جنيف: أكدت مديرة برنامج منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في جنوب السودان ياسمين علي حق اليوم أن منظمات الهيئة الدولية العاملة هناك وضعت خطط عمل بديلة في حال اندلاع اعمال فوضى وشغب في اعقاب الاستفتاء المترقب حول انفصال جنوب السودان خلال شهر يناير المقبل.

وقالت حق في مؤتمر صحافي هنا ان الأوضاع في جنوب السودان تشير الى وجود شعور بالتوتر من مرحلة ما بعد الاستفتاء ما دفع (يونسيف) تستعد مع غيرها من منظمات الأمم المتحدة الانسانية العاملة هناك لمواجهة مختلف الاحتمالات مع ضمان استمرار تقديم خدماتها الى المدنيين.

وأوضحت أن زيارتها الأخيرة الى جنوب السودان قد وضعت صورة مأساوية حول أوضاع الأطفال والنساء هناك حيث يفتقرون الى ابسط أنواع العناية الصحية والتعليم وبقية الخدمات الهامة للحياة اليومية اذ يعيش أكثر من 90 بالمئة من سكان الجنوب تحت خط الفقر بأقل من دولار واحد في اليوم.

ويعاني 18 بالمئة من السكان من تداعيات الجوع المزمن بسبب عدم امكانية حصول 1.2 مليون نسمة على ابسط انواع الغذاء كما لا يحصل سوى 10 بالمئة من سكان الجنوب على الرعاية الطبية من اشخاص مؤهلين لذلك ويلقى نحو 14 بالمئة من الأطفال دون الخامسة حتفهم لأسباب تتعلق بسوء الحالة الصحية والجوع.

كما أشارت الى ان نحو 50 بالمئة من أطفال جنوب السودان لا يتمتعون بفرصة الحصول على حق التعليم وأنه لم يتمكن سوى 1.9 بالمئة فقط منهم من اتمام تعليمهم الأساسي مع وجود مدرس واحد فقط لكل 1000 تلميذ مع تراجع فرص الفتيات في الحصول على التعليم المناسب وتعرضهن للزواج المبكر.

وتقول (يونسيف) ان برامجها في جنوب السودان تتطلب حوالي 299 مليون دولار لم تحصل منها سوى على 139 مليونا فقط رغم المجالات المختلفة التي تعمل فيها وتهتم في المقام الأول بقطاعات الصحة والتغذية والتعليم وحماية الأطفال والتخطيط الاجتماعي والتنمية المستدامة في المجالات ذات الصلة.