غزة: اتهمت جماعات فلسطينية متشددة في قطاع غزة حركة حماس المسيطرة على القطاع quot;بالاعتدالquot; والتخلي عن مسار المقاومة ضد إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز الأميركية اليوم الجمعة.

وقالت الصحيفة في تقرير لها من قطاع غزة إنه بعد 15 شهرا على هجوم عسكري إسرائيلي فشل في إنهاء سيطرة حماس على القطاع، باتت الحركة في مواجهة اتهامات جديدة من مجموعات أخرى وبعض مؤيديها الذين يقولون إنها أصبحت quot;سياسية وعلمانية ومتساهلة للغايةquot;.

ونسبت الصحيفة إلى المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أبو أحمد قوله إن quot;الناس في الشوارع يقولون إن حماس قد تغيرتquot; معتبرا أن الحركة تدفع ثمنا لهذا التغير لأن الناس يحتاجون معرفة ما إذا كانت الحركة ملتزمة بالمقاومة أم لا. وكانت حركة حماس قد اعتقلت قبل أيام أربعة من عناصر الجهاد الإسلامي خلال محاولتهم الهجوم على جنود إسرائيليين قرب الحدود مع قطاع غزة مما سبب حنقا لدى حركة الجهاد.

ومن ناحيته قال سكرتير القيادة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في غزة جميل مظهر إن quot;حركة حماس تحولت بشكل مفاجئ إلى المسار السياسي، فبعد أن اعتادوا على دعم المقاومة يقومون حاليا بالقتال ضدهاquot; معتبرا أن الهاجس الأول للحركة حاليا هو quot;تجنب صدام آخر مع إسرائيل قد يهدد وجودهاquot;.

وقالت الصحيفة إن حماس لم تقم منذ شهر يناير/كانون الثاني من العام الماضي بإطلاق أي صواريخ على إسرائيل بل إنها مارست ضغوطا على الجماعات المسلحة الأخرى لانتهاج السياسة ذاتها، كما أصدرت قرارا مكتوبا يحذر من إطلاق الصواريخ باعتبارها quot;ضد المصلحة الوطنية الفلسطينيةquot; وهددت باعتقال أي شخص يقوم بذلك.

توتر داخلي

واعتبرت الصحيفة أن حماس تواجه توترات داخلية بين جناحيها السياسي والعسكري بعد أن وجدت نفسها بشكل مفاجئ quot;تدير حكومة بدلا من القتال لإزالة حكومة أخرىquot;، على حد تعبيرها. وقالت إن ثمة اعتقادا بوجود نافذة أمام الغرب للتواصل مع المعتدلين في حماس رغم أن آخرين يرون أن الحركة عبر تبنيها لمسارين سياسي وعسكري في وقت واحد فإنها لا تؤدي عملا جيدا في أي منهما على حد سواء.

وأضافت أنه بالنسبة لكثيرين في الولايات المتحدة وإسرائيل فإنه من الصعب رؤية حماس، المصنفة كمنظمة إرهابية لدى الدولتين، كجهة معتدلة بالنظر إلى أن الحركة ترفض الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود وتتعهد بعدم التخلي عن العنف كوسيلة ضد إسرائيل.

وبحسب الصحيفة فإن بعض المتشددين الفلسطينيين يقولون إن حماس بدلا من مهاجمة إسرائيل فإنها تقاتل شعبها، مشيرة إلى أن بعض المتطرفين الإسلاميين في غزة ومنهم عناصر غير راضية من أعضاء حماس أنفسهم تعهدوا بالولاء للقاعدة واتهموا حماس بالتخلي عن مبادئها.

يذكر أن حركة حماس تسيطر على قطاع غزة منذ شهر يونيو/حزيران عام 2007، وكانت قد تعرضت لهجوم إسرائيلي عنيف أواخر عام 2008 وأوائل العام الماضي أسفر عن مقتل 1400 شخص وقالت إسرائيل إنه يستهدف القضاء على قدرة الجماعات الفلسطينية المسلحة على إطلاق الصواريخ تجاهها.