توسط علماء دين من باكستان وأفغانستان من أجل حل ازمة عائلة أسامة بن لادنالمتواجدة في أحد المباني في إيران.

طهران: يتواجد 24 شخصا من أفراد عائلة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في إيران بينما لا زالوا يبحثون عن دولة تستضيفهم. وناشد عمر النجل الرابع لابن لادن قطر والإمارات وسلطنة عمان التدخل لاستضافة أشقائه الخمسة وأولادهم الأحد عشر وكذلك زوجة أبيه السيدة أم حمزة وهم بدون وثائق ثبوتية.

وقال عمر بن لادن لصحيفة الشرق الأوسط أن هناك وساطة سابقة قام بها علماء ثقات بباكستان وأفغانستان للتوسط لدى الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح أولاد بن لادن المحتجزين في العاصمة طهران منذ عام 2001. وقال إن رسالة شقيقه خالد قبل أيام، التي ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته المعتقلين في إيران، تعني الكثير للعالم.

وأكد أن أشقاءه الخمسة وزوجة أبيه يعيشون اليوم على الرحب والسعة في أحد المجمعات السكنية ذات الأسوار بالعاصمة طهران. وقال لا ينقصهم شيء سوى الإنترنت، مشيرا إلى أنهم يتصلون به وبوالدته، السيدة نجوى الغانم الزوجة الأولى لابن لادن، وبشقيقه عبد الله، حيث يبلغونهم أخبارهم وأحوالهم، ولكن لا يمكنهم أن يعيشوا مدى الحياة تحت الإقامة الجبرية، على الرغم من طيب المعيشة التي توفرها لهم السلطات الإيرانية.

وكانت زينة زوجت عمر بن لادن وجهت رسالة كشفت فيها عن أسماء أولاد بن لادن وأولادهم المحتجزين في طهران وهم: عثمان بن لادن، يبلغ من العمر (27 عاما) ويعول زوجتين وولدين وبنتا، وسعد (30 عاما) ويعول بنتين وصبيا، ومحمد (25 عاما) وهو متزوج بابنة محمد عاطف أبو حفص المصري، الذي قتل في قندهار عام 2001 في قصف صاروخي لمنازل الأفغان العرب قبل سقوط حركة طالبان، ومحمد بن لادن يعول بنتين وصبيا، وحمزة يبلغ من العمر (19 عاما) وهو متزوج ويعول طفلين (أسامة وخيرية)، وتعيش معه أيضا والدته السيدة خيرية صابر، وهي سعودية زوجة بن لادن. وفي المجمع السكني أيضا، فاطمة ابنة لادن وتبلغ من العمر (24 عاما) مع زوجها وابنتها نجوى.

وأكدت الرسالة أن laquo;جميع أحفاد بن لادن تحت الحادية عشرة من العمرraquo;. وتكشف الرسالة عن أن جميع أولاد بن لادن وزوجته أم حمزة وصولوا إلى داخل الأراضي الإيرانية بعد رحلة تعب وشقاء استغرقت أسابيع، وكانوا يحملون معهم جوازات سفر سودانية صالحة منحتها لهم الحكومة السودانية أثناء إقامة بن لادن في العاصمة الخرطوم، قبل مغادرته النهائية إلى أفغانستان، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الجوازات السودانية كانت صالحة، فإن حكومة الخرطوم غيرت أسماء أولاد بن لادن في الجوازات حتى لا يتعرف إليهم أحد، ومكث أولاد بن لادن في عدة شقق بالعاصمة طهران من دون أن يلفتوا الانتباه لعدة أشهر، لكن حكومة طهران كانت تراقب الموقف، وخصوصا مع هجرة العشرات من عوائل الأفغان العرب عبر الحدود الإيرانية، بحثا عن مكان آمن بعد سقوط حركة طالبان الأصولية، التي كانت توفر الأمن والأمان لهم.

ولكن السلطات الإيرانية احتجزت بعد ذلك أولاد بن لادن في مجمع سكني مثل غيرهم من العرب لأكثر من ثماني سنوات، ووفرت لهم المأكل والمشرب، إلا أنها حرمتهم من الاتصال بالعالم الخارجي باستثناء أجهزة تلفزيون زودت بها شققهم السكنية ورحلة إلى الأسواق خارج الأسوار كل عدة شهور، وفي إحدى هذه الرحلات هربت إيمان بن لادن (17 عاما)، واتصلت بشقيقها عبد الله الذي نصحها باللجوء إلى السفارة السعودية في العاصمة طهران، حيث مكثت هناك لأكثر من مائة يوم، إلى أن تم خروجها بسلام مع والدتها السيدة نجوى الغانم إلى دمشق منذ نحو أسبوع. وتكشف رسالة عائلة بن لادن عن أن السبب الحقيقي في هروب سعد، نجل زعيم laquo;القاعدةraquo; من المجمع السكني قبل نحو عامين، هو بكاء إيمان ومعاناتها في الحنين إلى أمها. وتضيف الرسالة أن سعد هرب من المجمع السكني بسبب بكاء إيمان وحنينها إلى والدتها، وكانت تبلغ من العمر حينذاك (15 عاما)، حيث كان يريد أن يبحث عن حل لمشكلات العائلة وأشقائه المحتجزين في المجمع السكني، ولا نعرف اليوم حقيقة إن كان سعد على قيد الحياة أم لا، الله وحده يعلم، إلا أن الحقيقة المؤكدة أن حمزة أو سعد ليس لهما علاقة من قريب أو من بعيد بـlaquo;القاعدةraquo;، لأنهما قبل 9 سنوات كانا طفلين لا حول لهما ولا قوة، وما زال حمزة محتجزا مع والدته وبقية أشقائه وأولاد أشقائه في المجمع السكني. وتؤكد رسالة عائلة بن لادن أن سعد لا يستطيع أن يقتل ذبابة، فكيف يتهم بالإرهاب.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد طالب طهران بالإفراج عن جميع أفراد عائلة بن لادن، بعد أيام من دعوة مماثلة وجهها خالد بن لادن، ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته المعتقلين في إيران، بحسب قوله.

rlm;لكن عمر بن لادن نفى الاتهامات التي ساقها تنظيم laquo;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميraquo; بأن السلطات الإيرانية تحتجز افراد عائلته في طهران، داعياً التنظيم الى عدم التدخل في هذه القضية.

واكد عمر بن لادن ان السلطات الايرانية سمحت لشقيقته ايمان ووالدتهما نجوى الغانم بمغادرة البلاد، وانهما الآن في دمشق. وقال في اتصال هاتفي من بريطانيا laquo;نؤكد ان ايمان تركت ايران برفقة والدتها قبل ثلاثة ايامraquo;.

ونفى عمر بن لادن الاتهامات التي ساقها شقيقه خالد وتنظيم laquo;القاعدة في المغرب الإسلاميraquo; ضد السلطات الإيرانية.

ورد عمر بن لادن على تنظيم laquo;القاعدة في المغربraquo; قائلاً laquo;بصفتي ابن زعيمكم، اقول لكم ان هذه القضية تخصني، انا اتحمل كامل المسؤولية عن اشقائي وشقيقاتي اينما كانواraquo;. واضاف انهم laquo;يلقون معاملة حسنة، لقد قالوا لي ذلك بأنفسهمraquo;، مشيراً الى ان طهران laquo;التزمت بوعدهاraquo; بالسماح لشقيقته الصغرى بالمغادرة.