: quot;بعد مخاض عسير سمعنا ان هناك امل بتشكيل حكومة عراقية، يقال اننا حطمنا الارقام القياسية في عدم تشكيل حكومة، وهذه لوحدها فضيحة، وكنت اقول ان الفائز عليه ان يكلف منذ البداية واذا لم يستطع خلال المدة المحددة فليكلف غيره، ولكننا فوجئنا بتحالفات جديدة والكتلة الاكبر والكتلة الاصغر، والكتلة الطائفية والكتلة التابعة لهذه الدولة او تلك، وادخلوا البلد والناس في حسابات غريبة، ما فائدة الانتخابات اذا كل شخص يريد ان يكون رئيسا للوزراء، اين رأي الناس واين احترامه ؟ انا لا اتفق مع مرشح تسوية، وكنت اتمنى ان يأتي اياد علاوي لانه كان متحمسا ويؤكد انه سينقل العراق من وضع الى وضع افضل، المهم.. اننا سمعنا ان المالكي صار مرشحا، طيب.. ماذا بعد، هل ستطول المدة ام سيتفق السياسيون على حب الوطن، وبصراحة ان تقلبات الاحوال تجعلنا نتشاءم من المستقبل واخشى ان تصل الامور الى كسر العظم وليس هنالك من خاسر سوى المواطنquot;.

ومن جهته قال الكاتب سامي كاظم: quot;تداخلت المواقف وتشابكت الافكار في الفترة التي اعقبت تبلور نتائج الانتخابات فيما يخص موضوع الشخصية التي تقوم او تكلف بتشكيل الحكومة، فلو استطلعت رأي الشارع العراقي ستصل ودون ادنى شك ان المواطن يطمح ان يشكل الحكومة الشخص (س) ودون الرجوع الى اصله وفصله، لكن الشيء المهم بالنسبة للمواطن انه يبحث عمن يضع في السلة عنبquot;.

وأضاف: quot;والان بعد ان وصل الامر الى ما وصل اليه واصبح الامر قريبا الى حد ما من المالكي، فأن من يستطلع الامر سيجد خلاصة ما يقال عن الرجل انه حقق بعض الانجازات على الرغم من تواضعها، ولكن ما يجب ان يشار اليه ان المالكي رأس حكومة مكونة من وزراء تتحكم فيهم احزابهم ولم يكن يمتلك امر سوى انه رئيسا للوزراء امام الناس، وتلك كانت حكومة المحاصصة الطائفية، واعتقد ان الفرصة لو تكررت له في قيادة حكومة شراكة وطنية وليست محاصصة لا وطنية فأنها ستكون الامتحان الوزاري الحقيقي له امام الشعب العراقي الذي يطمح ان يشم رائحة نفطهquot;.

اما نبراس شاكر فقال: quot;احيانا حينما انظر الى المستقبل اجده مخيفا لان اختيار اي شخص لايقتنع به الاخرون، اعتقد ان المدة التي قضاها المالكي كانت صعبة جدا على الشعب العراقي فكان دوره قويا ومتماسكا مما يدل على قوة شخصية المالكي، والطموح الذي يحمله نعتقد انه يستحق ان يفوز برئاسة ثانية ولا سيما بعد هذا الجهد والعناء الذي لاقاه من قبل بعض الاحزاب والشخصيات السياسية، مع ذلك بصراحة.. أنا كنت اتمنى ان يأتي غير المالكي لرئاسة الوزراء للحفاظ على مشاعر الاخرين وخوفا من الحرب الطائفية من قبل بعض السياسيين الذين يؤججون الطائفية عبر الاعلام، ولكنه جاء ونتمنى منه الخير لجميع العراقيين وان يقدر المواقف التي ابداها الشعب تجاههquot;.

وأشار احمد خلف الذي يعمل في احد اسواق بغداد إلى أنه quot;بعد الاشهر الطويلة من الصراع على الكراسي والضحايا الذين غدر بهم الارهاب مستغلا انشغال السياسيين بهذا الصراع، كنا نتمنى ان يأتي اي شخص ويقوم بتشكيل الحكومة، هذا يقول ان المالكي (لصق) بالكرسي، وذاك يقول انا الفائز ونحن في الوسط لا نعرف اي شيء سوى ما نسمعه في الاعلام وحيث الخدمات لاشيء، انا اريد المالكي ولكن اذا بقيت الفوضى نفسها والمدة تطول فليأت اي كان ويخلصونا، والله انا احيانا اشعر انهم يضحكون على الشعب المسكينquot;.

وقالت الطالبة زهراء مصطفى: quot;المفروض ان تقوم الحكومة حسب ما جاء في الانتخابات والكتلة الفائزة هي التي تشكل الحكومة وتنتهي المشاكل من زمان، افضل من هذه الفوضى التي استمرت اكثر من سبعة اشهر، وجعلتنا نخاف لان الناس تحكي ان الارهاب يستغل الظروف، وفعلا انا كنت خائفة حينما كنت اذهب الى الامتحانات وهو ما جعلني ارسب، امي تقول انتبهي، ابي يقول انتبهي، المدرسات يقولن انتبهي، وانا ارتجف من الخوف والسبب عدم وجود حكومة، هكذا يقالquot;. وأضافت: quot;انا من رأيي ان المالكي جرب حظه خلال السنوات الماضية والمفروض ان يسمح لغيره لكي يجرب، ولكن انا لا افهم بالسياسة ولا احب السياسيين ونريد ان نعيش عيشة كريمة فقطquot;.

اما رجل الدين احمد الساعدي فقال: quot;نحن مع من يخدم العراق ويجنب الناس من ويلات الفقر والجوع والارهاب، لايهمنا المالكي ولا علاوي ولا غيرهما من السياسيين، ولا نريد ان يتصارعوا بدون ان يلتفتوا الى الشعب وما يعانيه، الاحاديث تكثر والسفر يزدهر والبرلمان معطل وسبعة اشهر ولا نعرف متى تتحسن احوال الكهرباء ولا متى اوضاع الخدمات تصبح افضل، والبطالة اصبحت خطرا كبيرا، انا اسمع من الناس كلام كثير، انهم خائفون فأقول لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم، انت تسألني عن رئاسة الوزراء وانا قلبي مع الناس الذين يريدون ان يؤدوا مصالحهم، انا مع من يتقي الله في هؤلاء المساكين، في هؤلاء المحرومين من ابسط متطلبات الحياة، لماذا انتخبنا ولماذا ضحينا بالكثير ومن اجل من ؟ فليأت من يأت ومن اية طائفة والمهم ان يعمر البلاد وينقذ العبادquot;.