ناشر هندي: "خطأ بشري" في نشر صورة للمسيح حاملا زجاجة جعة

نيودلهي: اوضح ناشر كتاب مدرسي في الهند تضمن صورة للسيد المسيح حاملا زجاجة جعة وسيجارة في يده مثيرا غضب المسيحيين في الهند وروما، الاربعاء ان الامر ناجم عن quot;خطا بشريquot; مؤسف، في مسعى لاحتواء الجدل.

ونشرت الصورة التي تجسد المسيح في مرجع للكتابة مخصص لتلاميذ مدرسة ابتدائية تديرها الكنيسة الكاثوليكية في ولاية ماغالايا ذات الغالبية المسيحية. واستخدمت الصورة للاستعانة بها في تفسير حرف quot;ايquot; في كلمة quot;ايدولquot; (معبود).

وحال اكتشاف الامر في مدرسة سانت جوزف للبنات في مدينة شيلونغ، طلبت السلطات سحب الكتاب الذي نشرته شركة quot;سكايلاينquot; للنشر وهي دار نشر مقرها نيودلهي اسست قبل اربعة اشهر.

وقال الناشر اندير موهان جحا، بحسب ما اوردت الاربعاء صحيفة ذي انديان اكسبرس، انه تم سحب الصورة من الانترنت وجرى استخدامها خطأ. واضاف quot;كان خطأ بشرياquot; وان الخطأ يعود الى وكالة تصميم كلفت بوضع تصميم الكتاب.

وكان تم ارسال نحو 200 نسخة من الكتاب في كانون الاول/ديسمبر الماضي الى اكاديمية شيلونغ. ولا يزال يتعين سحب 1200 نسخة من الكتاب وزعت في البلاد.

وقال الاب دومينيك ايمانويل رئيس ابرشية العاصمة الهندية الاربعاء لوكالة فرانس برس quot;ولد المسيح فقيرا وعاش فقيرا ومات فقيرا. وان تصويره بهذه الطريقة لامر مسيء للغايةquot;.

كما اعربت الحكومة المحلية عن تنديدها. وقال امبارين لينغدوه وزير التربية في حكومة ميغالايا quot;اننا ندين بشدة مثل هذا الفعل التجديفيquot;. وصدرت مذكرة توقيف بحق الناشر بتهمة الاساءة الى المشاعر الدينية.

ودون تحديد مكان وجوده قالت صحيفة quot;ذي انديان اكسبرسquot; ان اندير موهان جحا سيعود الى نيودلهي quot;في غضون ايامquot;.

وفي روما احتج وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني على نشر quot;صورة تجديفية للمسيحquot;.

واعرب الوزير في بيان عن quot;قلقه البالغ ازاء انتهاك حقوق وكرامة الطائفة المسيحيةquot;. وبحسب الوزارة فان quot;اعتداءاتquot; استهدفت quot;بعض الشبان المسيحيينquot;، تلت نشر هذه الصورة، دون تقديم المزيد من التوضيحات.

واضاف الاب دومينيك quot;ان الطائفة المسيحية على استعداد لمسامحة الناشر اذا تبين ان الامر يتعلق فعلا بخطأ لكن يجب ان يكون واضحا ان هذه الصورة اساءت جدا لناquot;.

وتابع quot;حتى وان كان عدد المسيحيين ليس كثيرا في الهند فان الكنيسة الكاثوليكية تقدم مساعدة هامة في مجال التربية والخدمات والصحة. ونحو 25 بالمئة من مدارس الهند تديرها الكنيسةquot;.

ويشكل المسيحيون 2,3 بالمئة من سكان الهند البالغ عديدهم 1,1 مليار نسمة غالبيتهم من الهندوس. ويعيش المسيحيون خصوصا في ولايات اوريسا (شرق) وكيرالا وغويا في جنوب الهند.

ومع ان اتباع مختلف الديانات يتعايشون بشكل سلمي في دولة الهند العلمانية، فقد شهدت البلاد مواجهات عنيفة في الاونة الاخيرة.

وفي 2008 اندلعت اضطرابات مناهضة للمسيحيين في اوريسا خلفت اكثر من مئة قتيل، بحسب الطائفة المسيحية وذلك بعد اتهام مبشرين بقتل رجل دين هندوسي.