أدى الإقتتال في دارفور بين جماعات التمرد إلى تشريد ما يزيد عن عشرة آلاف شخص ما ينذر بأزمة إنسانية حادة.

الخرطوم: قال مسؤولون ان الاقتتال بين أعضاء احدى جماعات التمرد في اقليم دارفور أدى الى نزوح عشرة الاف على الاقل من ديارهم في منطقة جبل مرة المضطربة مما يزيد من تفاقم الازمة الانسانية في الاقليم الواقع في غرب السودان. وتفتت متمردو دارفور الى عشرات الجماعات منذ أن بدأ تمردهم في عام 2003 مما يعرقل جهود السلام ويزيد من انعدام الامن في غرب السودان حيث تقدر الامم المتحدة أن الازمة الانسانية أدت الى مقتل ما يزيد على 300 ألف شخص.

وصرح أبو القاسم حاكم ولاية غرب دارفور يوم الخميس بأن هناك اقتتالا داخل جيش تحرير السودان. وقال قادة عسكريون في جيش تحرير السودان من جبل مرة انهم على خلاف مع عبد الواحد محمد النور مؤسس حركة التمرد وزعيمها لانهم يريدون توحيد صفوف فصائل المتمردين والمشاركة في محادثات السلام مع الحكومة لانهاء حرب مستمرة منذ سبع سنوات. وقال ادم ادريس أحد كبار المسؤولين في جيش تحرير السودان quot;عبد الواحد يرفض هذا تماما ولا نستطيع أن نعرف سبب ذلك... ثم بدأوا في اغتيال قادتنا.quot;

ونفى النور الذي يعيش في باريس وجود أي انشقاق داخل حركته وقال ان الذين يحاربونهم عملاء للحكومة. وأنحى ابراهيم الحلو أحد أنصار النور الذي كان يتحدث من باريس باللائمة على الحكومة السودانية في الاقتتال داخل الفصيل. وأكدت قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي التقارير التي تحدثت عن وقوع اقتتال داخل الفصيل على مدى الايام العشرة الماضية. وقال كمال سايكي المتحدث باسم القوة quot;فهمنا من خلال اتصالاتنا مع وكالات انسانية أن هناك حوالي عشرة الاف شخص شردوا.quot;

وقررت المحكمة الجنائية الدولية يوم الاربعاء الماضي اعادة النظر في توجيه تهمة الابادة الجماعية للرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي أصدرت المحكمة بالفعل أمرا باعتقاله لاتهامه بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية. ويخشى كثير من السودانيين أن يتعذر اجراء أول انتخابات ديمقراطية في السودان منذ 24 عاما في اقليم دارفور حيث يقاطع المتمردون التصويت ويتعذر الوصول الى مناطق كثيرة بسبب انعدام الامن.

وأعلنت اللجنة الوطنية للانتخابات يوم الخميس أنها وقعت اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي لارسال فريق لمراقبة الانتخابات. وقال عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس اللجنة ان اللجنة وقعت اتفاقا مع الاتحاد الاوروبي على ارسال بعثة لمراقبة الانتخابات تضم حوالي 130 خبيرا. وسينضم فريق الاتحاد الاوروبي الى مراقبي مركز كارتر ومقره الولايات المتحدة وهو فريق المراقبين الدوليين الاخر الوحيد الذي أعلن أنه سيشارك في مراقبة الانتخابات السودانية.