توقعت اللجنة الفنيّة لمفوضيّة الإنتخابات أن يتمّ الإعلان عن نتائج الإنتخابات السودانيّة نهاية الأسبوع الجاري.

الخرطوم: توقع رئيس اللجنة الفنية للمفوضية القومية للانتخابات في السودان الهادي محمد أحمد أن يتم إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية وانتخابات الولاة في نهاية الأسبوع الجاري. ونقلت وسائل إعلام محلية عن الهادي محمد أحمد قوله إن جميع النتائج لأصوات السودانيين المقيمين في الخارج وصلت الى اللجنة الفنية في السودان، وإن العمل جاري لإدراجها في النتيجة النهائية التي ينتظر أن تكتمل بوصول كل نتائج الاقتراع من بقية الولايات.

ونفى رئيس اللجنة الفنية للمفوضية القومية للانتخابات السودانية أن يكون في تأخر إعلان نتيجة انتخابات رئاسة جمهورية السودان والولاة والأجهزة التشريعية أية أسباب بخلاف تعقيدات العملية الانتخابية والتقيد بأهمية التدقيق قبل إعلان أية نتيجة. وأجريت الانتخابات العامة في السودان في الفترة من 11 إلى 15 أبريل الحالي، وهي أول انتخابات عامة في هذا البلد منذ 24 عاما.

وفي وقت سابق، دعت الصحف السودانية المستقلة والمعارضة الاحد المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي قالت انها لا تؤدي سوى الى الحفاظ على الوضع القائم المتمخض عن تقاسم السلطة بين المتمردين الجنوبيين السابقين والنظام الحاكم في الخرطوم منذ انقلاب 1989.

وكتب فيصل عبد الرحمن في صحيفة quot;رأي الشعبquot; التي تعتبر مقربة من حسن الترابي زعيم حزب quot;المؤتمر الشعبيquot; الذي اعلن رفضه لنتائج الانتخابات بعد مشاركته فيها، ان الانتخابات ليس من شانها سوى ان تبقي على مفرزات اتفاق السلام الذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في 2005 في نيفاشا بكينيا.

وكتب عبد الرحمن ان quot;هذه الانتخابات صناعية ولا يمكن ان تتمخض عنها سوى نتائج صناعية تعبر عن اهدافها المتمثلة في الحفاظ على بنية النظام النيفاشي وهو المؤتمر الوطني شمالا والحركة الشعبية جنوباquot;. واعتبر المراقبون الدوليون ان الانتخابات السودانية لا تفي بالمعايير الدولية لانتخابات شفافة ونزيهة.

وكتب كمال الصادق في quot;اجراس الحريةquot; التي تعتبر مقربة من الحركة الشعبية لتحرير السودان، ان quot;ما توصل اليه المراقبون الدوليون لم يكن مفاجئا لان المفاسد وعمليات التزوير التي اعترت العملية منذ الاحصاء السكاني مرورا بالسجل الانتخابي كانت واضحة وبينة والمطلوب الان من المجتمع الدولي ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واعضاء مجلس الامن عدم الاعتراف بهذه النتيجة واكساب هذه الانتخابات المهزلة اي شرعيةquot;.

وقاطعت احزاب معارضة رئيسية مثل حزب الامة بزعامة الصادق المهدي الانتخابات معتبرة ان الظروف غير مهيأة لتنظيم انتخابات شفافة، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه احزاب المعارضة التي شاركت في الانتخابات ثم اعلنت رفضها لنتائجها مثل حزب المؤتمر الشعبي والاتحادي الديموقراطي.

وكتب محجوب عروة في صحيفة السودان المستقلة quot;هل يعقل ان يحوز هذا الحزب (المؤتمر الوطني) على 99% واكثر من الدوائر في الشمال؟ هل يعقل ان يجد كثير من المرشحين عدد اصوات الناخبين لهم في المراكز اقل من عدد افراد اسرتهم؟ بل هل يعقل ان يصوت احد مرشحي الرئاسة البارزين في احد المراكز فتكون النتيجة انه لم ينل صوتا واحدا؟ هل يعقل هذا؟quot;.

وختم قائلا quot;السيد الصادق المهدي وحزبه وكل الذين قاطعوا الانتخابات (نحن) مدينون (لهم) باعتذار فقد انتقدناهم لمقاطعتهم الانتخابات وكانوا اكثر ذكاء وخبرة بان قرروا المقاطعة اما نحن المغفلون النافعون فقد حاولنا ان نعطي هذه الانتخابات قدرا من الاحترام والصدقية ونكهة خاصة وطعما جيدا ليحترمنا العالم ولكن خذلنا .. ويا مفوضية الانتخابات راجعوا انفسكم فقد جعلوكم اضحوكةquot;.

وبات بوسع الصحف توجيه انتقادات بعد اعتماد قانون العام الماضي الذي يلغي الرقابة على الصحافة قبل النشر ويتيح المزيد من حرية التعبير. وينتظر ان تصدر نتائج الانتخابات التي يعتبر فيها الفوز مضمونا للرئيس البشير ابتداء من الثلاثاء.