أحد ضحايا الاعتداءات الجنسيّة يؤكد: البابا على علم بالأمر |
يواجه البابا بنديكتوس السادس عشر إتهامات بغض النظر عن ممارسات كاهن أميركي متهم بالتحرش جنسيًّا بنحو 200 طفل أصم، ويأتي الكشف عن هذه الوثائق وسط موجة من الفضائح حول اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين بحق اطفال في عدد من الدول، ومن بينها ايرلندا والنمسا وهولندا وسويسرا، وتقترب هذه الفضائح من البابا نفسه.
القاهرة: في تقرير لها اليوم تحت عنوان quot;البابا قد يكون عند مفترق طرق بشأن الإنتهاكات .. ومجبرًا على التوفيق بين السياسات والكلماتquot;، تبرز صحيفة النيويورك تايمز الأميركية التفاعلات الساخنة التي بدأت تأخذها الدوامة التي دخلها بابا الفاتيكان بعد الكشوفات الأخيرة عن وقائع الإنتهاكات الجنسية التي عصفت بالكنيسة في أوروبا وأميركا.
وفي ما أفادت تقارير بأن عددًا من ضحايا الاعتداءات الجنسية بالولايات المتحدة قاموا يوم أمس بتظاهرة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان ضد البابا بنديكت السادس عشر، حيث وجهوا إتهاماتهم للبابا بالتستر على إعتداءات جنسية قام بها قس أميركي بمدينة ميلووكي في ولاية ويسكنسن الأميركية بين عامي 1950 و1974، تمضي الصحيفة لتقول إنه حتى ومع بدء البابا في توجيه الدعوة للضحايا بأن يتقدموا ويحثوا رجال الدين على التعاون مع القضاء المدني، فإن تلك الكلمات القوية تعمل ضد مع ما وصفتها الصحيفة بتعقيدات ماضيه.
وتنقل الصحيفة عن ماركو بوليتي، الصحافي الايطالي المخضرم في شؤون الفاتيكان، قوله :quot;إنه على مفترق طرق. والأمر الاستثنائي هنا هو أن الفضيحة قد بلغت مركز الكنيسة. وقد بدأت تلك التداعيات في الولايات المتحدة وكندا والبرازيل واستراليا، ثم أتت إلى أوروبا وأيرلنداquot;.
ويضيف بوليتي قائلاً:quot; ثم أتت إلى وطنه (ألمانيا ). وبعدها، إلى أبرشيته، وأتت الآن إلى قلب حكومة الكنيسة. وهو مطالب الآن بالرد على ذلكquot;.
وفي رسالة ودية وجهها قبل أيام إلى الكاثوليك الأيرلنديين الذين عانوا من تقارير تتحدث عن وقوع إعتداءات جنسية منهجية على مدار عقود، قدَّم البابا إعتذاره، لكن دون أن يعاقب أي من قادة الكنيسة الذين قاموا بالتغطية على الانتهاكات، مؤججًا بذلك موجات الغضب في أيرلندا.
وكانت موجة من الجدل المحتدم قد أثيرت خلال الآونة الأخيرة، بعد أن كشفت وثائق كنسية داخلية عن أن الكاردينال يوزف راتسينغر، ( البابا حاليًا)، كان على علم بعودة القس بيتر هولرمان، الذي حوله للعلاج النفسي بعد ثبوت تورطه في اعتداءات جنسية على الأطفال، بصورة سريعة للعمل الرعوي مع الأطفال، في الوقت الذي أعلن فيه هذا الشهر أحد المرؤوسين أنه من يتحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار.
وكانت quot;النيويورك تايمزquot; قد نشرت أمس معلومات مفادها أن البابا ربما قام بغض النظر قبل توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية عن ممارسات كاهن أميركي، هو لورنس مورفي، متهم بالتحرش جنسيًّا بنحو 200 طفل أصم. إلا أن الفاتيكان دافع عن البابا، ورد على تلك الاتهامات، مؤكدًا أنه تبلغ الأمر متأخرًا عندما كان الكاهن عجوزًا ومريضًا.
في غضون ذلك، تلفت الصحيفة إلى أن المدافعين عن بيندكت السادس عشر يميلون لتفسير الأزمة على أنها هجوم شخصي دقيق على البابا. وفي مقال افتتاحي غير موقع لها يوم أمس، انتقدت الصحيفة الناطقة باسم الفاتيكان quot;لوسيرفاتور رومانوquot; صحيفة التايمز اللندنية، لنشرها مقالاً حول قضية الانتهاكات.
وقالت الإفتتاحية الايطاليةإنّ البابا دائمًا ما كان يتعامل مع مثل هذه القضايا quot;بشفافية وعزم وصرامةquot;، ووجهت إتهامها لوسائل الإعلام بأنها quot;تعمل بنية واضحة وخسيسة في محاولة لمهاجمة بيندكت ومعاونيه المقربين بأي ثمنquot;. وفي مقال له اليوم بصحيفة quot;التايمز البريطانيةquot;، قام فنسنت نيكولز، رئيس أساقفة وستمنستر وزعيم الكنيسة الكاثوليكية في إنكلترا وويلز، بفهرسة جهود البابا لمقاومة فضيحة الإعتداء على قاصرين.
وفي الوقت الذي قامت فيه الأبرشيات بكل من ألمانيا وهولندا وأماكن أخرى بفتح تحقيقات خلال الأسابيع الأخيرة، وخصصوا عناوين للبريد الإلكتروني أمام الضحايا كي يراسلوهم ويتقدموا بشكاويهم، تزايد الإهتمام حول الطريقة التي سيتعامل بها الفاتيكان وكذلك البابا مع تلك الوقائع. وهنا، يعاود بوليتي في حديثه مع الصحيفة ليقول :quot; عليه الآن أن يقرر: إما أن يمضي قدمًا للأمام بسياسة تغمرها الشفافية، أو أن يعود للخط القديم، ويقول إن تلك الحالات هي حالات قديمة، وأن عدم معاقبة الجناة هو عمل من أعمال الرحمةquot;.
وبعد تأكيدها على السمعة التي اكتسبها الكاردينال راتسينغر بسبب تحقيقه في مثل هذه القضايا بقدر أكبر من الصرامة عن سلفه الأكثر شعبية، يوحنا بوليس الثاني، بعد تزايد حالات الإعتداء الجنسي التي هزت الكنيسة الأميركية عامي 2002 و2003، تمضي الصحيفة لتنقل عن ساندرو ماجيستر، وهو صحافي متخصص منذ فترة طويلة في شؤون الفاتيكان بايطاليا، قوله: quot;أجد أن ذلك أمر مثير بالفعل للمفارقات، لأن المهاترات التي يدور الحديث عنها الآن مُوجَّهة ضد شخص لا يبذل الآن فحسب، وإنما في الماضي كذلك، جهدًا مستمرًا بمزيد من النشاط في ما يتعلق بمثل هذه القضايا أكثر من أي شخص آخرquot;.
وبالتزامن مع التظاهرة التي شهدتها يوم أمس ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، قام أعضاء ينتمون إلى منظمة سناب، وهي شبكة الناجين من المعتدى عليهم من قبل قساوسة في الولايات المتحدة، بالتظاهر يوم أمس كذلك في واشنطن وشيكاغو وميلووكي وإحدى المدن الواقعة شمال ولاية ويسكنسن، حيث عاش الأب ميرفي عديد السنوات قبل أن يموت في العام 1998.
وتمضي الصحيفة لتنقل عن ماري غوينتر، مديرة منظمة ميلووكي المحلية، والتي ساعدت في تنظيم المسيرة الاحتجاجية بشيكاغو، قولها :quot; إن الرَدَّين الأساسيين هنا هما عن الصدمة من كثرة عدد الضحايا، وحقيقة أن راتسينغر كان متورطًا إلى حد كبيرquot;.
وعلى الرغم من ذلك، تلفت الصحيفة في ختام حديثها إلى أن بعض الكاثوليك يرون أن اللوم قد تم توجيهه بشكل غير عادل إلى البابا. وتنقل عن سيدة تدعى فريدة مويلر، 74 عامًا، قولها: quot;أعتقد أن البابا رجل صالح. وأعتقد أن كثيرًا من الأشخاص يتحدثون في هذا الأمر لرغبتهم في الحصول على أشياء إضافية من الكنيسة. هناك أناس يقومون بأشياء مثيرة للاشمئزاز تمامًا في ديانات أخرى. لكنهم لا يتعقبون سوى الكنيسة الكاثوليكيةquot;.
التعليقات