رحبت دول مجلس التعاون الخليجي بالجهود الدولية القائمة لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية والدبلوماسية داعية إلى إنشاء قوة خليجية للتدخل السريع.


الرياض: أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الحادية والثلاثين التي استضافتها أبوظبي على مدى يومين والتي حصلت quot;ايلافquot; على بعض التسريبات منه أن قادة الخليج رحبوا بـ quot;الجهود الدولية القائمة لحل أزمة الملف النووي الإيراني بالطرق السلمية والدبلوماسية، ودعوة كافة الأطراف المعنية إلى تسوية سياسية تبدد المخاوف والشكوك حول طبيعة هذا الملف وتحقق أمن واستقرار المنطقة وتكفل حق دول المنطقة في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار الاتفاقية الدولية ذات الصلة، ووفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحت إشرافها وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة دون استثناء بما فيها إسرائيلquot;.

وتشير التسريبات إلى quot;ضرورة إبداء حسن النوايا تجاه إيران، مع مضي دول المجلس قدما في برامج الطاقة النووية السلمية، للاستخدام السلمي التي ستشكل تحديا للمنطقة خلال السنوات المقبلة، مع استخدام كافة وسائل الضغط السلمية لإخلاء منطقة الخليج من أسلحة الدمار الشامل حفظا للأجيال القادمةquot;.

كما سيجدد البيان الختامي التأكيد على الهوية العربية للجزر الإماراتية الثلاث التي تحتلها إيران (طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى)، ومطالبة إيران بالتخلي عنها بالوسائل السلمية، واستخدام وسائل الضغط الممكنة، واللجوء إلى محكمة العدل الدولية، مع التأكيد على علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية وحل النزاعات بالطرق السلمية ودعم القضايا العربية والإسلامية والدول الصديقة.

كما يتوقع أن يتضمن البيان الختامي إشارة إلى قضية إنشاء قوة خليجية للتدخل السريع وقت الحاجة وهو مقترح كانت قد تقدمت به مملكة البحرين. وفي الشأن الفلسطيني، فان البيان يؤكد إدانة واستنكار مجلس التعاون للاعتداءات الوحشية التي تمارسها القوات الإسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وقيامها بقتل الأبرياء وترويع المدنيين من النساء والأطفال.

كما يدعو الأسرة الدولية ومجلس الأمن خاصة الولايات المتحدة الأميركية إلى تحمل مسئولياتها الكاملة، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ التدابير اللازمة لحماية الشعب الفلسطيني، مع التنديد بسياسات التهويد التي تقوم بها السلطات الإسرائيلية في القدس الشرقية وتغيير معالمها الديمغرافية وأبدى استياءه من أعمال الهدم التي تقوم بها اسرائيل في محيط المسجد الأقصى.

ودعا البيان المجتمع الدولي ومنظمة اليونسكو للتدخل الحازم لمنع مثل هذه الممارسات التي تستهدف الأماكن المقدسة ما يشكل استفزازا واستهتارا بمشاعر المسلمين.

وفيما يخص الشأن اللبناني، فان البيان الختامي للقمة يشيد بالموقف السوري تجاه لبنان، داعيا إلى الاستقرار الداخلي في لبنان والتضامن معه في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، إضافة إلى دعم المحكمة الدولية للكشف عن قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

أما في الشأن السوداني، فيدعو البيان إلى استقرار ووحدة السودان باعتباره دعما للأمة العربية، مع ترقب ما سيصدر عنه قرار استفتاء فصل الجنوب، وما سينتج عن ذلك من تغيير سياسي وديموجرافي. ويؤكد البيان على أن دارفور جزء من السودان الواحد الموحد وان قضية دارفور قضية سياسية لا يمكن حلها إلا بالحوار الجاد بين أبناء الوطن الواحد، معربا عن أمله في الوصول لسلام عادل ومستدام في دارفور.

وفيما يخص الشأن الاقتصادي الخليجي، فان البيان يشدد على ضرورة المضي قدما في تحقيق التكامل الاقتصادي بين دول الخليج، وصولا إلى الوحدة الكاملة، مع التأكيد على تطبيق المساواة التامة في المعاملة بين مواطني دول المجلس في مجال تملك وتداول الأسهم وتأسيس الشركات وإزالة القيود التي قد تمنع ذلك.

وسيتضمن البيان الختامي تأييدا لإنشاء صندوق مالي في البحرين لضمان استثمارات دول الخليج، والمضي قدما في دعم الوحدة النقدية وإعلانها في منتصف العام المقبل. وفي مجال الطاقة، تم إعداد إستراتيجية بترولية انطلاقا من السمات المشتركة لدول مجلس التعاون، واستنادا على الأسس التي قام عليها المجلس التي اشتملت على تحقيق التنسيق والتكامل والترابط في جميع المجالات.

وفي الشأن الأمني، يؤكد البيان على ضرورة التعاون العسكري في مختلف المجالات، وإقرار الاستراتيجية الدفاعية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وتطوير قدرات قوات درع الجزيرة المشتركة والمشاريع العسكرية المشتركة. كما يؤكد البيان على أهمية تعزيز التعاون بين دوله في مكافحة تهريب الأسلحة إلى دول المجلس، وتدارس المجلس مسيرة التنسيق والتعاون الأمني، وتكثيف تبادل المعلومات بين مختلف الأجهزة الأمنية في الدول الست.