السعودية تعلن إحباط مخطط إرهابي وتعتقل العشرات

الرياض: أعلنت وزارة الداخلية السعودية اليوم الأربعاء عن الإطاحة بعشرات الإرهابيين الذين كانوا يعدون لمهاجمة منشآت نفطية وأمنية وترصد لرجال الأمن. وقالت الوزارة في بيان لها إن عدد المقبوض عليهم 101 بينهم 47 سعوديًا، فيما شكل عدد اليمنيين 51 أضف إلى صومالي وأرتيري وبنغالي.

ولم يحدد البيان السعودي توقيت القبض عليهم إلا أنه ذكر أن ذلك أتى بالتزامن مع الأحداث التي شهدها الجنوب السعودي، في إشارة للعمليات العسكرية التي كانت تشنها السعودية ضد المتمردين الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثانيالماضي واستمرت نحو 4 أشهر.

أحزمة ضبطتها وزارة الداخلية السعودية. واس

وقال البيان إن خليتين إرهابيتين تتكون كل خلية منهما من 6 أشخاص تم الإطاحة بها قبل أن تنفذ هجومًا انتحاريًا على منشآت نفطية في المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالنفط، وأضاف البيان إنهم كانوا على اتصال بقيادات في الخارج انتظارًا لتوجيهات التنفيذ، بعد أن أعدوا العدة كاملة للهجوم، فيما يتكون باقي العدد في مجموعات اعتقلت بعد مطاردة أمنية استخبارية دقيقة.

وفي البيان الذي قالت وزارة الداخلية السعودية إنه إلحاقي بأحداث الحمراء في جيزان، في إشارة لمقتل انتحاريين اثنين تمكنا من تجاوز الحدود السعودية قادمين من اليمن واشتبكا مع الأمن السعودي وانتهى الاشتباك بمقتلهما:

quot;إن الاستقراء الأولي لهذا الحادث والأسلحة التي تم ضبطها بما فيها الأحزمة الناسفة يظهر استفادة التنظيم الضال في الخارج من عناصر داخل الوطن يعتمد عليها في تنفيذ مخططاته الإجرامية قدم البعض منهم إلى المملكة تحت ستار العمل أو زيارة الأماكن المقدسة أو تسللاً عبر المناطق الحدودية وذلك لتسهيل التواصل مع المغرر بهم وتجنيدهم للفئة الضالة وجمع الأموال وتنفيذ المخططات القادمة من الخارج والتي تستهدف الوطن في أبنائه وأمنه ومقدراتهquot;.

وأكد المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي إن مؤشرات كثيرة قادت للإطاحة بالمجاميع الإرهابية، منها ما حدث على الحدود الجنوبية السعودية عندما استطاع انتحاريان من التسلل من الحدود اليمنية باتجاه السعودية قبل أن يشتبكا مع الأمن السعودي، في إشارة إلى أنهما على اتصال بآخرين هنا.

وبين العميد التركي أن الخليتين المعتقلتين تتكون كل واحدة منها على 6 أشخاص وجميعهم سعوديون ماعدا شخص واحد من الجنسية اليمنية، مضيفاً quot;أسلوب الإرهابيين دائمًا كان عبر تشكيل خلية من 6 أشخاص يتولى اثنان منهم العملية الانتحارية فيما يقوم الأربعة الباقون بمهام المساندةquot;.

وعن عدم إعلان كمية الأسلحة المضبوطة كما جرت العادة في البيانات السعودية مع كل عملية أمنية ناجحة، قال التركي إن الكميات ضخمة كما هي الحال في السابق عندما استخرجت من بيوت وصحاري وأماكن نائية وبعيدة، وأكد التركي أن العمل لا يزال جاريًا لاستخراج كل الكميات المخبأة من عناصر quot;الفئة الظالةquot;. ويأتي الإعلان السعودي هو الأضخم من حيث العدد منذ أبريل 2007 عندما تم اعتقال 134 إرهابيًّا.

ولم يحدد البيان السعودي تاريخ اعتقال الخليتين والآخرين في البيان الجديد اليوم، ما يفتح الباب حول صحة المعلومات التي خرجت قبل نحو شهرين عندما تسلمت السعودية المطلوب عبدالله العيدان من سلطنة عمان وبحوزته قوائم وبيانات كان قد كلف بنقلها من أفغانستان إلى اليمن قبل أن تتمكن السلطات العمانية من القبض عليه وتسليمه للسعودية.

وكان العيدان قد اعتقل في أواخر يناير/كانون الثانيالماضي، وفور اعتقاله شهدت مواقع متطرفين إسلاميين رسائل تحذيرية لقيادات القاعدة من انكشاف غطاء السرية عنهم بعد اعتقاله وبحوزته معلومات مهمة وقوائم بالغة الأهمية.

وعلى الرغم من أن صحيفة الوطن السعودية نفت أن يكون العيدان ذا شأن مهم، حيث قالت إن عمره 21 عامًا ولا يحمل صفة قيادية في القاعدة وكان أهله قد أبلغوا السلطات السعودية عن اختفائه، إلا أنه بحسب الوطن كان لتوّه قد أنهى دورة تدريبية في وزيرستان اتجه بعدها لليمن.

إلا أن مواقع متطرفة بثت رسائل تحذر بعيد اعتقاله تكشف معلومات القياديين القاعديين، وهو ما أكده مراقبون بأن صفة العيدان الاعتبارية في التنظيم من حيث حجمها الصغير قد تكون أسهل لتحركاته وتنقله وبالتالي سهولة نقله البيانات دون اكتشاف أمره.

وبالعودة لحديث المتحدث الأمني، فإن بطاقات الهواتف المتنقلة المسبقة الدفع أصبحت في مرمى الاتهام بعد أن تزايد دورها في عمليات الإرهاب في السعودية حيث تتم جميع الاتصالات والتفجيرات من خلالها، وبالتالي قد يحتمل إجراء تنظيم جديد حولها بعد أن قال التركي إنها تسهل عملهم وتجلعهم بلا أثر، معلنًا أن وزارة الداخلية بصدد التفاهم مع هيئة الاتصالات السعودية على تنظيم جديد بما يتوافق مع الأهمية الأمنية ضمن التسهيلات المقدمة للمواطنين والمقيمين.