يعلّق البريطانيون المحافظون آمالاً على الإنتخابات المقبلة، لإنهاء 13 عامًا عاشوها بعيدًا عن السلطة.

لندن: يسعى المحافظون البريطانيون الطامحون لانهاء 13 عامًا من حكم حزب العمل، بقيادة زعيمهم ديفيد كاميرون الذي يتمتع بشعبية اعلامية واسعة الى تغيير الصورة النمطية عن حزبهم وهي صورة حزب عفا عليه الزمن لا يدافع الا عن الاثرياء.

وبعد انتخابه في 2005 رئيسًا لحزب مارغريت تاتشر ووينستون تشرشل، اجتهد كاميرون لتعديل خط الحزب الى الوسط فتكللت جهوده بالنجاح وبدا المحافظون اقرب للوصول الى السلطة اكثر من اي وقت مضى منذ 1997 حين وضع توني بلير حدا في نهاية ثمانينيات القرن الماضي لعهد المحافظين الذي استمر 18 سنة. وقال لن كاميرون الثلاثاء اثر الاعلان عن موعد الانتخابات في السادس من ايار/مايو quot;انا متيقن ان بامكاننا انجازه، لكن ذلك سيتطلب منا جهدًا كبيرًاquot;.

لكن على الرغم من تراجع شعبية العماليين والظروف الاقتصادية التي يفترض ان تكون مواتية له فان الحزب المحافظ الذي وصفته نائبة محافظة في 2002 بانه quot;حزب قذرquot; لا يثير اندفاعًا واضحًا. وقال تيم بايل مؤلف كتاب quot;الحزب المحافظ: من تاتشر الى كاميرونquot; ان quot;بعضهم يتساءل: quot;لماذا لا يتولى المحافظون السلطة بعد تراجع حكومة فقدت شعبيتها؟quot; واوضح بايل لفرانس برس quot;انه حزب لم يحاول تغيير صورته منذ 2006. ان موقف الناس من الحزب لم يتغير كثيرًا حتى وان ظنوا ان كاميرون مختلفquot;.

ويعود هذا التردد ازاء المحافظين الاوفر حظًا حسب الاستطلاعات، الى الثمانينيات وما ورثوه عن مارغريت ثاتشر. ان اليمين يعشقها لانها فرضت الليبرالية في الاقتصاد وحطمت النقابات وحقدت على اليسار الذي اعتبرها مسؤولة على ارتفاع كبير في نسبة البطالة واضمحلال الصناعة المصنعية.

ولم يحدث اسلاف دافيد كاميرون، وليام هايغ ويان دونكان سميث ومايكل هاورد، الذين تعاقبوا على رئاسة الحزب بين 1997 و2005 دون ان يتمكنوا من اقناع الناخبين، ابدًا في إنهاء قطيعة مع المرأة الحديدية واعتمدوا موقفها المناهض لاوروبا ومواقفها الداعية الى مكافحة الهجرة. وقال تيم بايل quot;ايديولوجيا اننا نتحدث عن حزب تشبث بالطريقة التاتشيرية لتحقيق نجاح انتخابي خلال الثمانينيات بدلاً من التفكير فيما قد يليق بالثمانينياتquot;.

وعندما تولى زعامة الحزب سنة 2005، وعد دافيد كاميرون ببلورة quot;تيار محافظ عصريquot; واعتمد quot;استراتيجية ازالة السمومquot; لاحداث قطيعة مع الماضي واستدراج ناخبي الوسط. ونجح في تنويع خطاب المحافظين التقليدي حول خفض الضرائب مثلاً وبمواضيع جديدة مثل التربية والبيئة او الصحة. لكن ذلك لم يحصل دون شيء من الاعتراض داخل الحزب. وغالبًا ما أخذ عليه شيء من قبيل quot;الفقر في الجوهرquot;، وفي 2007 انفصل البرلماني كنتين دايفس عن الحزب والتحق بحزب العمل معتبرًا ان المحافظين quot;كفوا جماعيًا عن الايمان باي شيء او الدفاع عن اي شيءquot;.

وما زالت الخلافات تهز الحزب من داخله حول القضية الاوروبية، حتى ان ديفيد كاميرون اثار قلق العواصم الاوروبية عندما قرر السنة الماضية سحب حزبه من كتلة وسط اليمين (حزب الشعب الاوروبي) في البرلمان الاوروبي ليضمه الى تشكيلة صغيرة تعارض النظام الفدرالي. وكتب جدعون رشمان الصحافي في فايننشال تايمز ان quot;الانتخابات القادمة ستركز على القضايا الداخليةquot;، لكنه اضاف quot;اذا اصبح ديفيد كاميرون رئيسا للوزراء فانه سرعان ما سيواجه خيارات حاسمة بشأن مكانة بريطانيا في العالمquot;.