لا زالت الكثير من التساؤلات تطرح على المستوى العالمي حول حقيقة بقاء اسامة بن لادن على قيد الحياة.


قبل ايام اصدر تنظيم القاعدة تحذيره السنوي بمناسبة عيد الميلاد متوعدا الولايات المتحدة بتفجيرات انتحارية خلال العطلة. وهناك من اقترح على القاعدة هدية أخرى بالمناسبة هي شريط فيديو يظهر فيه اسامة بن لادن ، أو قبره. فلا أحد يعرف إن كان زعيم القاعدة حيا او ميتا. والبيت الأبيض في مراجعته الاستراتيجية الاميركية في افغانستان وباكستان هذا الشهر لم يأت حتى على ذكر بن لادن رغم استمرار عملية البحث عنه منذ عشر سنوات.

ويلاحظ مراقبون انه عندما طالب بن لادن فرنسا بسحب قواتها من افغانستان في 27 تشرين الأول/اكتوبر الماضي اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية صحة الشريط الذي بُث في حينه استنادا الى تأكيدات اولية من اجهزة الاستخبارات الاميركية.

وفي العام الماضي عندما بُث شريط فيديو لتنظيم القاعدة في 24 كانون الثاني/يناير نقلت شبكة أي بي سي عن مسؤولين استخباراتيين انهم لا يستطيعون ان يؤكدوا صحة الشريط ولكن لم يسبق ان بُث شريط مزور وبالتالي ليس هناك سبب للاعتقاد ان هذا الشريط مزيف. وعلى الغرار نفسه توصل محللو شبكة سي ان ان الى ان الشريط الذي بثه تنظيم القاعدة في حزيران/يونيو 2009 كان حقيقيا وان صوت المتحدث هو صوت بن لادن.

وكانت تقارير لوكالة المخابرات المركزية واطباء وكتاب مختصين بالسيرة اكدت ان بن لادن أُصيب أو مصاب بجملة امراض تمتد من التيفوئيد الى امراض الكلى وداء اديسون وهشاشة العظام ومتلازمة مارفان. وتعتقد اجهزة استخباراتية ان كلية اصطناعية نُقلت اليه عام 2000 في افغانستان. وتقول سيرة حياة بن لادن الصادرة عام 1987 انه يُعالج بالانسولين من مرض السكري ويعاني من هبوط خطير في ضغط الدم. وأثار هذا كله تساؤلات عما إذا كان بن لايدن الذي يتصدر قائمة المطلوبين في العالم يخضع للعلاج الطبي طيلة السنوات العشر دون ان يعرف بذلك احد.

في عام 2008 ذهب الضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية روبرت باير الى ان بن لادن quot;ميت بطبيعة الحالquot;. وفي عامي 2002 و2009 قال الرئيسان الباكستانيان برويز مشرف وآصف علي زرداري كل على حدة ان بن لادن مات. وفي عام 2002 اعلن مدير مكافحة الارهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي دايل واتسون ان بن لادن quot;على الأرجح قد ماتquot;.

وتشير صحيفة واشنطن تايمز الى ان احدا لم ير اشرطة فيديو يظهر فيها بن لادن منذ عام 2004 بل كل ما سمعه العالم هو اشرطة صوتية. وان شريط فيديو بُث عام 2007 يمكن ان يكون تجميعا مركبا من اشرطة قديمة. وتتساءل الصحيفة عن سبب استمرار اجهزة الاستخبارات في ترسيخ الانطباع بأن بن لادن ما زال على قيد الحياة. وتضيف الصحيفة ان الجميع في اميركا يعرفون البراعة التي يمكن ان يبلغها فن تقليد الآخرين صوتا وصورة فضلا عن الأشباه مثل الفنانة تينا فاي التي تكون نفسها بدون نظارات وتكون ساره بايلن حين تضع نظارات حتى ان الطاقم التلفزيوني نفسه في برنامجها لم يتمكن من التمييز بينهما. ويصح الشيء نفسه على اشباه هيلاري كلنتون وزوجها الرئيس السابق بيل كلنتون.

وترى صحيفة واشنطن تايمز ان تنظيم القاعدة يريد ايهام اميركا والعالم بأن بن لادن ما زال حيا. وتعتبر ان صورته تذكير بأهوال 11 ايلول/سبتمبر يُوظف في بناء التأييد الشعبي لسياسات من كل صنف ، بما في ذلك ارسال قوات اضافية الى اصقاع بعيدة والتنصت على مكالمات الاميركيين في الداخل. ولكن صورة بن لادن أخذت تبهت وليس هناك سبب للخوف من شبحه وإذا كان تنظيم القاعدة يريد ان تصدق اميركا ان بن لادن حي فليأت بالدليل ، أو يخرس ، على حد قول واشنطن تايمز طارحة على القاعدة التحدي التالي: ارسلوا شريط فيدو جديدا يمكن تحليله وبخلافه سيكون كل ما تقولونه كذبا ، أو نسخة القاعدة من برامج تلفزيونية اميركية يظهر فيها مقلدو شخصيات أخرى في تمثيلية متقنة الإخراج.