اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة في برلين انه سيلتقي في المساء نظيره الايراني منوشهر متكي على هامش مؤتمر الامن في ميونيخ.

برلين: قال الوزير الروسي عقب اجتماع مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي في برلين انه سينقل رسالة الى نظيره الايراني مفادها ان quot;ايران عليها ان تثبت من خلال الافعال ان برنامجها النووي سلميquot;. واضاف quot;لدينا اليوم فرصة حقيقية للتوصل الى اتفاق حول الترتيبات العمليةquot;. واعتبر ان اتفاقا كهذا من شانه ان quot;يغير اجواء العلاقاتquot; بين ايران ومجموعة الدول الست (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، والمانيا)، التي ترغب في التفاوض مع ايران لاقناعها بالتخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل.

وتابع quot;نريد معالجة هذه المسألة من خلال حل سياسي دبلوماسي، لكن في حال لم يكن هناك سلوك بناء من جانب ايران، فعلينا اذن ان نطرح الامر في مجلس الامنquot; الدولي التابع للامم المتحدة. واشار الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الثلاثاء الى ان بلاده جاهزة دائما لاستبدال اليورانيوم الضعيف التخصيب (3,5%) بالوقود العالي التخصيب (20%) الذي تحتاج اليه لتشغيل مفاعل طهران للابحاث. وقد تعاملت العواصم الغربية بحذر، بل وبتشكيك، مع هذا التصريح.

فاعتبرت برلين ان الشيء الوحيد الذي يؤخذ بعين الاعتبار حقا هو quot;الالتزام الملموسquot; من طرف ايران تجاه الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن المقرر ان يشارك وزير الخارجية الايرانية في مؤتمر الامن الذي سيعقد من الجمعة الى الاحد. ووفقا لمتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية فانه من غير المستبعد ان يلتقي منوشهر متكي الوزير الالماني فسترفيلي ايضا. وكانت ايران رفضت في تشرين الاول/نوفمبر اقتراحا من مجموعة الدول الست بان ترسل ايران الجزء الاكبر من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى روسيا وفرنسا لتحويله الى وقود نووي. واجرت مجموعة الدول الست في منتصف كانون الثاني/يناير محادثات حول تشديد العقوبات الدولية على ايران على خلفية برنامجها النووي.

الى ذلك، قال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله يوم الجمعة ان ايران تلجأ الى تكتيكات معطلة بدلا من التحرك لحسم النزاع حول برنامجها النووي. وقال فسترفيله لراديو دويتشلاند فونك ان الحكم على إيران سيكون على أفعالها لا أقوالها وان العودة الجادة للمفاوضات هي وحدها التي ستحول دون فرض مزيد من العقوبات على الجمهورية الاسلامية. وأضاف فسترفيله quot;طوال العامين الماضيين لجأت ايران مرارا الى المراوغة والحيل.

quot;لقد لعبت بعض الوقت لكن بالقطع نحن في المجتمع الدولي لا نقبل بايران مسلحة نوويا.quot; ويوم الثلاثاء الماضي أعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أن بلاده مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج مقابل وقود أعلى تخصيبا لانتاج نظائر مشعة تستخدم في أغراض طبية وذلك لاثبات ان أهدافها النووية سلمية تماما. ويوم الخميس قالت الصين ان هذا يمثل تحولا في موقف ايران وهو ما يعني تفضيل استمرار المفاوضات على مناقشة فرض عقوبات واسعة النطاق على طهران.

لكن دبلوماسيين قالوا ان إيران لم تخبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأي تغير في موقفها. وقال وزير الخارجية الالماني quot;ايران المسلحة نوويا لن تكون خطرا فقط على دول المنطقة بل ان هذا سيشغل المجتمع الدولي كله ويهدد الاستقرار بتفجر سباق على الاسلحة النووية.quot;

ومن المقرر ان يجتمع فسترفيله في وقت لاحق يوم الجمعة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف قبل ان يتوجه الى مؤتمر للامن يعقد في ميونيخ على مدى ثلاثة ايام يشارك فيه كبار الدبلوماسيين في أوروبا والولايات المتحدة لبحث قضايا الامن والدفاع العالمية. وقال فسترفيله quot;بالطبع سنتحدث عن هذا في ميونيخ واذا طرحت ايران مقترحات جديدة على الطاولة حينها سنناقشها ايضا. لكن الافعال يجب ان تأتي بعد ذلك.quot;