ستوكهولم: تظاهر الاف الاشخاص الاحد في ستوكهولم تضامنا مع مسيحيي العراق الذين استهدفتهم في الايام الماضية سلسلة هجمات دموية. ورفع المتظاهرون الذين تراوح عددهم بين ثلاثة الاف بحسب الشرطة وستة الاف بحسب الاتحاد السرياني الاوروبي الذي نظم المسيرة، صورا لعشرات الضحايا المسيحيين الذين سقطوا في هذه الاعتداءات في بغداد، ولافتات كتب عليها quot;لا ترسلوا المسيحيين الى حتفهمquot; وquot;لنقف في وجه ابادة مسيحيي العراقquot; وquot;بان كي مون اين انت؟quot; وquot;احموا المسيحيين من الارهاب الاسلاميquot;.

وقالت ايزلا اوسغور المسؤولة في الاتحاد السرياني الاوروبي وهي سويدية من اصل تركي quot;نريد ان تتخذ الامم المتحدة قرارا بانشاء منطقة حكم ذاتي في العراق لشعبناquot;. وقتل 46 مسيحيا بينهم كاهنان اضافة الى سبعة من عناصر الامن، في هجوم نفذته مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في 31 تشرين الاول/اكتوبر اثناء القداس في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في وسط بغداد في اعنف اعتداء يطال مسيحيي العراق.

وبعدها بعشرة ايام، قتل ستة مسيحيين واصيب 33 اخرون بجروح الاربعاء في بغداد في سلسلة جديدة من الاعتداءات ضد مسيحيي العاصمة العراقية ما اثار الذعر في اوساطهم ودفع بالعديد منهم الى التفكير في الفرار من البلاد التي يعيشون فيها منذ اكثر من الفي عام.

وندد كمونة رضا (57 عاما) المقيم في ستوكهولم منذ 31 عاما حين هرب من نظام صدام حسين، بquot;عصابة القاعدة ذاتهاquot; التي قتلت شقيقه الشاب في العراق مثلما قتلت المسيحيين. وقال هذا الرجل المسلم الذي انضم الى التظاهرة تضامنا مع المسيحيين quot;اريد ان ترد الحكومة العراقية بقوة على هؤلاء الارهابيينquot;.

وتظاهر صلاح كاهيل (46 عاما) الذي فقد احد اقربائه في الاعتداء على كنيسة سيدة النجاة، الى جانب شقيقته ووالديه الذين ينتظرون الحصول على حق اللجوء في السويد. وقال quot;الوضع مضطرب للغاية في العراق، وجئت الى هنا لاقول لسلطات الهجرة السويدية ان تدع عائلتي تقيم هناquot;.

والسويد هي دولة الاستقبال الرئيسية للاجئين العراقيين في اوروبا وهي تؤوي حوالى 170 الف عراقي بحسب ارقام من السفارة العراقية في ستوكهولم اوردتها الصحافة. وانخفض عدد المسيحيين في عموم العراق من 800 الف في 2003 الى حوالي 450 الفا في الوقت الحالي، في حين تراجع عددهم في بغداد من 450 الفا في 2003 الى 150 الفا اليوم، وذلك بسبب فرارهم باعداد كبيرة الى الدول المجاورة واوروبا واميركا الشمالية واستراليا.