تتجه الكثير من النساء العراقيات إلى حمل الأسلحة للدفاع عن أنفسهن ضد محاولات التحرش الجنسي وغيرها من المضايقات، وتحمل في قرى العراق ومدنه السلاح كوسيلة لدرء المخاطر، مثل الخنجر والسكين والأدوات الحادة ، وحتى المسدس الصغير.

بغداد:تحملسناء الجبوري سكينا في حقيبتها بعد أن quot;عاكسها quot; الأسبوع الماضي شاب في السوق، حين اقترب منها محاولا التحرش بها جنسيا، وتمنت في تلك اللحظة لو أنها امتلكت سلاحا تدافع به عن نفسها . تقول سناء quot;لم أستطع سوى الصراخ والبكاء حيث تجمع الناس من حولي وولّى الرجل هارباquot; .

وتحمل نساء عراقيات الأسلحة النارية والآلات الحادة ، إضافة إلى مواد كيماوية مثل quot; البخاخ quot; لعرقلة أي محاولة للاعتداء عليهن بعد أن سادت أعمال الخطف على مدى السنوات الماضية .

وتقول لمياء أحمد وهي طالبة جامعية ، إن وتيرة أعمال الخطف أصبحت اقل لكن التحرش الجنسي يزداد ، ولابد للمرأة أن تدافع به عن نفسها ، وتضع لمياء في حقيبتها علبة quot; بخاخ quot; وسكينا تحسبا لأي طارئ.

وتصف لمياء حال زميلة لها ، تعرضت لاعتداء من قبل شاب مراهق اقترب منها من الخلف حيث ألصق جسده بجسمها وبدا يتلمس quot;خلفيتهاquot; فما كان منها إلا أن صفعته لكنه حاول ضربها لولا أن الناس منعوه عن ذلك .

وتحمل نساء في قرى العراق ومدنه السلاح كوسيلة لدرء المخاطر ، مثل الخنجر والسكين والأدوات الحادة ، وحتى المسدس الصغير .

وفي بغداد وبعض مدن العراق دخل quot; الصاعق الكهربائي quot; كوسيلة لدفاع المرأة عن نفسها . وعند مدخل الجامعة المستنصرية تلمح مجموعة فتيات في حالة جدال حول تحرشات جنسية بهن ، حيث تصف سهى quot;البخاخ quot; كوسيلة ناجحة لدرء أي تحرش . وتصف سهى تجربتها مع سائق تاكسي أبدى إيحاءات جنسية خلال حديثه معها لكنها لفتت أنظاره بطريقة ذكية إلى quot; البخاخ quot; الذي بحوزتها ، ما جعله أكثر اتزانا .

وبحسب الباحث الاجتماعي كريم الحسني فان حمل النساء أسلحة شخصية ، مرده أجواء العنف التي عاشها المجتمع العراقي وحالة الخوف quot; الداخلي quot; في النفوس.

ويرى أن حالة quot; الخوف المرضي quot; سبب مباشر لأمراض عضوية كثيرة تنتشر في المجتمع مثل السكري ، وارتفاع ضغط الدم ، وأمراض القلب ، وتسارع في نبضات القلب.

وفي القرى النائية في العراق لا تجد النساء حرجا من اصطحاب بندقية أو مسدس أو أي آلة حادة للدفاع عن نفسها ، ولاسيما أنها غالبا ما تكون وحيدة في الحقل أو البرية.

لكن حسناء محمد المعلمة في قرية نائية ، فتحمل سكينا للدفاع عن النفس .غير أنها تعترف بعدم امتلاكها الشجاعة في إشهار السكين بوجه الشخص إذا اعتدى عليها لكن الأمر يوفر لها الشعور بالأمان.

أما ربات البيوت فيعتبرن ان تعلم استخدام السلاح الناري مهم جدا في هذه المرحلة التي بدا فيها المجتمع غير مستقر والأيام حبلى بالمفاجآت .
فقد تعلمت أحلام عمر استخدام quot; المسدس quot; على يد زوجها بعد حادثة في الحي ، حين دخل مسلحون الى بيت جارتها وقتلوها مع زوجها وأطفالها .
تقول أحلام .. تولدت من جراء ذلك ردة فعل قوية في داخلي وقررت تعلم استخدام المسدس.

وتضيف : امتلك الآن الشجاعة على إشهاره بوجه عدوي .

وليس ثمة حرج اليوم في وجود السلاح في السيارة ، والبيت، بل أصبح أمرا غريبا انك لا تحوز على مسدس.

لكن موظفات العراق يرغبن في حمل الآلة الحادة وquot;البخاخquot; على حمل المسدس. وترى كوثر اللامي وهي موظفة بنك أن هناك quot; مبالغةquot; في الأمر إذا حملت المرأة سلاحا ناريا .

وثمة نساء تدربن على السلاح بصورة جدية ، ويُجدن استخدامه ويقمن بإخفائه في الحقيبة أو الملابس أو حتى في الجوارب إذا ما قررن الانتقال من منطقة إلى أخرى .

لكن النساء الريفيات بدين أكثر قدرة على استخدام السلاح الناري مقارنة بنساء المدينة .

والحاجة quot; أم علي quot; تسكن في قرية جنوب كربلاء تجيد استخدام المسدس وquot; الكلاشنكوف quot; ، وبندقية الصيد، تقول quot;أم علي quot; استخدم البندقية بكفاءة في صيد الطيور ولي القدرة على التصويب الجيد.

لكن ثمة نساء يرفضن حمل السلاح بأي حال من الأحوال لأنه رمز للعنف ويشجع على ارتكاب الجريمة بحسب لمياء احمد وهي مهندسة كيماوية .
وتقول لمياء إن رقة المرأة تتناقض مع الرغبة على حمل السلاح ، إضافة إلى أن المرأة عاطفية وقد لا تتحكم في انفعالاتها أثناء استخدامها للسلاح .وتنتشر في أسواق العراق quot;البخاخات المسيلة للدموعquot; للدفاع عن النفس.

وتتوفر السوق السوداء أيضا على وسائل دفاع أخرى مثل عصا quot;الصعق الكهربائيquot; التي يستخدمها أفراد الشرطة ، ولا يعرف بالضبط كيف وصلت هذه الأدوات إلى السوق الشعبية .