لا تزال كلمة السفير البريطاني السابق في إسرائيل طي الكتمان حتى بعد مرور 30 سنة على كتابتها.


كان من التقاليد المتعارف عليها في الدبلوماسية البريطانية أن السفراء الذين يغادرون بعد انتهاء مهام عملهم يبوحون بكل شيء في تقاريرهم الوداعية الى لندن. ولكن كلمة الوداع التي ضمَّنها سفير بريطانيا السابق في إسرائيل جون روبنسون انطباعاته عن الدولة العبرية ما زالت تعتبر حساسة بحيث لا يمكن نشرها حتى بعد مرور 30 عاما على كتابتها.

وعندما قدمت صحيفة quot;ذي جويش كرونكلquot; طلبا للاطلاع على ما كتبه روبنسون بموجب قانون حرية المعلومات رُفض طلب الصحيفة اليهودية. ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية قوله ان كلمة السفير quot;ما زالت حساسة. وفي تقديرنا ان عدم نشر هذه المادة تحديدا في المجال العام والحفاظ على علاقاتنا مع الدولة المعنية يخدم المصلحة العامة على نحو أفضلquot;، بحسب الناطق.

ويُعتقد ان روبنسون الذي توفي عام 1998 كان متعاطفا مع العرب. وقدم استقالته بعد نحو عام فقط على تعيينه سفيرا في إسرائيل. حتى أشد الكلمات الوداعية إثارة وكشفا وجدت طريقها الى النشر في السابق رغم تصنيفها في عداد الوثائق السرية.

وعلى سبيل المثال ان روجر بنسينت سفير بريطانيا في ماناغوا كتب بعد انتهاء مهام عمله في عام 1967 ان المواطن النيكاراغوي الاعتيادي quot;من اكثر الاميركيين اللاتينيين فسادا وعنفا وسكراquot;. وشعر السر انطوني رمبولد سفير بريطانيا في تايلاند حتى عام 1967 انه يتعامل مع بلد من الجهلة المهووسين جنسيا. واعتبر السفير البريطاني في كندا حتى عام 1984 لورد موران ان أي كندي حتى quot;إذا كان يجيد ما يفعله بدرجة معتدلة يصبح شخصية مرموقةquot;.

وانتهى هذا التقليد منذ اربع سنوات عندما اغتنم سفير بريطانيا في روما السر آيفور روبرتس مناسبة كلمته الوداعية لانتقاد وزارة الخارجية البريطانية نفسها انتقادا لاذعا بقوله ان الوزارة محاصرة بمستشارين اداريين وان هناك الكثير من اللغو الذي لا معنى له.