فهمي شبانة
إذا لم يطرأ أي جديد على موقف ضابط المخابرات الفلسطيني فهمي شبانة،ولمتنفذشروطه المعلنة،فسيكون العالم أجمع يوم غد الاثنين على موعد مع مؤتمر صحافي يكشف خلاله شبانة ما يصفه بفضائح وفساد أخلاقي ومالي في السلطة الفلسطينيّة.
القدس: أمهل فهمي شبانة في مقابلة نشرها منتدى المنظمات غير الحكومية الفلسطينية الإلكتروني مَن وصفهم بـquot;المحيطين بالرئيس عباسquot; حتى الساعة الثانية من ظهر اليوم الأحد، للاستجابة لمطالبة بمكافحة الفساد والاعتذار العلني له، متوّعدًا بنشر المزيد من قضايا الفساد التي تفوق المستوى المالي والأخلاقي، على حد قوله.
وبذلك يتراجع شبانة عن قراره الذي أعلن عنه أمس الأول الجمعة، بإلغاء المؤتمر الصحافي الذي كان يعتزم الإعلان خلاله يوم غد الاثنين عن فضائح جديدة للسلطة.
وهدد شبانة بأنه في حالة عدم الالتزام بالاتفاق -لم يفصح عنه- مع قيادة السلطة سيعقد المؤتمر يوم غد الاثنين، وليتحمّل المحيطون بعباس كافة المسؤوليات والتداعيات التي ستحصل.
جاء هذا عقب تصريحات أدلى بها مسؤولون في السلطة اتهموا فيها شبانة بالعمالة مجددًا، ونفوا أن تكون السلطة عقدت معه صفقة لإلغاء مؤتمره الصحافي.
وبثت القناة العاشرة الإسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر، مقابلة مع شبانة عرض فيها وثائق أكد أنها تثبت تورط مسؤولين في السلطة في قضايا اختلاس مالي طالت ملايين الدولارات. الا ان اكثر ما اثار دهشة الشارع الفلسطيني هو بث شريط فيديو لرئيس ديوان الرئيس الفلسطيني رفيق الحسيني عاريًا في منزل امرأة. وبحسب شبانة فإن الحسيني حاول استغلال المرأة جنسيًّا مقابل الموافقة عل طلب توظيف تقدمت به للسلطة الفلسطينية وتم تصويره من قبل جهاز المخابرات الفلسطيني.
ولم يلبث هذا الشريط أن وجد طريقه إلى موقع quot;يوتيوبquot; على الانترنت وسارع عدد كبير من الفلسطينيين، ولا سيما الشبان للاطلاع عليه وإرسال الرابط المؤدي إليهلمعارفهم. وبعد أيام قليلة على بث الشريط، أوقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، رئيس ديوانه رفيق الحسيني عن العمل، وقام بتشكيل لجنة من 3 شخصيات فتحاوية، لكن هذه اللجنة لم ترق إلى شبانة، الذي طالب بلجنة مستقلة.
وبدوره اعتبر المجلس الثوري لحركة فتح التي يتزعمها عباس أنَّ ما نشرته القناة الإسرائيلية يهدف إلى quot;التشهيرquot; بالرئيس الفلسطيني وسلطته بسبب رفضه استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل دون وقف الاستيطان.
ودان الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة في بيان له quot;الحملة المسعورة التي بدأتها بعض أجهزة الإعلام الإسرائيليةquot; مؤكدًا ان التقرير quot;كاذبquot; والصور quot;مفبركةquot;.
كما وصف القيادي في حركة quot;فتحquot; نبيل شعث، الضابط شبانة بـ''العميل''، وقال في تصريحات صحافية إن شبانة كان مسؤولاً في مخابرات السلطة الفلسطينية، وهذا اختراق قوي جدًا. وقال شعث: ''إن ما حدث يتحمل مسؤوليته رفيق الحسيني، ويجب التحقيق في القضايا، بغض النظر عمن بلّغ ومن صوّر ومن عمل، وسواءً نُشرت هذه القضايا أو لم تُنشر، فالجانب الآخر هو الاختراق الأمني الرهيب، يعني أن واحدًا عميلاً يدخل عليك ويصبح مسؤولاً في مخابراتك، ويحصل على كل معلوماتك، ويدلي بتصريحات''.
من جهتها اكدت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة والتي طالما كالت تهم الفساد لمسؤولي السلطة أن quot;مثل هذه القيادات سواء التي وردت أسماؤها في التقرير أو التي لم يرد اسمها لا تمثل الشعب الفلسطيني، وهي تعمل لمصلحتها الشخصية ولنزواتها وهي التي تعطل المصالحة وتعطل مقاومة الاحتلال، ولا بد من عزلها ومحاكمتهاquot;.
وحذرت الحركة من quot;استخدام العدو الصهيوني لمثل هذه الفضائح الأخلاقية التي نشرت والتي لم تنشر حتى الآن في ابتزاز رجالات السلطة وحركة فتح للعودة إلى طاولة المفاوضات والمساومات العبثية من دون شروط، لأن ذلك يعرض القضية الفلسطينية برمتها إلى التصفيةquot;.
ويقول شبانة في تصريحات نشرت ليل الأحد أن ما سيكشفه يوم غد الاثنين سيعقد المصالحة الفلسطينية، نافيًا أن يكون الملف مرتبطًا بحماس، لكنه قال: quot;العالم العربي والإسلامي ومنهم حماس سيتبرأون من السلطة، وأعتقد أن حماس سيكون من الصعب عليها عقد مصالحة مع السلطةquot;.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية المتخصص في العلاقات الدولية في جامعة بيرزيت سمير عوض، فإن هذه القضية quot;أضرت بصورة السلطة الفلسطينية لدى الجماهير العربية والفلسطينية التي تعيش في الخارجquot;.
وبحسب المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية سميح شبيب فإنّ quot;ما أثاره الضابط الفلسطيني احدث هزة واضطرابًا في السلطة الفلسطينيةquot;، إلا انه قلل من احتمال أن تؤثر هذه الفضيحة quot;على موقف القيادة الفلسطينية من المفاوضاتquot;.
واضاف quot;في تقديري ان ما جرى غير قادر على ثني منظمة التحرير عن موقفها، والقيادة الفلسطينية متمسكة بموقفها من المفاوضاتquot;. الا انه اعتبر ان ما قامت به السلطة من تشكيل لجنة تحقيق وإيقاف الحسيني عن العمل quot;ليس كافيًا على الإطلاقquot;.
وقال quot;يجب أن تكشف القضية في محاكمة نزيهة ويبحث فيها الملف بشكل واضح، وتعلن نتائج التحقيق على الملأ وكذلك أي إجراءات أخرى تترتب عليهاquot;.بدوره، اعتبر عوض أن ما قامت به السلطة الفلسطينية حتى الان لم يكن كافيًا، واضاف quot;على السلطة ان تتصرف بنوع من القيادة الحازمة، بمعنى ان تعلن ان ما قام به الحسيني ليس للسلطة علاقة به ولا للشعب علاقة به ايضًاquot;.