هرعت تركيا ومصر والاردن ودول اخرى الى مساعدة اسرائيلفي اخماد الحرائق الهائلة التي نشبت في احد الاحراش بمنطقة الكرمل، وجاءت المساعدات العربية والدولية بعد استغاثةرئيس الوزراء نتانياهو ووزير دفاعه بالعالم، سيما بعد عجز اجهزة الاطفاء الاسرائيلية التعاطي مع الكارثة.


تل ابيب: قطع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو جدول اعماله الاعتيادي، وقام بزيارة موقع الحريق الذي شب ظهر الخميس في احراش بمنطقة الكرمل، ونقلت صحيفة يديعوت احرونوت عن رئيس الوزراء الاسرائيلي قوله: quot;انها كارثة بكل المقاييس، لا سياسة، لا قضايا اخرى، سأخصص كل وقت للتعاطي مع كارثة لم تتعرض لها اسرائيل منذ قيامها عام 1948quot;.

وقال ضابط من قوات الانقاذ التي اقتحمت الحريق في محاولة يائسة لاخلاء الجرحى والضحايا: quot;ان الكارثة اكبر من الوصف، ان ماحدث في منطقة الكرمل، لا يقل ضراوة عن عملية quot;الرصاص المصبوبquot; العسكرية، التي قام بها الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزةquot;.

تفحم الحافلة

ومن جانبه قال نائب مدير مستشفى حيفا المتاخم لموقع الحريق quot;الدار بركوفيتشquot;: quot;وصل المستشفى عصر الخميس 4 حالات مصابة قدرت جميعها بالخطيرة، وكانت تلك الحالات من الحراس الاربعين الذين كانوا على متن حافلة هرعت الى مكان الحريق لاخلاء سجناء في معتقل quot;دامونquot;، الا انه عند دخول الحافلة بشكل غير محسوب بين السنة اللهب، اشتعلت بها النيران مما ادى الى تفحمها تماماًquot;.

وتتواجد في موقع الحريق اعداد بالغة من سيارات الاطفاء وقوات الانقاذ، فضلاً عن عناصر من مصلحة السجون الاسرائيلية، واشار العميد quot;شيمون رمحquot; احد القيادات البارزة في وحدات الاطفاء الاسرائيلية: quot;ان عدداً من عناصر الاطفاء تعرض للاصابة خلال محاولته اخماد الحريق الهائلquot;. واضاف: quot;السنة النيران طالت عدة مواقع ونحن نحاول السيطرة عليها ولكن دون جدوى، مما يجعلنا عاجزين عن تحديد موعد اخماد الحريق، فالامر يتطلب ساعات طويلةquot;.

ووفقاً لمعطيات الاجهزة الامنية في تل ابيب، وما نقلته صحيفة هاآرتس العبرية، اعلنت الطواقم الطبية في الجيش الاسرائيلي حالة الاستنفار القصوى في محاولة للتعاطي مع الازمة بالغة الخطورة، وعززت الطواقم التي يدور الحديث عنها من تواجد الاجهزة الطبية وخزانات مياه لغرض الاطفاء، كما تلقي سلاح الجو الاسرائيلي اوامراً بوضع عدد من المروحيات تحت إمرة اجهزة الاطفاء.

اخلاء 30 اسرة

وكانت الاجهزة المعنية الاسرائيلية قد اخلت ما يربو على 30 اسرة من الاماكن المحيطة بالكرمل quot;مركز الحريقquot;، وتركزت عمليات الاخلاء في منطقة quot;عوسفياهquot;، اكثر الاماكن القريبة من موقع الحريق. وقال quot;يونا ياهفquot; رئيس مدينة حيفا، التي تقع منطقة الكرمل ضمن اطارها: quot;ان هذا الحريق هو الافظع من نوعه في تاريخ اسرائيل، حيث وصل وصلت السنة اللهب الى قمم عاليةquot;. ويسود الاعتقاد بأن الحريق نجم عن اشتعال النار بسبب عمليات رفع القمامة التي تقوم بها احدى شركات النظافة الخاصة بالقرب من منطقة quot;عوسفياهquot;.

الجدير بالذكر ان مصلحة السجون كانت قد جهزت عدداً من الاقفاص الحديدية لاخلاء المعتقلين في سجن دامون، كما اخلوا ايضا كلاب حراسة المعتقل، وقال ميخائيل حلفون احد القيادات البارزة في مصلحة السجون الاسرائيلية: quot;تم اخلاء 150 معتقل من سجن دامون الى معتقلات اخرى على ساحل منطقة الكرمل المتاخم لمنطقة عتليت.

وقال شهود عيان تابعوا الحريق الهائل: quot;اعتقدنا في بداية الامر ان السنة النيران نجمت عن انفجار قنبلة نووية، نظراً للقوة الهائلة التي انطلقت بها النيران، غير انه تبين انها جاءت نتيجة لاعمال رفع القمامة المتواجدة بكثافة في المكان، ويبدو ان اخماد الحرائق سيتطلب وقتاً طويلاً، لان الانشطة التي تقوم بها الاجهزة المعنية لم تفلح منذ ظهيرة الخميس وحتى دخول الليل في السيطرة على الكارثةquot;.

مروحياتتركية ومصرية

وفي تطور سريع للتعاطي مع طلب نتانياهو المساعدة من الخارج، عرضت مصر وتركيا مساعدتهما في محاولة لاخماد الحريق الهائل، وقالت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، انه على الرغم من دور وثائق ويكيليكس الذي ربما ادى الى توتر في العلاقات بين دول العالم، الا ان ذلك لم يؤثر على العلاقة بين الدولة العبرية وجيرانها، إذ عرضت حكومتي القاهرة وانقرة تقديم المساعدة في اخماد الحراق التي شبت ظهر الخميس في احراش بمنطقة الكرمل واودت بحياة 41 شخصاً على الاقل، واضافت الصحيفة في تقرير موسع على صدر صفحتها الاولى: quot;عرضت مصر وتركيا ارسال مروحيات اطفاء لاسرائيل في محاولة لمساعدتها على اخماد الحريقquot;.

وبالاضافة الى مصر وتركيا تعتزم اليونان ارسال مروحيات وطائرة خاصة من طراز quot;هيركولسquot;، كما انه من المقرر ان تصل من روسيا وبريطانيا 3 طائرات، وستستقبل اسرائيل ايضا طائرتين لكل دولة من تركيا وكرواتيا وفرنسا واذربيجان واسبانيا. وتقول دوائر رسمية في اسرائيل ان الاردن وبلغاريا عرضتا ايضا ارسال طواقم اطفاء، واعلنت ايطاليا هى الاخرى تعاطيها مع الكارثة الاسرائيلية، مشيرة الى انها تعتزم تقديم مساعدات للدولة العبرية في هذا الصدد. ويجري رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي عوزي اراد تنسيقاً مع دول العالم التي هرعت لمساعدة اسرائيل الى جانب التنسيق مع الخارجية الاسرائيلية.

الى ذلك اجرت وزارة الدفاع الاسرائيلية اتصالات سريعة بإحدي شركات الاطفاء الفرنسية، وتم الاتفاق معها على تزويد اسرائيل خلال ساعات بـ 60 طن من مواد الاطفاء في محاولة لاخماد الحريق الهائل، وقد اجرى وزير الدفاع ايهود باراك اتصالات الخميس مع نظرائه في فرنسا وايطاليا واليونان وطلب منهم المساعدة سواءاً كانت مواد اطفاء او مروحيات، وقامت هيئة العمليات التابعة لوزارة الدفاع الاسرائيلية بالتعاطي الفوري مع الأزمة، إذ اقلعت طائرتان اسرائيليتان من طراز هيركولس في طريقهما الى فرنسا للحصول على مواد الاطفاء باقصى سرعة ممكنة.