بشكيك: شهدت قرغيزستان الجمعة يوم حداد بعد المواجهات الدامية التي وقعت الاربعاء، في حين اكدت الحكومة الانتقالية انها تسيطر على الوضع في هذا البلد الاستراتيجي بالنسبة للولايات المتحدة في آسيا الوسطى حيث تملك قاعدة عسكرية مهمة.
وتجمع الاف الاشخاص في ساحة بشكيك المركزية قبالة مقر الرئاسة والحكومة حيث وقعت مواجهات الاربعاء في ذكرى الضحايا ال75 الذين سقطوا خلالها بحسب حصيلة رسمية.
ووضعت الحشود باقات من الورد امام سياج المبنى الذي اغلقت كافة منافذه والذي كان الفضوليون ومثيرو الشغب يدخلون اليه الخميس. وبدأت اول عمليات التشييع في العاصمة القرغيزية الجمعة.
من جهتها اكدت الحكومة الانتقالية التي شكلت اثر فرار الرئيس القرغيزي كرمان بك باكييف الاربعاء اثر وقوع المواجهات، انها تسيطر على الوضع في بشكيك وانها وضعت حدا لعمليات النهب.
واستقرار هذه الجمهورية السوفياتية السابقة حيوي بالنسبة الى الولايات المتحدة التي تنشر فيها قاعدة عسكرية اساسية للعمليات العسكرية في افغانستان.
ومصير هذه القاعدة العسكرية، التي تعارض السلطات الروسية وجودها، بين ايدي الحكومة الجديدة. ومن هذا المنظار يرى كثيرون بأن موسكو تقف وراء سقوط نظام باكييف.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الداخلية quot;في التاسع من نيسان/ابريل في الساعة الواحدة صباحا (8 نيسان/ابريل في الساعة 19,00 تغ) اصبحت بشكيك في مأمن من مثيري الشغب بفضل عمليات الشرطة والجيش ومنظمات المتطوعينquot;، مشيرة الى تنفيذ quot;اعتقالاتquot;.
ودارت مواجهات بين قوات الامن ومثيري الشغب ليل الخميس-الجمعة، وسمع اطلاق نار مرات عدة في شوارع بشكيك، بحسب ما افاد مراسلو فرانس برس.
وبدأت السلطات ايضا برفع الشاحنات والسيارات التي احرقت قرب مقر الرئاسة والتي استخدمها المتظاهرون اثناء محاولتهم اقتحام هذا المبنى الذي تعرض للتخريب والنهب.
من جهة اخرى ذكرت وزارة الصحة في بيان ان حصيلة اعمال العنف في بشكيك منذ الاربعاء ارتفعت الى 75 قتيلا و1520 جريحا.
وفي الساعات ال24 الاخيرة طلب 67 شخصا quot;عناية صحيةquot; واصيب ستة اشخاص بجروح ليل الخميس-الجمعة بحسب الوزارة.
وقالت الوزارة ان رئيسة الحكومة الانتقالية روزا اوتونباييفا ستزور عدة مستشفيات في بشكيك لتعود المرضى.
وتترأس اوتونباييفا، وزيرة الخارجية السابقة، الحكومة الانتقالية المكلفة اعداد دستور جديد وتنظيم انتخابات رئاسية خلال ستة اشهر لاختيار خلف للرئيس باكييف.
وفي مقابلة اجرتها معه وكالة فرانس برس الجمعة اكد الرئيس القرغيزي المخلوع انه يرفض الاستقالة، مبديا استعداده للتفاوض مع الحكومة الانتقالية ونافيا ان ايكون اعطى الامر باطلاق النار على المتظاهرين.
وقال quot;لا انوي مغادرة البلاد ولن استقيل من الرئاسةquot;، مضيفا quot;انا مستعد للجلوس الى طاولة المفاوضات مع المعارضةquot;.
واضاف باكييف من مسقط رأسه في جلال اباد (جنوب) الى حيث فر، quot;لم اعط الامر باطلاق النارquot; على المتظاهرين خلال الانتفاضة الدامية التي اطاحت به، نافيا ان تكون روسيا او الولايات المتحدة لعبتا دورا في الاضطرابات التي شهدتها هذه الجمهورية الواقعة في آسيا الوسطى.
من جهة اخرى توجه الرجل الثاني في الحكومة القرغيزية الانتقالية يلماظ بك اتامباييف الجمعة الى موسكو لطلب مساعدة اقتصادية من موسكو، بحسب ما اعلنت السلطات الانتقالية.
وقال متحدث باسم الحكومة الانتقالية ان اتامباييف quot;توجه الى موسكو لاجراء محادثات مع الحكومة الروسية للحصول على مساعدة اقتصادية لقرغيزستانquot;.
وكان ممثل لرئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين اعلن الخميس ان روسيا مستعدة لتقديم مساعدة انسانية لقرغيزستان.
وباكييف حملته ثورة دامية الى السلطة في 2005 قبل ان يتخلى عنه حلفاؤه الذين اتهموه بالاستبداد والفساد المعمم في هذا البلد الفقير في اسيا الوسطى.
التعليقات