يتعاطى أكثر من مليون بريطاني المخدرات بشكل منتظم، وهو ما يجعل المملكة المتحدة أكبر سوق للمخدرات في أوروبا، كما كشف عن ذلك تقرير صادر عن الأمم المتحدة وخلص ذات التقرير إلى أنّ بريطانيا تتضمّن ثاني أعلى معدل انتشار لاستخدام الكوكايين.


لندن: كشف تقرير مثير صادر عن الأمم المتحدة النقاب عن أن بريطانيا قد تحولت إلى عاصمة للكوكايين في القارة الأوروبية.

وتبين ndash; بحسب ما ورد في التقرير الذي سلطت عليه الضوء اليوم الصحافة البريطانية ndash; أن أكثر من مليون بريطاني يستخدمون المخدرات بانتظام، وهو ما يجعل المملكة المتحدة أكبر سوق للمخدرات في أوروبا.

وقالت صحيفة quot;ذا صنquot; البريطانية في تقرير لها اليوم إن أسعار الكوكايين قد انخفضت بصورة حادة على مدار الـ 20 عاماً المنقضية، رغم أن الأسعار قد عاودت الارتفاع في آخر عامين.

وفي الوقت الذي كان يُقدَّر فيه سعر الكوكايين عام 1990 بـ 131 دولارا للغرام في شوارع بريطانيا، إلا أنه بلغ 91 دولارا فقط بحلول عام 2007.

ولفتت الصحيفة في الإطار ذاته إلى أن جودة المخدرات قد تراجعت أيضاً بعد أن بدأ يعمل التجار على تمييعها مع مواد كيميائية أخرى لكسب المزيد من الأموال.

ويحظى ثلث الكوكايين المُتَحَفَظ عليه الآن في المملكة المتحدة بدرجة نقاء تقل نسبتها عن 9 %.

وورد في التقرير كذلك:quot; وهكذا تستمر المملكة المتحدة لأن تكون أكبر سوق للكوكايين في أوروبا، من حيث الأرقام المطلقة، في الوقت الذي وُجِد فيها ثاني أعلى معدل انتشار لاستخدام الكوكايينquot;.

كما كشف تقرير الأمم المتحدة، الذي أعدّه مكتبها المعني بالمخدرات والجريمة، عن أن بريطانيا تعتبر واحدة من أكبر الأسواق الأوروبية لمجموعة من المواد المخدرة الأخرى. واتضح، بحسب ما ورد في التقرير، أن هناك 434 ألف مستخدم للهيرويين في المملكة المتحدة، وهو أكبر رقم في أوروبا.

ووجد التقرير أيضاً أن واحداً من كل عشرين تلميذاً بريطانياً تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 16 عاماً، قد حاولوا تجربة الكوكايين مرة واحدة على الأقل.

كما تبين أن ثلاثة أفراد تقريباً من أصل عشرة قد استخدموا القنب مرة واحدة على الأقل، في حين حاول 4 % الوصول إلى الإحساس بالنشوة. وحول تلك الكشوفات الصادمة التي فجرها تقرير الأمم المتحدة، قال كريس جرايلينج، وزير الداخلية في حكومة الظل :quot;هذه لقطة محزنة بالفعل لمشكلة المخدرات في المملكة المتحدة، وتأكيد على مدى افتقاد الإستراتيجية التي تنتهجها الحكومة للفاعلية في التعامل مع مشكلة المخدراتquot;.

وفي غضون ذلك، كشفت وكالة العقاقير التابعة للاتحاد الأوروبي عن تزايد انتشار المخدرات من الفئة ( أ ) في كلٍ من إنكلترا وويلز عن أي مكان آخر في القارة العجوز، بالإضافة إلى ارتفاع معدل استخدام المخدرات هناك بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 34 عاماً عن معدل الاستخدام في الولايات المتحدة الأميركية.

وأفادت الوكالة كذلك بأن نحو 6.2 % من الفئة العمرية الآنف ذكرها قد تعاطت الكوكايين خلال العام الماضي، مقارنةً بنسبة 4.5 % تم تسجيلها في أميركا ونسبة تُقدر في المتوسط بـ 2.3 % داخل القارة الأوروبية.

واستناداً كذلك إلى ما ورد في التقرير السنوي للمركز الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان، فإن واحداً تقريباً من كل 10 أشخاص في انكلترا وويلز سبق لهم أن تعاطوا المخدرات في مرحلة ما من حياتهم.

وقد حذرت الوكالة أيضاً من أن كثيرا من الأشخاص مازالوا ينظرون إلى الكوكايين على أنه عقار ترفيهي غير مؤذ، رغم أن حالات الوفاة في المملكة المتحدة قد تضاعفت إلى 325 في عام 2008، مقارنةً بـ 161 حالة وفاة تم تسجيلها قبل خمسة أعوام.

ونقلت في هذا الشأن صحيفة التلغراف البريطانية عن فولفغانغ غوتس، مدير المركز الأوروبي لمراقبة المخدرات والإدمان، قوله :quot; مازال ينظر كثير من الأوروبيين إلى استخدام الكوكايين على أنه مرافقة غير مؤذية نسبياً لأسلوب الحياة الناجح. لكننا نرى تدريجياً أنه في الوقت الذي يتزايد فيه استهلاك الكوكايين، فإن تأثيره يزداد أيضاً على الصحة العامةquot;.

وأشار التقرير كذلك إلى أن تجار المخدرات أصبحوا أكثر تطوراً في الطريقة التي يجلبون من خلالها الكوكايين إلى أوروبا.