في سؤال طرحته "إيلاف" عن سبب تزايد الإنتهاكات الجنسيّة في الأماكن الدينيّة ضد القاصرين والقاصرات،رأت أغلبية المشاركين أن غياب الرادع الأخلاقي لدى المنتمين إلى المؤسسات الدينيّة هو السبب بنسبة 77.45% ورأت البقيةأي نسبة22.55% أن السبب يكمن في ضعف الرقابة والشفافية.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: لم يدع البابا بنديكتس السادس عشر مناسبة أحد الشعانين تمر دون أن يمرر ولو تلميحًا على ما أثير مؤخرًا حول وجود انتهاكات واسعة في الكنيسة قائلاً quot;إن الإنسان يمكنه في بعض الأحيان الانحدار إلى أدنى المستويات السوقية، ويغرق في مستنقع الخطايا والخديعةquot;. داعيًا الرب إلى مساعدة الأطفال ومعلميهم وحمايتهم.

ويأتي هذا التركيز من وكالات الأنباء على هذه الفقرة من كلمة البابا يوم أمس الأحد بعد يوم من تأكيد كبير المتحدثين باسم الفاتيكان بأن رد فعل الكنيسة لقضايا الممارسات الجنسية للقساوسة ضد القاصرين والقاصرات مسألة حيوية لمصداقيتها، وإنها لا بد من أن تقر حتى بالقضايا التي تعود لعشرات السنين وأن تعوض ضحاياها.

وكانت الكنيسة الكاثوليكية قد عاشت أزمة كبيرة بعد أن تقدم ضحايا الاغتصاب والتحرش الجنسي ببلاغات ضد ممارسات بعض رجال الدين والكهنة داخل الكنائس ضدهم، والتي بدأت من مدرسة laquo;كانيزيوس كوليجraquo; اليسوعية في برلين باتصال حوالى 50 تلميذًا سابقًا رفعوا تهمة الاغتصاب ضد راهبين وهي انتهاكات وصفها البابا وقت ذيوعها بأنها جريمة بشعة.

وتبدو هذه الانتهاكات صورة مصغرة لما يحدث في عدد من الأماكن الدينية لجميع الديانات بسبب غياب الرادع الأخلاقي وثقة المعتدي بنجاته من العقاب أو الفضيحة. إضافة لوجوده في مجتمع منغلق يساهم في كبته عادة. مع وجود ميول خلقية شاذة تدفعه لارتكاب انتهاكه للقاصر الذي يؤتمن عليهن حسب آراء المحللين النفسيين لهذه الظاهرة.

وبسبب خشية الفضيحة يفضل معظم ضحايا الاغتصاب الجنسي من القاصرين والقاصرات الصمت مما يساهم في تشجيع المعتدين في مواصلة انتهاكاتهم. ولاتخلو دولة من هذه الانتهاكات فهي تتناسب طرديًا فرض المجتمع شروطًا على مواطنيه في التواصل فيما بينهم. ويعد المجتمع الديني النموذج الأبرز للاعتداءات ضد القاصرين.ولا يقتصر الاعتداء على المعلمين والمربين ورجال الدين فقط بل يقوم بالانتهاكات ضد القاصرين بعض القارب أيضًا

ففي تقرير أنجزه 'الائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال' في المغرب أشار إلى أن معظم هذه الاعتداءات تحدث في الغالب من طرف الأقارب أو أشخاص أليفين للضحايا. وحسب التقرير فإن هذه الظاهرة في ازدياد. ويرجع التقرير سببها إلى الفقر والتفكك العائلي مؤكدًا على أن أكثر الأطفال تعرضا للاغتصاب هم الذين يتم تشغيلهم دون السن القانونية وأطفال الشوارع والتلاميذ في عدد من المؤسسات التعليمية.

ويعتبر المشرفون على إعداد التقرير أن الأحكام التي تصدر عن المحاكم المغربية في حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال غير كافية ولا توازي الآثار النفسية والتأثيرات السلبية التي تتركها هذه الاعتداءات في نفوس الضحايا والتي ترافقهم مدى الحياة. على الرغم من أن الحكومة المغربية أعدت خطة لمناهضة تشغيل الفتيات القاصرات كخطوة أولى لمنع استغلالهن جسديًّا وجنسيًّا.

وفي كل مرة يعلو فيها صوت فضيحة جنسية ذات طابع مقدس تتخذ أو تعد الجهة الدينية التي تشرف على المكان المقدس الذي شهد الانتهاكات بأنها ستتخذ الإجراءات الرادعة لمنع تكرار هذه الاعتداءات. غير أن هذه الذئاب البشرية بحاجة إلى أطباء نفسانيين لعلاجهم قبل توليهم أمر الإشراف على القاصرات والقاصرين.

وقد طرحت إيلاف في الأسبوع الماضي سؤالاً حول هذه الانتهاكات ضد القاصرين والقاصرات في الأماكن الدينية. فكانت أغلبية أصوات المشاركين بالإجابة على سؤال الاستفتاء وجدت أن غياب الرادع الأخلاقي لدى المنتمين إلى المؤوسسات الدينية هو السبب بحسب نسبة المصوتين (77.45%) عددهم (2597). ورأت بقية المشاركين (756 ) (22.55) أن السبب يكمن في ضعف الرقابة والشفافية. وقد بلغ عدد المشاركين في الاستفتاء 3353.