حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من ان مهمة القوات الأميركية في افغانستان لا تزال صعبة وان هزيمة تنظيم القاعدة ستستغرق وقتا وذلك تزامنا مع إعلان البيت الأبيض عن مراجعته للحرب في افغانستان من جهة، وتحذيرات من وقوع هجمات ارهابية اطلقتها منظمة الانتربول من جهة اخرى.


President Obama speaks about the Afghanistan-Pakistan ...

واشنطن: قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن زيادة عديد القوات الاميركية في افغانستان ادى الى تحقيق quot;تقدم كبيرquot; في كبح تمرد طالبان واضعاف نشاط القاعدة التي حذر من ان هزيمتها ستستغرق وقتا.

وفي الوقت الذي كشف البيت الابيض عن مراجعة لاستراتيجيته في افغانستان، قال اوباما ان تنظيم القاعدة quot;مختبئquot; واصبح يجد صعوبة في تجنيد وتدريب العناصر والتخطيط لهجمات. الا انه نبه الى ان quot;هزيمة القاعدة ستسغرق وقتا، والتنظيم ما زال عدوا صلبا لا يعرف الرحمة ومصمما على مهاجمة بلادناquot;.

واكد الرئيس الاميركي التزامه بالبدء في سحب القوات الاميركية من البلد الذي تستمر فيه الحرب منذ تسع سنوات، ابتداء من تموز/يوليو المقبل، الا انه اضاف ان الانسحاب لن يستكمل قبل العام 2014.

واضاف ان مراجعة الاستراتيجية تؤكد انه quot;من اجل الحفاظ على هذه المكاسب مع مرور الوقت، هناك حاجة ملحة الى تحقيق تقدم سياسي واقتصادي في افغانستانquot;.

من ناحيته قال وزير الدفاع روبرت غيتس quot;إننا لا ندري في هذه المرحلة حجم ووتيرة سحب القوات الأميركية من أفغانستانquot;. وعبر غيتس عن أمله في تسريع وتيرة الانسحاب quot;استنادا إلى الظروف المحليةquot; بعد البدء في سحب القوات الأميركية من هذا البلد في شهر يوليو/تموز القادم.

وبدورها قالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إنها مدركة للاستياء الشعبي في الولايات المتحدة من الحرب في أفغانستان التي دخلت عامها العاشر. وتابعت قائلة إن الرئيس أوباما quot;لن يتخذ قرارات تؤثر على الحياة والموت والأمن المستقبلي لبلدنا استنادا إلى استطلاعات الرأيquot;.

وحذر البيت الابيض في تقرير المراجعة من ان المكاسب التي تحققت خلال العام الماضي quot;هشةquot; ويمكن ان تتبدد. وجاء في المراجعة التي طال انتظارها ان القيادات البارزة في القاعدة في باكستان اصبحت اضعف الان من اي وقت مضى منذ العام 2001.

الا ان المراجعة افتقرت الى التفاصيل والادلة الداعمة، ولم تشتمل على الانتقادات الموجهة الى حكومتي باكستان وافغانستان والتي ظهرت في الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس خلال الاشهر الماضية.

وتاتي المراجعة، وهي ثمرة شهرين من التقييم لكافة جوانب الاستراتيجية الاميركية للحرب، بعد عام شهد اعلى عدد من القتلى بين صفوف الجنود الاجانب وارتفاع عدد القتلى من المدنيين الافغان.

وجاء في استعراض غير سري للوثيقة ان quot;الاهم ان كبار قادة القاعدة في باكستان اصبحت اضعف كما اصبحت تحت ضغوط متواصلة اكثر من اي وقت منذ فرت من افغانستان في عام 2001quot;.

كما اضافت المراجعة quot;في باكستان نحن نضع الاسس لشراكة استراتيجية تقوم على الاحترام والثقة المتبادلين من خلال زيادة الحوار وتحسين التعاون وتعزيز برامج التبادل والمساعدةquot;. وجاء ايضا انه quot;في افغانستان توقف الاندفاع الذي حققته طالبان في السنوات الاخيرة في معظم انحاء البلاد، وتمت السيطرة عليه تماما في بعض المناطق الرئيسية، رغم ان هذه المكاسب لا تزال هشة ويمكن أن تتبددquot;.

يشار الى ان هذه المراجعة التي كشف عنها اوباما والى جانبه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس، تاتي كتقرير ينقل صورة عن الحرب ولم يحمل تغييرا كبيرا في الاستراتيجية.

وبدا الهدف من التقرير منح اوباما فرصة للبدء في الانسحاب المشروط الذي وعد به للقوات الاميركية في تموز/يوليو 2011، وتبديد مخاوف الجيش الذي يرى انه من المبكر جدا البدء في سحب اعداد كبيرة من الجنود من البلد المضطرب.

وجاء في المراجعة ان احراز تقدم سيسمح بالبدء في quot;انسحاب مسؤولquot; للقوات الاميركية من افغانستان والبالغ عددها نحو 100 الف جندي، بحلول تموز/يوليو المقبل، رغم ان التسليم التام للمسؤوليات الامنية للقوات الافغانية لن يتم حتى العام 2014 على اقل تقدير.

كما تحدث التقرير بحذر عن باكستان، حليفة الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب، في اعقاب انتقادات بشان سلامة الاسلحة النووية الباكستانية وغيرها من مجالات السياسة التي كشفت عنها الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس وغيرها من الوثائق.

ومن المرجح ان يقول منتقدو الاستراتيجية الاميركية ان هذه المراجعة تبقي اسئلة كثيرة دون اجابات ومن بينها سؤال حول ما اذا كان الجيش الافغاني وهيكليات الحكم الافغانية ستكون قوية الى درجة تمكنها من المحافظة على المكاسب التي يحققها الجيش الاميركي.

وقلل مسؤولون في الادارة الاميركية كذلك من اهمية التقارير الاستخباراتية التي نقلتها الصحف والتي ترسم صورة اقل تفاؤلا عن الحرب من تلك التي يرسمها تقرير البيت الابيض.

وكلف التقدم الذي تحقق في افغانستان غاليا حيث قتل خلال العام 2010 نحو 700 جندي اجنبي، اي اكثر من عدد القتلى في اي عام منذ بدء الحرب قبل تسع سنوات. كما شهد هذا العام خلافات علنية بين واشنطن من جهة واسلام اباد وكابول من جهة اخرى.

كما ان الدعم الشعبي الاميركي للحرب في افغانستان انخفض بشكل كبير حيث اظهر استطلاع نشر الخميس ونشرته شبكة ايه بي سي نيوز الاخبارية وصحيفة واشنطن بوست أن 60 بالمئة من الاميركيين يعتقدون ان الحرب لا تستحق خوضها، بارتفاع سبع نقاط منذ شهر تموز/يوليو. وقال 34% فقط من الذين شملهم الاستطلاع ان الحرب الافغانية تستحق خوضها، بانخفاض سبع نقاط عن استطلاع نشر في تموز/يوليو.

الانتربول يحذر من هجمات ارهابية

Barack Obama, Joe Biden, Robert Gibbs, James ...

وكانت الشرطة الدولية quot;الانتربولquot; اعلنت في وقت سابق الخميس انها تلقت معلومات من مكتبها في بغداد تشير الى احتمال قيام تنظيم القاعدة بشن هجمات على اهداف اميركية واوروبية.

وقالت المتحدثة باسم الانتربول من مقر المنظمة في مدينة ليون الفرنسية انه تم ابلاغ جميع الدول الـ188 الاعضاء في المنظمة بالتهديدات المحتملة.

يذكر ان اوروبا اعلنت حالة التاهب منذ اسابيع بسبب تصاعد المخاوف من هجمات ارهابية قبل فترة الاعياد التي تشهد نشاطا كبيرا.

والسبت وقع تفجير انتحاري في السويد كان من الممكن ان يؤدي الى سقوط عدد كبير من القتلى، الا انه لم يؤد سوى الى مقتل الانتحاري واصابة شخصين.

وكان زعيم التنظيم ابوعمر البغدادي دعا في 2007 الى الانتقام من السويد بسبب نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد. كما وعد بمكافأة مالية لمن يقتل الرسام الكاريكاتوري السويدي لارس فيلكس.

وقال مسؤولو امن غربيون ان القاعدة ربما تخطط لشن هجمات في اوروبا تشبه تلك التي شهدتها مدينة بومباي الهندية العام 2008.

وفي الثالث من تشرين الاول/اكتوبر اصدرت الولايات المتحدة تحذيرا لرعاياها من السفر الى اوروبا وتحدثت عن خطر وقوع هجمات ارهابية على شبكات النقل والمواقع السياحية. كما اصدرت كل من اليابان والسويد وبريطانيا وفرنسا تحذيرات مماثلة.