رأى أحد المختصين في علم الاجتماع أن متغيرات العصر الثقافية وتطور وسائل الإعلام، أسهمت بشكل كبير في نشوء ظاهرة تأخر الفتيات في السعودية عن الزواج، بينما رأت متخصصة أن السبب في تأخر الفتيات عن الزواج لا يعدو كونه مجرد تحقيق لذات الأنثى التي تطمح للشهادة والوظيفة.


ما بين عنوسة الفتيات وتأخرهن عن الزواج تتشكل إثارة جدلية داخل المجتمع السعودي الذي كانت فيه الأنثى في وقت مضى طموحها العالي هو الزواج وتكوين الأسرة. فاليوم تتبدل الأحوال وتتغير بفعل عوامل عدة جعلت الفتاة تتجه كثيرا لتحقيق ذاتها والبحث عن العمل وقبله الشهادة.

وفي استطلاع لـ إيلافquot; عن أسباب تأخير الفتيات عن الزواج، قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور سليمان العقيل إن كثيرا من التغيرات على المجتمع السعودي، جعلت الفتيات يتكلمن بهذا الصوت، نافياً في الوقت ذاته أن يكون هذا رأي كل الفتيات السعوديات.

وأضاف أن هناك أيضا فتيات يبحثن عن تحقيق الذات من خلال الشهادة والوظيفة كما ان هناك من يبحثن عن تحقيق ذواتهن من خلال الزواج وإنجاب الأبناء. وأوضح العقيل خلال حديثه quot;لإيلافquot; أن هناك توجيها إعلاميا في قضايا عدة للمرأة أبرزها الشهادة والوظيفة؛ إضافة إلى مبدأ اختيار الزوج الذي يجعل الفتاة هي من تبحث عن شريك حياتها وفق مواصفاتها، مشيراً الى أن هذا التوجه لغالبية الفتيات كانت المتغيرات الثقافية والإعلامية صاحبة الريادة فيه.

ورأى العقيل أن الخطورة تكمن بعد فترة من الزمن حينما يصطدمن بواقع أليم، يبدأن بعده في رحلة البحث عن زوج مناسب وتصبح أحلامهن مرتكزة على بحثهن عن الزوج. مضيفا أن هنالك من الفتيات من تخطين الثلاثين ولا زلن يبحثن عن زوج مناسب، مشيرا إلى أن الفتاة في داخلها لا تجد حرجا في الزواج من أي رجل بفعل ضغوطات اجتماعية من أقاربها وصديقاتها.

بدورها، ترى الأخصائية الاجتماعية منال الدوسري في تصريح لـquot;ايلافquot; أن المشكلة لا تختص بالفتيات وحدهن بل أن القضية متعلقة بالذكور أيضا؛ مشيرة إلى هناك أيضا تأخيرا للزواج من قبل الشباب بسبب البطالة أو الوظيفة ذات الأجور المتدنية.

وتشير الدوسرى إلى أن الفتاة ربما تنجح في تحقيق ذاتها والحصول على وظيفة بينما الشاب يجد صعوبة في الحصول على وظيفة وبهذا يصدم بمعوقات في سبيل تحقيق الزواج، مضيفة أن المجتمع يرفض أن يتزوج الشاب من فتاة من عمره أو تكبره بعام أو عامين.

وفي استطلاع للرأي أجرته quot;إيلافquot; مع مجموعة من الفتيات والشبان قالت quot;ريمquot; وهي طالبة جامعية إن الظروف الحياتية اليومية تستدعي التسلح بالشهادة والوظيفة، وتضيف أن عدد حالات الطلاق التي يعيشها المجتمع جعلتها تتساءل عن مصيرها في حال وقع الطلاق ولم تكن تحمل شهادة.

اما quot;سارةquot; التي تزوجت بعد ان اتمت للمرحلة الثانوية قالت quot;لـ إيلافquot; إنها واجهت انتقادات كبيرة من صديقاتها اللواتي انتقدنها على سرعة زواجها، مضيفة أنها حريصة الآن على مواصلة تعليمها الجامعي رغم ظروفها العائلية الجديدة.

ويذكر quot;ياسرquot; وعمره (32) عاما بأنه تقدم لعدة فتيات منهن من شارفن على التخرج من الثانوية وأخريات يدرسن في المرحلة الجامعية ألا أنهن رفضنه بسبب فارق العمر ، بينما بعضهن أوضحت أسرهن بأنهن مشغولات بالدراسة ولا يفكرن في الزواج في الوقت الحالي، مشيرا الى أنه لا يزال يبحث وأن أصدقاءه نصحوه بالابتعاد عن فكرة الزواج من حديثات السن والتفكير بالزواج من فتاة موظفة من عمره.