أكد المعلم أن امتناع إسرائيل عن الانضمام لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وامتلاكها ترسانة نووية كبيرة يشكّل مصدر خطر وتهديد لأمن المنطقة واستقرارها .

طهران: افتتح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في طهران اليوم المؤتمر الدولي لنزع السلاح النووي في العالم تحت شعار quot;الطاقة النووية السلمية للجميع والسلاح النووي ليس لأحدquot; بمشاركة وفد سوريا برئاسة وليد المعلم وزير الخارجية.

وأكد المعلم أن سوريا تولي أهمية كبيرة لمسائل نزع السلاح النووي ومنع الانتشار وهذه من الأمور الهامة التي تشكل هاجسا بالنسبة للمجتمع الدولي بشكل عام وبالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص لأن بعض الدول تتعامل مع هذه المسائل من خلال اعتباراتها السياسية ومصالحها الذاتية ولا تتم معالجتها لها على قدم المساواة.

وأضاف المعلم أن سوريا تشارك في كافة الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وتعمل مع الدول الصديقة والمحبة للسلام في إطار الأمم المتحدة هادفة للوصول إلى عالم يسوده السلم والأمن وتسهم في تبني القرارات ذات الصلة في موضوع نزع السلاح وهي عضو فاعل في مؤتمر نزع السلاح في جنيف.

وأوضح المعلم أن سوريا ترى من الأهمية بمكان التركيز على مسائل نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وفق أولوية تأخذ بالاعتبار أن السلاح النووي يشكل الخطر الأكبر على السلم والأمن الدوليين وقد اتخذت في هذا المجال خطوات عديدة فانضمت إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1969ووقعت اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1992 وهي تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة وقامت منذ عام 2003 باسم المجموعة العربية بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أن القرار لا يزال بـ quot;اللون الأزرقquot; بانتظار توفر الإرادة السياسية لإقراره.

وقال المعلم: نحن مقبلون قريبا على حدث بالغ الأهمية وهو مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي سينعقد في نيويورك وسوف تبذل سوريا كل جهد ممكن لانجاح هذا المؤتمر بالتعاون مع كافة الأطراف المحبة للسلام إيمانا منها بأهمية معاهدة عدم الانتشار ونبل أهدافها ولتحقيق هذا الهدف علينا أن نعمل على تذليل العقبات والصعوبات التي ستواجهنا خلال المؤتمر سعيا للوصول إلى الغاية المنشودة.

واعتبر المعلم أنه لضمان نجاح هذا المؤتمر يتعين العمل الحثيث على المحاور الرئيسية الثلاثة للمعاهدة وهي نزع السلاح و الحد من الانتشار و الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وذلك بالتساوي دون إغفال أي منها أو العمل على احدها على حساب الآخر وإلا فقدت المعاهدة مضمونها وضعف إيمان الدول بها وبدورها.

وأضاف المعلم: أن وضع محاور المعاهدة موضع التطبيق يقتضي من الدول الأطراف العمل على توفير الشرط الأساسي الضامن لاستمرارية المعاهدة والمتمثل بتحقيق عالميتها فلا يمكن تحقيق تقدم على مسارات المعاهدة دون تحقيق هذا الشرط.

وقال المعلم: إن دول المنطقة قامت بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إدراكا منها لخطورة السلاح النووي على السلم والأمن وإيمانا منها بدور المعاهدة الأساسي في نفي هذا الخطر إلا أن امتناع إسرائيل عن الانضمام إلى المعاهدة وامتلاكها ترسانة نووية كبيرة تقدر بما يزيد على مئتي رأس حربي نووي يشكل مصدر خطر كبير وتهديدا لأمن المنطقة واستقرارها داعيا كافة الدول الأطراف في المعاهدة إلى وقف التعاون مع إسرائيل في المجال النووي بمختلف أشكاله ما لم تنضم إلى معاهدة عدم الانتشار.

وأضاف المعلم: إن المرء لا يملك أمام التناقض الصارخ وازدواجية المعايير في عالم اليوم الا أن يتعجب قبل أن يستنكر ان تطالب بعض الدول بفتح كافة منشاتها العلمية والعسكرية وغيرها أمام مفتشي الوكالة الدولية ولا تطالب إسرائيل بالانضمام للمعاهدة وإخضاع منشاتها النووية للرقابة.

وقال المعلم: لابد من طرح السؤال على حماة إسرائيل.. إلى متى تبقى إسرائيل فوق القانون الدولي وفوق إرادة العالم بأسره وإلى متى يغمض مجلس الأمن عينيه ويغلق أذنيه عن إسرائيل في حين نراه مستنفرا لدراسة فرض عقوبات على إيران.

وتابع المعلم إن سوريا إذ تؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتدعم قيامها بالمهام الموكلة إليها بمهنية وحرفية تدعو كافة الدول إلى الحفاظ على دورها وعلى حياديتها وتشدد بشكل خاص على أهمية عدم تسييس عملها فهذا يحرفها عن الهدف الذي وجدت من أجله.

وقال المعلم: لقد ربطت الدول غير النووية الأطراف في المعاهدة انضمامها إليها بتعهد الدول النووية بنزع سلاحها النووي.. ونزع السلاح النووي واحد من اهم المحاور الثلاثة الرئيسية للمعاهدة إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن.. نحن نرحب بما أسفرت عنه المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية في هذا المجال إلا أننا نطالب بالمزيد من الإنجاز في هذا المسار بغية الوصول إلى النزع الكلي والشامل للسلاح النووي.

واعتبر المعلم أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية أصبح حاجة ملحة في عالم اليوم وفي كافة المجالات وتتزايد أهمية الدور الذي تلعبه المعرفة النووية بحيث أصبحت من ضرورات التنمية المستدامة للدول.

وأكد المعلم على الحق الأصيل غير القابل للتصرف لجميع الدول الأطراف في المعاهدة في امتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية ورفض تفسير أي مادة من مواد المعاهدة بما يقيد هذا الحق الأمر الذي أكدته المادة الرابعة من المعاهدة التي نصت على أنه لا يمكن تفسير أي شيء في هذه المعاهدة على أنه يؤثر في الحق غير القابل للتصرف لجميع أطراف المعاهدة بتطوير بحوث الطاقة النووية وإنتاجها واستخدامها للأغراض السلمية دون تمييز وبهذا الصدد نؤكد على أن اتفاق الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو معيار التحقق من الاستخدام السلمي لهذه الطاقة أما البروتوكول الإضافي فهو وثيقة طوعية وغير ملزمة ويجب أن يبقى كذلك ولا نوافق على أن يكون أداة ملزمة بأي حال من الأحوال.

وأضاف المعلم: أن ربط بعض الدول نقل المعرفة والتكنولوجيا النووية إلى الدول النامية بالتوقيع على البروتوكول الإضافي أمر مخالف لنص المادة الثالثة من معاهدة عدم الانتشار. وجدد المعلم دعم سوريا لحق إيران في امتلاك المعرفة وتخصيب اليورانيوم لافتا إلى تأكيد إيران مرارا أن ما تقوم به هو للاستخدامات السلمية فقط وهذا الاستخدام حق للدول غير قابل للتصرف كما نصت عليه المعاهدة. وتابع المعلم: إن سوريا ترى أن المفاوضات من خلال آلية وكالة الطاقة الذرية هي السبيل للوصول إلى الحل وترفض أسلوب العقوبات أو التهديد باستخدام القوة.