اكد الرئيس الاميركي دعمه لحصول الهند على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي وفق خطاب لاوباما نشره البيت الابيض.
نيودلهي: اعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما الاثنين عن دعمه حصول الهند على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي، وذلك بحسب خطاب من المقرر ان يلقيه امام البرلمان في نيودلهي الاثنين ونشر البيت الابيض نصه مسبقا.
كما رحب الرئيس الاميركي باراك اوباما بالعلاقات الوثيقة مع الهند معتبرا انها quot;قوة عالميةquot; وحليف طبيعي على الساحة الدولية، لكنه تطرق بحذر الى مسألة كشمير الشائكة التي تشكل موضع نزاع مع باكستان المجاورة.
وقد نظم استقبال للرئيس الاميركي مع كل التشريفات الاثنين في نيودلهي للمحطة الاخيرة من زيارته الى الهند التي بدأها السبت في بومباي حيث اكد ان البلدين quot;متحدانquot; في محاربة الارهاب واعلن اتفاقات تجارية مع الهند بقيمة عشرة مليارات دولار من شانها ان توفر خمسين الف وظيفة جديدة للاميركيين.
واعتبر اوباما ان مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان غالبا ما تم تجاهلها في العالم مما ادى الى نشوب نزاعات وسؤ تفاهم بين الامم.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ quot;بالنسبة لبلدينا فان العمل معا لترويج هذه المبادىء في منتديات دولية يمكن ان يكون له (وقع) قوي وهامquot;.
وقبيل ذلك اعتبر ان شراكتهما ستكون quot;من اكبر شراكات القرن الحادي والعشرينquot; وتحدث عن مسؤولية مشتركة بين quot;اكبر ديمقراطيتين في العالمquot; من اجل ارساء quot;السلام والاستقرار والازدهار ليس فقط بالنسبة لبلدينا بل وايضا بالنسبة للعالم اجمعquot;.
وقال اوباما امام الصحافيين بعد ان استعرض حرس الشرف اثناء حفل استقبال اقيم في القصر الرئاسي، ان quot;الهند ليست مجرد دولة ناشئة انما هي الان قوة عالميةquot;.
من جهته اعلن رئيس الوزراء الهندي الذي تربطه علاقة صداقة مع اوباما، ان الهند والولايات المتحدة ستعملان quot;كشريكين متساويينquot; لتشجيع السلام والاستقرار في العالم، مؤكدا ان الهند quot;لا تسرقquot; الوظائف الاميركية حين يتم نقل انشطة اقتصادية الى الهند معتبرا ان ذلك شجع تطور الصناعة الاميركية.
ويعتبر خبراء في السياسة الخارجية ان واشنطن تدعم الهند في المجال الاقتصادي والدبلوماسي بصفتها ثقل موازن للصين التي يترسخ موقعها اكثر فاكثر.
ويعود الثناء الاميركي ايضا الى واقع ان نمو الاقتصاد الهندي يأتي في ظرف تطال فيه الازمة المالية العالمية الدول الغربية بقسوة.
والعلاقات بين نيودلهي وواشنطن التي تميزت بانعدام الثقة والعداوة احيانا ابان الحرب الباردة، شهدت بداية انتعاش في عهد الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون ثم تحفيزا في عهد خلفه جورج بوش.
واعلن اوباما انه سيرد امام البرلمان في وقت لاحق على طلب اساسي للهند في اطار الشراكة الاستراتيجية الجديدة، يتعلق بتطلعاتها للحصول على مقعد دائم في مجلس الامن الدولي.
وفي مباحثات الاثنين ينتظر القادة الهنود معرفة موقف اوباما من تطلعات القوة الاقتصادية الثالثة في اسيا الى تولي هذا المقعد.
الى ذلك ونظرا الى الدعم التي تمنحه واشنطن لباكستان في الحرب على الارهاب، اضطر اوباما للرد على سؤال حول منطقة كشمير المقسمة بين الهند وباكستان والتي يطالب هذا البلدان الجاران المتنازعان في آسيا بالسيادة عليها.
وقد خاض البلدان ثلاث حروب منذ استقلالهما في 1947 بسبب كشمير التي تشهد في شطرها الهندي تمردا اسلاميا منذ 1989. لكن نيودلهي ترفض بشدة اي تدخل خارجي في هذا الملف.
وقال اوباما في هذا الصدد quot;اعتقد ان لباكستان والهند مصلحة في خفض حدة التوتر بين البلدينquot;.
لكنه اضاف quot;الولايات المتحدة لا يمكنها ان تفرض حلا في هذه المشاكلquot;.
يبقى ان تصريحات اوباما اليوم الاثنين سينظر اليها بانتباه شديد في آسيا وخصوصا في الصين التي ستزن ما تنطوي عليه من مضامين جيو-سياسية قبل المحادثات التي سيجريها الرئيس الاميركي مع نظيره الصيني هو جينتاو في سيول هذا الاسبوع.
التعليقات