يحاول رئيس الوزراء البريطاني اجتذاب الليبراليين الديمقراطيين لكن زعيمهم متحفظ.

لندن: سعى رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاربعاء الى تحضير الاجواء امام احتمال تشكيل ائتلاف مع الليبراليين الديموقراطيين بعد الانتخابات التشريعية في السادس من ايار/مايو، لكن هذه المساعي لم تلق اهتمام زعيمهم نيك كليغ.

وتوقعت استطلاعات الراي منافسة حامية بين حزب العمال بزعامة براون والمحافظين بزعامة ديفيد كاميرون والليبراليين الديموقراطيين. وقد يشكل الليبراليون حجر زاوية ائتلاف حكومي في حال لم يتمكن اي من الحزبين الاولين من الحصول على غالبية مطلقة في مجلس العموم.

وفي مقابلة نشرتها صحيفة quot;ذي اندبندنتquot; الاربعاء، بدا ان براون يحضر لهذا الاحتمال عبر طرحه على الليبراليين الديموقراطيين تشكيل quot;تحالف من اجل التقدمquot; بهدف دفع قضية quot;السياسة الجديدةquot; القائمة على اصلاح المؤسسات.

وقال quot;هناك رؤيتان متعارضتان للمستقبلquot;. واضاف quot;اذا ما اردتم استفتاء حول السياسة الجديدة، فانه يتعين عليكم السعي للتصويت لحزب العمال. نحن الحزب الوحيد الذي تعهد بتنظيم استفتاء حول ذلك. ولن يكون لكم ذلك مع المحافظينquot;.

ويقترح العماليون في برنامجهم الانتخابي تنظيم استفتاءات حول اصلاح النظام الانتخابي الذي يعتمد على النظام الفردي من دورة واحدة، والذي يناسبهم، وحول تحويل مجلس اللوردات من جمعية قائمة على الوراثة الى مجلس منتخب.

واضاف رئيس الوزراء quot;هناك ارضية مشتركة (مع الليبراليين الديموقراطيين) حول المسائل الدستورية. ويعود لليبراليين ان يردواquot; على العرض.

لكن نيك كليغ الذي ازدادت شعبيته في استطلاعات الراي بعد اول مناظرة تلفزيونية تنظم في بريطانيا الخميس الماضي بين زعماء اكبر ثلاثة تشكيلات سياسية بريطانية، اعلن بوضوح في مقابلة مع صحيفة quot;ذي دايلي تلغرافquot; المحافظة انه سيكون من الصعب عليه التعاون مع براون.

وقال كليغ دون مراوغة quot;اعتقد انه رجل سياسي يائس وانا ببساطة لا اصدقهquot;، معتبرا ان براون تولى quot;شخصيا وبصورة منهجية تجميد الاصلاح السياسيquot;.

وبحسب الاستطلاع اليومي لصحيفة quot;ذي صنquot; الشعبية الذي نشر الاربعاء، جاء الليبراليون الديموقراطيون في طليعة نوايا التصويت مع 34%، وتقدموا بذلك على المحافظين (31%) والعمال (26%). وفي استطلاع اخر لصحيفة التايمز، احتل المحافظون المرتبة الاولى مع 32% ثم اللبيرليون الديموقراطيون مع 31% والعمال مع 28%.

وفي حال تجسد هذان الاستطلاعان في صناديق الاقتراع، فان حزب العمال ولو احتل المرتبة الثالثة في الاستطلاعين، سيحصد اكبر عدد من المقاعد في مجلس العموم بسبب تضافر تاثير النظام الانتخابي وتقسيم الدوائر.

ويعطي استطلاع اخر للراي لصحيفة quot;اندبندنتquot; المحافظين تقدما من تسع نقاط كافية هذه المرة لمنحهم غالبية نسبية في البرلمان. وتعادل العمال والليبراليون الديموقراطيون في هذا الاستطلاع مع 26% لكل منهما وراء حزب المحافظين مع 35%.