اعلنت19 دولة مقاطعتها حفل تسليم جائزة quot;نوبل للسلامquot; للمنشق الصيني ليو زياوباو.


بكين: في خطوة تظهر بجلاء أن نظام بكين الشيوعي قوة لا يستهان بها، أعلنت 19 دولة انضمامها له في مقاطعته الاحتفال بتكريم المنشق السجين ليو زياوباو حائز laquo;نوبل للسلامraquo;.

ليو زياوباو مع زوجته

وتسنى للصين بهذا أن تزعم أن laquo;غالبية العالم لا تؤيد منح الجائزة للمنشقينraquo;، بعدما أعلنت تلك الدول رفضها تلبية الدعوة لحضور الاحتفال في العاصمة النرويجية اوسلو غداً الجمعة. وتشمل قائمة الدول الممتنعة روسيا وإيران وباكستان وصربيا، وحليفتي الصين الشيوعيتين كوبا وفيتنام، وثلاثا من الدول التي تموّلها بالنفط وهي المملكة العربية السعودية وفنزويلا والسودان.

وقد أعلنت تلك الدول مقاطعتها الاحتفال بعدما هددت بكين بالثبور وعظائم الأمور في حال أرسلت دبلوماسييها أو ممثليها لحضوره.

وأشارت الصحف البريطانية التي أوردت النبأ الأربعاء الى أن منح الجائزة للمنشق الصيني laquo;أظهرت خطا فاصلا جديدا بين الدول التي تضع مصالحها الصينية فوق حقوق الإنسان، وتلك التي تخترق هذه الحقوق إنطلاقا من الديمقراطية الليبراليةraquo;.

وأشارت الى أن احتفال الجمعة سيمضي قدما بمقعد خال للمعارض ليو زياوباو الذي يمضي عامه الثاني من 11 سنة في السجن. ويذكر أن زوجته سجينة هي أيضا.

ونقلت الصحف عن غير ليندشتات، أمين لجنة جوائز نوبل، تشبيهه الصين بألمانيا النازية، وقوله أيضا إن لبعض تلك الدول المقاطِعة أسبابه الخاصة لذلك. وأضاف: laquo;إذا نظرت الى القائمة علمت أن بعضها ينصاع للصين خوفا منها وبعضها الآخر ربما كان خائفا أيضا ولكن سببه الأول هو خشيته أن يأتي المعارض المقبل من أراضيهraquo;.

ومن جهتها خاضت وزارة الخارجية الصينية ساحة ما صار حربا كلامية دولية بقول الناطقة باسمها جيانغ يو: laquo;أعضاء لجنة نوبل (النرويجيون) يقرعون طبولهم في مهزلة معادية للصين. لكننا لن نتغير أو نحيد عن طريقنا فقط بسبب أن حفنة من المهرجين تريد لنا ذلكraquo;.

وأضافت قولها: laquo;السواد الأعظم من دول العالم سيقاطع الاحتفال. أكثر من 100 دولة وهيئة ومنظمة أعلنت تضامنها الكامل مع الصين وعارضت جائزة نوبل للسلام. هذا يظهر بجلاء أن الأسرة الدولية لا توافق على قرار لجنة نوبل النرويجيةraquo;.

وكانت لجنة الجائزة قد أشارت الى أنها اكتفت بدعوة الدول التي تقيم لها سفارات في اوسلو وعددها 65. وقد قبلت الدعوة 44 سفارة ورفضتها 19 ويبقى أن ترد عليها اثنتان هي الجزائرية والسريلانكية.

ويقول المراقبون إن القادة الصينيين كانوا سيهللون لنصر دبلوماسي هائل لو كان بوسعهم إقناع قوى عالمية بالمقاطعة، مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأي من أعضاء الاتحاد الأوروبي.

وعلى جانب المعارضة الصينية نفسها، قال شخص واحد فقط إنه قبل دعوة أسرة ليو زياوباو لحضور الاحتفال. واعتذر عن رفضها 139 مدعوا آخرين قالوا إن قيود النظام الصيني عليهم تمنعهم من المشاركة.

ويعني سجن ليو زياوباو وزوجته أن الجائزة لن تُسلّم لصاحبها أو لممثل له للمرة الأولى منذ العام 1936 عندما أصدر أدولف هتلر أمره الى داعية السلم الألماني كارل فون اوسييتسكي برفض تسلمها. لكن كلا من داعيتي الديمقراطية خلال الحرب الباردة، الروسي اندريه ساخاروف والبولندي ليخ فاوينسا، أناب عنه زوجته لتسلمها. وتسلمها نيابة عن البورمية اونغ سان سوكيي ابنها في 1991.