أوضح العائد من أحضان تنظيم القاعدة، القائد الميداني السابق محمد العوفي أن قادة التنظيم يتواصلون ويتعاونون مع استخبارات دولية تخطط لاستهداف السعودية، مشيرا إلى أن غالبية العناصر القتالية تتراوح أعمارها مابين العشرين والثلاثين. موجها الدعوة لزملائه السابقين بالتراجع والعدول عن أفكارهم الإرهابية والتخريبية.


بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الداخلية السعودية القبض على 149 شخصا لهم صلة بتنظيم القاعدة، بث التلفزيون السعودي يوم الثلاثاء لقاء مع العائد من صفوف التنظيم ومن قيادة العمليات القتالية بها محمد العوفي.

وروى العوفي خلال اللقاء أيامه quot;القاعديةquot;، إبان مرحلة انضمامه الأخيرة للتنظيم في اليمن، قبل أن يتراجع في شباط/فبراير من العام 2009 ويسلم نفسه للجهات الأمنية السعودية.

وأوضح العوفي أن التنظيم يتعاون استخباراتيا مع العديد من الدول التي تخطط للإضرار باقتصاد السعودية وأمنها، مشيرًا إلى أن الحماس الديني والجهادي سبب في إلتحاق الشباب بالتنظيم، الذي يستغلهم لتسيير أهدافه الإجرامية.

وأشار المتراجع quot;أبا الحارثquot; وهو اللقب الحركي له أثناء وجوده في اليمن، أن الشباب المنظمين للتنظيم يكونون بمعزل عن التواصل مع قادة quot;القاعدةquot;، وأنهم ليسوا سوى تابعين لقيادة غير معروفة، معتبرا أن التنظيم يجعل السعودي فقط في الواجهة كضربة إعلامية وكصفقة للحكام ضد الحكام.

وكان quot;العائدquot; العوفي تسلل برفقة عدد من العائدين من معتقل غوانتنامو إلى اليمن، عقب إلتحاقهم بمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، معلنين انضمامهم إلى صفوف quot;القاعدةquot; في اليمن. قبل عودة محمد العوفي وتراجعه.

وتعد قضية تنظيم القاعدة على مستوى العالم قضية كبرى تشغل أجهزة الإستخبارات والأجهزة الأمنية المختلفة، خصوصا أن التنظيم جدد نشاطه مؤخرا؛ من خلال دعوته لإستغلال النساء في التنظيم داخل الأوساط السعودية. وذلك بالرغم من تراجع العديد من مجندي الصف الثالث كان آخرهم المطلوبين جابر الفيفي، وبدر الشهري، اللذين سلما نفسيهما للسلطات الأمنية خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وكان المشرف على كرسي الأمير نايف للأمن الفكري في جامعة الملك سعودي الدكتور خالد الدريس ذكر خلال حديث quot;لـ إيلافquot; أن الزمن ساعد البعض من المنتمين للقاعدة على انكشاف الحقائق، كون أن التجربة اليوم مضت عليها سنوات والنتيجة كانت كارثية بالنظر للغايات والأهداف التي آمنوا بها، معتبرا أن كل ذلك يضعف معنوياتهم ويحرضهم على مراجعة مواقفهم، موضحا أن quot;القاعدة أيدلوجية عبثية عدمية لا تملك مشروعاً حقيقياً إلا الإنتحار والخسارةquot;.

وكان من بين آخر أخبار القاعدة، يوم الجمعة السادس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر، بعد إعلان وزارة الداخلية السعودية على لسان متحدثها الأمني اللواء منصور التركي، بأنه خلال الأشهر الثمانية الماضية تم إيقاف ما مجموعه مئة وتسعة وأربعون ممن لهم علاقة بالأنشطة الضالة وقد بلغ عدد السعوديين من بينهم مئة وأربعة وعشرون والبقية وعددهم خمسة وعشرون من جنسيات مختلفة.

وقال التركي في بيانه إن أنشطة المتورطين توزعت على ما مجموعه تسع عشرة خلية، في عدد من مناطق المملكة معظمها في بداية التكوين ولها ارتباطاتها الخارجية وروابطها الفكرية التكفيرية، حيث جَند أعضاؤها أنفسهم لنشر الفكر التكفيري المنحرف، وجمع الأموال لدعم التنظيم الضال في الداخل والخارج حيث ضبط في مواقع لهم على مبالغ نقدية مقدارها أكثر من مليونين ومئتي ألف ريال، بالإضافة إلى قيامهم بتسهيل سفر المغرر بهم إلى المناطق المضطربة ومحاولة تنفيذ مخططات إجرامية تهدف إلى نشر الفوضى والإخلال بالأمن.