المنامة: يوجهرئيس الوزراءالبحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يوم الاثنين كلمة إلى المشاركين في أعمال المنتدى العالمي الحضري الخامس الذي يبدأ أعماله في الفترة من 22- 26 مارس الحالي ، حيث سيركز سموه في كلمته على ضرورة التعاون الدولي للإسهام في إيجاد عالم أفضل يرتقي بأوضاع الإنسان في كل مكان.

كما سيتعرض سموه في كلمته تجربة مملكة البحرين في مجال التنمية الحضرية والمستدامة، ورؤيتها بشأن أهمية تنسيق كافة الجهود الدولية لتحقيق الرفاه والاستقرار العالمي، وفلسفة سموه في تحقيق التنمية الحضرية على المستويين المحلي والعالمي.

وسيتم خلال فعاليات المنتدى تسليم النسخة الثانية لجائزة quot;خليفة بن سلمان للمستوطنات البشريةquot; التي فاز بها مشروع quot;الحق في الأرض والسكنquot; لمؤسسة بنتو ربياو من ريودي جانيرو بالبرازيل، تقديرا لجهود هذا المشروع في رفع مستوى الأحياء الفقيرة وبناء المساكن في المدن البرازيلية.

وقد عقد وفد ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء المشارك في المنتدى سلسلة من الاجتماعات التحضيرية اليوم مع السيد انا تيباجوكا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية وعدد من المسئولين تناولت برنامج المنتدى والترتيبات النهائية لحفل تسليم جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية والفعاليات المصاحبة للمنتدى، إضافة الى ترتيبات المشاركة في حفل العشاء الرسمي الذي سيقام على شرف الوفود الرسمية المشاركة.

كما تناولت اجتماعات وفد ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أهم التحضيرات النهائية للمعرض العالمي للمدن الذي سيقام على هامش المنتدى حيث تشارك مملكة البحرين في هذا المعرض عبر إبرازها للانجازات الاقتصادية والاجتماعية وجهودها التنموية الشاملة والتطوير الذي شهدته المملكة في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة عاهل البلاد المفدى الذي وضع البحرين على مسار نحو مستقبل ناجح.

وفي هذا الصدد أشادت السيدة انا تيبا جوكا الرئيس التنفيذي لبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية بالتعاون الوثيق بين برنامج quot;الموئلquot; ومملكة البحرين وخاصة في إطار جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية التي أصبحت سمة بارزة في فعاليات المنتدى الحضري العالمي، وذلك من ناحية تركيزها على عنصر الإبداع والمبادرة من المجتمعات المحلية للنهضة بمجتمعاتهم والاستفادة من التجارب الناجحة في مجتمعات أخرى.

ويركز المنتدى الحضري العالمي في دورته لهذا العام على موضوع quot;حق العيش في المدينة: سد الفجوة في المناطق الحضريةquot;، وذلك في إطار رؤية متكاملة لبحث تعزيز حق العيش في المدينة في ظل وجود أكثر من 50% من سكان العالم يعيشون في المدن، والاستفادة من مختلف الخبرات والتجارب والمعلومات من أجل العمل على تطوير السياسة الحضرية على كل المستويات العالمية والوطنية والمحلية.
ويناقش المنتدى ستة محاور رئيسية، أولها يركز على السياسات الحضرية والأساليب المتبعة بها، والتي تربط ما بين العناصر الأساسية لحق العيش في المدينة وتحقيق نتائج واقعية لإنشاء مدينة تتسم بالشمولية والتشاركية والإنصاف، إلى جانب معايير الجدوى والآثار السياسية المترتبة على ذلك، أما المحور الثاني فيناقش الأسباب الجذرية لمظاهر عدم المساواة والفقر والعشوائيات في المناطق الحضرية، وتطوير المعارف والمناهج المرتبطة بالسياسات العامة التي من شأنها المساهمة في سد الفجوة الحضرية، كما سيتم استعراض الأمثلة الواردة في تقرير حالة مدن العام للأعوام 2010 ـ2011 والتي تم جمعه من ما يزيد على 300 مدينة حول العالم.

اما المحور الثالث فيقدم تحليلا لكل من السياسات والأساليب التي من شانها توفير فرص أكبر للحصول على المساكن والأراضي مما يسهم في دعم استراتجيات الحد من نشوء الأحياء الفقيرة، كما سيتم طرح المناقشات التي سوف تساعد في تحديد مختلف أنواع استجابات كلا من السياسات العامة والبرامج التي تمكن من توفير فرص الحصول على المسكن لمختلف الفئات الاجتماعية، فضلا عن تسليط الضوء على مسألة إعمال حقوق الحصول على الأرض والمسكن، والتركيز على أجندة ترقية العشوائيات.

فيما يناقش المحور الرابع الكشف عن البعد الثقافي في المدن، وإيجاد فهم لأثره على عمليات التنمية الحضرية المستدامة والمنصفة والشمولية في ضوء مناقشة مفهوم المدن المنسجمة والتركيز على أحد العناصر التي ينألف منها نهج حق العيش في المدينة، أما المحور الخامس فيبحث العناصر الأساسية للمدينة الديمقراطية والتي تعمل على إشراك سكانها في عمليات التنمية الحضرية الشمولية والمنصفة، ويركز على مختلف الآليات التي تساهم في تمكين المجتمع المدني من المشاركة في عمليات صنع القرارات المحلية، إلى جانب توضيح كيفية مساهمة عمليات المشاركة في ضمان توفير فرص متساوية وتحقيق المزيد من الشفافية والكفاءة في عمليات الإدارة والتخطيط الحضري.

ويستعرض المحور السادس كيفية دعم مظاهر الاستدامة البيئية والشمولية والاجتماعية لحق العيش في المدينة، وتسليط الضوء على الأبعاد المكانية لعمليات التنمية الحضرية المستدامة، بالإضافة إلى الدور الحاسم للحكم الحضري السليم في التصدي لكل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي تواجه المدن في الوقت الحاضر من اجل تعزيز الفهم لكيفية إنشاء مدن أكثر إنصافا.
وخلال المنتدى، سيتم تنظيم عدد من المناقشات المفتوحة والجلسات الختامية المرتبطة بشكل وثيق مع كل من محاور المنتدى، كما سيتم تنظيم 12 جلسة من جلسات الدائرة المستديرة التي تضم كلا من الوزراء والبرلمانيين والجامعات الشريكة ورجال الأعمال والباحثين الحضريين وخبراء من برنامج (الموئل) والمجموعات النسائية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، والشبكة العالمية لأدوات الأرض.

كما سيتم على هامش المنتدى تنظيم نحو 150 جلسة تشبيك يشارك فيها الحكومات والشركاء ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية والوطنية والأكاديميين، يتم من خلالها مناقشة قضايا محددة ذات صلة بالأجندة الحضرية، فضلا عن تنظيم عدد من الجلسات الخاصة، والفعاليات الجانبية، وفعاليات أخرى ينظمها القطاع الخاص و قطاع الأعمال لتقديم أفضل الممارسات والابتكارات من أحل إنشاء المدن المستدامة.

وتجدر الإشارة إلى أن المنتدى الحضري العالمي أسسته الأمم المتحدة في العاصمة الكينية نيروبي في العام 2002 بهدف دراسة إحدى اكثر المشاكل إلحاحا التي يواجهها العالم حاليا وهي التحضر السريع وأثره على كل المجتمعات والمدن والنظم الاقتصادية والتغير المناخي والسياسات، ويلتئم المنتدى مرة كل عامين، إذ تم تنظيمه في كل من برشلونة عام 2004، وفانكوفر عام 2006، ثم مدينة نانجين الصينية عام 2008.

ويتميز المنتدى بأنه أحد أكثر التجمعات انفتاحا على الساحة الدولية، إذ أنه يمثل نقطة التقاء ما بين كل من القادة والمسئولين الحكومين والوزراء وعمداء المدن والدبلوماسيين واعضاء الرابطات الإقليمية والوطنية والدولية في كل من الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب عدد من الخبراء والأكاديميين والمنظمات النسائية والشباب والجماعات الممثلة لسكان العشوائيات، وممثلو القطاع الخاص ووسائل الإعلام.

وقد جرت العادة أن يطلق برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (الموئل) خلال انعقاد أعمال المنتدى أبرز تقرير عالمي يعمل على إعداده مرة كل عامين، وهو تقرير quot;حالة المدن في العالمquot; والذي يوفر لمحة سريعة عن جميع المدن في كافة أنحاء العالم، كما يطرح عددا من المحاور تتعلق بسد الفجوة الحضرية في مستويات الدخل، والحد من أشكال عدم المساواة ومستويات الفقر في المدن وتعزيز المساولة في فرص الحصول على المسكن وإمدادات المياه ومرافق الصرف الصحي والخدمات، إلى جانب إنشاء مدن خالية من العشوائيات، فضلا عن ملحق خاص بالشباب والتحديات التي تواجههم.