ذكرت وكالة السودان للانباء (سونا) يوم الاحد أن الرئيس عمر حسن البشير حقق انتصارات ساحقة في عينة من نتائج الانتخابات السودانية التي شابتها اتهامات بالتزوير وقاطعتها بعض الاحزاب، فيما دعت الصحف السودانية الى عدم الإعتراف بالنتائج.
الخرطوم: قالت وكالة (سونا) ان البشير فاز بما بين 70 و92 في المئة من الاصوات التي تم الادلاء بها في نحو 35 مركز اقتراع في مناطق متفرقة بالسودان وفي الخارج وفوزه بنحو 90 في المئة من الاصوات في احدى الولايات.
ولم تؤكد المفوضية القومية للانتخابات هذه الارقام التي لا تمثل سوى جزء من البلاد.
ودعت الصحف السودانية المستقلة والمعارضة الصادرة الاحد المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات التي قالت انها لا تؤدي سوى الى الحفاظ على الوضع القائم المتمخض عن تقاسم السلطة بين المتمردين الجنوبيين السابقين والنظام الحاكم في الخرطوم منذ انقلاب 1989.
وكتب فيصل عبد الرحمن في صحيفة quot;رأي الشعبquot; التي تعتبر مقربة من حسن الترابي زعيم حزب quot;المؤتمر الشعبيquot; الذي اعلن رفضه لنتائج الانتخابات بعد مشاركته فيها، ان الانتخابات ليس من شانها سوى ان تبقي على مفرزات اتفاق السلام الذي انهى الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب في 2005 في نيفاشا بكينيا.
وكتب عبد الرحمن ان quot;هذه الانتخابات صناعية ولا يمكن ان تتمخض عنها سوى نتائج صناعية تعبر عن اهدافها المتمثلة في الحفاظ على بنية النظام النيفاشي وهو المؤتمر الوطني شمالا والحركة الشعبية جنوباquot;.
واعتبر المراقبون الدوليون ان الانتخابات السودانية لا تفي بالمعايير الدولية لانتخابات شفافة ونزيهة.
وكتب كمال الصادق في quot;اجراس الحريةquot; التي تعتبر مقربة من الحركة الشعبية لتحرير السودان، ان quot;ما توصل اليه المراقبون الدوليون لم يكن مفاجئا لان المفاسد وعمليات التزوير التي اعترت العملية منذ الاحصاء السكاني مرورا بالسجل الانتخابي كانت واضحة وبينة والمطلوب الان من المجتمع الدولي ودول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة واعضاء مجلس الامن عدم الاعتراف بهذه النتيجة واكساب هذه الانتخابات المهزلة اي شرعيةquot;.
وقاطعت احزاب معارضة رئيسية مثل حزب الامة بزعامة الصادق المهدي الانتخابات معتبرة ان الظروف غير مهيأة لتنظيم انتخابات شفافة، وهو الموقف نفسه الذي عبرت عنه احزاب المعارضة التي شاركت في الانتخابات ثم اعلنت رفضها لنتائجها مثل حزب المؤتمر الشعبي والاتحادي الديموقراطي.
وكتب محجوب عروة في صحيفة السودان المستقلة quot;هل يعقل ان يحوز هذا الحزب (المؤتمر الوطني) على 99% واكثر من الدوائر في الشمال؟ هل يعقل ان يجد كثير من المرشحين عدد اصوات الناخبين لهم في المراكز اقل من عدد افراد اسرتهم؟ بل هل يعقل ان يصوت احد مرشحي الرئاسة البارزين في احد المراكز فتكون النتيجة انه لم ينل صوتا واحدا؟ هل يعقل هذا؟quot;.
وختم قائلا quot;السيد الصادق المهدي وحزبه وكل الذين قاطعوا الانتخابات (نحن) مدينون (لهم) باعتذار فقد انتقدناهم لمقاطعتهم الانتخابات وكانوا اكثر ذكاء وخبرة بان قرروا المقاطعة اما نحن المغفلون النافعون فقد حاولنا ان نعطي هذه الانتخابات قدرا من الاحترام والصدقية ونكهة خاصة وطعما جيدا ليحترمنا العالم ولكن خذلنا .. ويا مفوضية الانتخابات راجعوا انفسكم فقد جعلوكم اضحوكةquot;.
وبات بوسع الصحف توجيه انتقادات بعد اعتماد قانون العام الماضي الذي يلغي الرقابة على الصحافة قبل النشر ويتيح المزيد من حرية التعبير.
وينتظر ان تصدر نتائج الانتخابات التي يعتبر فيها الفوز مضمونا للرئيس البشير ابتداء من الثلاثاء.
في غضون ذلك، قال مساعد الرئيس السوداني عمر البشير الاحد ان احزاب المعارضة التي قاطعت الانتخابات التعددية التي نظمت الاسبوع الماضي ستستبعد من الحكومة المقبلة.
وقال نافع علي نافع الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم ومساعد الرئيس للصحافيين quot;لا سبيل للذين قاطعوا الانتخابات للمشاركة في الحكومة القادمة، ولا ترضية لشخص او كيان على حساب ارادة الشعبquot;.
واختتمت الخميس في السودان اول انتخابات تشهدها البلاد منذ ربع قرن قاطعتها احزاب المعارضة الرئيسية، ومن بينها حزب الامة التاريخي الفائز في انتخابات 1986، واعلنت انها لن تعترف بنتائجها معتبرة ان الاجواء غير مهيأة لتنظيم انتخابات ديموقراطية.
واعلن حسن الترابي زعيم المؤتمر الشعبي وحاتم السر مرشح الحزب الاتحادي الديموقراطي اللذان شاركا في الانتخابات رفضهما لنتائجها وللمشاركة في المؤسسات التي ستنبثق عنها، واتهما حزب المؤتمر الوطني بالتزوير.
واعتبر نافع انه ليس مفاجئا ان تعلن المعارضة بمختلف اطيافها حتى تلك التي شاركت في الانتخابات، رفضها المشاركة في الحكومة المقبلة.
وقال quot;لم يكن مفاجئا بالنسبة لنا ومعلوم ان خط المعارضة الرئيسي هو الا تقوم هذه الانتخابات، وبعضها دخلت في العملية وخرجت ومن بعد تنكرت لما قالت حول نزاهة الانتخابات وحاولت الطعن في عملية الاقتراع، وهي العملية التي لا يمكن الطعن فيها نهائياquot;.
وكان مستشار الرئيس صلاح الدين العتباني اعلن الاربعاء الماضي ان المؤتمر الوطني سيمد يده للمعارضة ويعرض عليها المشاركة في حكومة موسعة في حال فوزه في الانتخابات.
ولكن نافع اتخذ موقفا متشددا واتهم المعارضة بالسعي الى اثارة البلبلة للضغط من اجل تغيير النظام.
وتعليقا على اعلان المراقبين الدوليين ان الانتخابات السودانية لا تفي بالمعايير الدولية للانتخابات الشفافة، قال نافع quot;لم يقولوا ان الانتخابات في كل جوانبها لم ترق الى المستوى الدولي، ولكنهم قالوا انها في بعض جوانبها، وفي هذا فرق كبيرquot;.
واضاف quot;هذه الانتخابات اخرست الالسن وفتحت العيون العمشاء ويكفيها الحضور الكبير والمشاركة الكبيرةquot;.
التعليقات